<![CDATA[
مقدمة
إيميلي آن إليزا شيريف (3 نوفمبر 1814 – 20 مارس 1897) كانت رائدة في حركة تعليم المرأة العالي ومؤلفة بارزة. ساهمت شيريف بشكل كبير في تطوير تعليم المرأة في القرن التاسع عشر من خلال كتاباتها ومشاركتها الفعالة في تأسيس المؤسسات التعليمية.
حياتها المبكرة وتعليمها
ولدت إيميلي شيريف في 3 نوفمبر 1814 في لندن. كانت الابنة الكبرى للأدميرال ويليام هنري شيريف وإليزابيث آن ماريون. تلقت إيميلي وشقيقتها ماري تعليمهما في المنزل، وهو أمر شائع بالنسبة للفتيات في ذلك الوقت. ومع ذلك، كان والدهما حريصًا على تزويدهما بتعليم جيد، وشجعهم على القراءة والدراسة. أظهرت إيميلي في وقت مبكر شغفًا بالتعلم واهتمامًا خاصًا بالأدب والتاريخ والفلسفة.
على الرغم من أن التعليم الرسمي للفتيات كان محدودًا في ذلك الوقت، إلا أن إيميلي وشقيقتها استفادتا من الفرص المتاحة لهما. قرأتا على نطاق واسع وشاركتا في مناقشات فكرية مع أفراد العائلة والأصدقاء. أتاح لهما هذا التعليم غير الرسمي تطوير عقولهما واهتماماتهما الفكرية.
النشاط في حركة تعليم المرأة
في منتصف القرن التاسع عشر، بدأت إيميلي شيريف في الانخراط بنشاط في حركة تعليم المرأة. أدركت أن التعليم الجيد ضروري لتمكين المرأة ومنحها الفرصة لتحقيق إمكاناتها الكاملة. انضمت إلى العديد من المنظمات والجمعيات التي تهدف إلى تحسين تعليم المرأة.
كانت شيريف من أشد المدافعين عن إنشاء مدارس وكليات للبنات والنساء. اعتقدت أن المرأة يجب أن تحصل على نفس فرص التعليم التي يحصل عليها الرجال. عملت بلا كلل لجمع الأموال وتأييد الدعم لتعليم المرأة. لعبت دورًا حاسمًا في تأسيس كلية غيرتون، وهي واحدة من أولى كليات الإقامة للنساء في جامعة كامبريدج.
بالإضافة إلى عملها في تأسيس المؤسسات التعليمية، كتبت شيريف على نطاق واسع عن أهمية تعليم المرأة. نشرت العديد من المقالات والكتب التي دافعت عن حق المرأة في التعليم. أكدت على أن تعليم المرأة ليس مفيدًا للمرأة فحسب، بل للمجتمع ككل.
مساهماتها الأدبية
كانت إيميلي شيريف مؤلفة غزيرة الإنتاج، وكتبت عن مجموعة متنوعة من المواضيع، بما في ذلك التعليم والمجتمع والفلسفة. كانت كتاباتها واضحة ومقنعة، وأثرت في جيل من النساء والرجال.
من بين أعمالها البارزة:
- “الفكر اللاهوتي والاتجاهات الحديثة” (Intellectual Education and its Influence on the Character and Happiness of Women): نُشر هذا الكتاب في عام 1858، وهو دراسة شاملة لأهمية التعليم الفكري للمرأة. تجادل شيريف بأن التعليم يمكن أن يساعد المرأة على تطوير عقولها وشخصياتها، وأن يصبحن أعضاء أكثر سعادة وإنتاجية في المجتمع.
- “لماذا يجب علينا دراسة؟” (Why Should We Learn?): في هذا العمل، تستكشف شيريف الدافع وراء السعي وراء المعرفة، وتناقش فوائد التعليم للنمو الشخصي والتقدم الاجتماعي.
- “الأمومة في صلتها بالتعليم المبكر” (Mothers in Relation to the Early Training of Children): تركز شيريف في هذا الكتاب على دور الأمهات في التعليم المبكر للأطفال، وتؤكد على أهمية توفير بيئة محفزة وداعمة للنمو الفكري والعاطفي للأطفال.
- “شارلوت إميلي: قصة” (Charlotte Emily: A Tale): رواية تصور تحديات وفرص المرأة في المجتمع الفيكتوري.
- “التعليم: وجهة نظر إجبارية” (Education a Obligation): في هذا الكتاب، تتناول شيريف مسؤولية المجتمع في توفير التعليم للجميع، بغض النظر عن الجنس أو الخلفية الاجتماعية.
كما كتبت شيريف العديد من المقالات في الدوريات والمجلات المختلفة. كانت كتاباتها تحظى بتقدير كبير لبصيرتها ووضوحها وقدرتها على إلهام القراء.
تأثيرها وإرثها
كان لإيميلي شيريف تأثير عميق على حركة تعليم المرأة. ساعدت كتاباتها وأنشطتها في رفع مستوى الوعي بأهمية تعليم المرأة وإلهام الآخرين للعمل على تحسين فرص التعليم للمرأة. لعبت دورًا حاسمًا في تأسيس كلية غيرتون، والتي أصبحت واحدة من المؤسسات الرائدة لتعليم المرأة في المملكة المتحدة.
لا تزال مساهمات شيريف في تعليم المرأة ذات صلة اليوم. لا تزال كتاباتها تلهم القراء، وتستمر في تذكيرنا بأهمية التعليم للجميع. لقد كانت رائدة حقيقية، وقد ساعدت في تمهيد الطريق للمرأة لتحقيق إمكاناتها الكاملة.
الحياة الشخصية
تزوجت إيميلي شيريف من الكابتن ويليام هنري وايلدبراند في عام 1837. ومع ذلك، توفي زوجها بعد فترة وجيزة في عام 1840. لم تتزوج شيريف مرة أخرى وكرست حياتها لتعليم المرأة. كانت تتمتع بعلاقة وثيقة مع شقيقتها ماري شيريف، التي كانت أيضًا مدافعة عن تعليم المرأة. غالبًا ما عملت الأختان معًا في مشاريع تعليمية مختلفة.
الأفكار الفلسفية
اعتقدت إيميلي شيريف أن التعليم يجب أن يهدف إلى تطوير العقل والشخصية. أكدت على أهمية التفكير النقدي والإبداع وحل المشكلات. اعتقدت أيضًا أن التعليم يجب أن يعد المرأة للحياة، وليس فقط للوظائف التقليدية. دعت إلى تعليم أوسع وأكثر شمولية للمرأة يشمل العلوم والرياضيات والفنون.
كانت شيريف تؤمن إيمانا راسخا بالمساواة بين الجنسين. اعتقدت أن المرأة يجب أن تحصل على نفس الفرص التي يحصل عليها الرجال في التعليم والتوظيف والحياة السياسية. كانت من أشد المدافعين عن حقوق المرأة وكانت نشطة في حركة حق المرأة في التصويت.
الاعتراف والجوائز
حصلت إيميلي شيريف على العديد من الجوائز والأوسمة لعملها في مجال تعليم المرأة. تم انتخابها زميلة في كلية المعلمين في عام 1877. كما حصلت على الدكتوراه الفخرية من جامعة سانت أندروز في عام 1893.
سنواتها الأخيرة ووفاتها
أمضت إيميلي شيريف سنواتها الأخيرة في لندن، حيث استمرت في النشاط في حركة تعليم المرأة. توفيت في 20 مارس 1897 عن عمر يناهز 82 عامًا. تركت وراءها إرثًا دائمًا بصفتها رائدة في تعليم المرأة.
خاتمة
كانت إيميلي شيريف شخصية بارزة في حركة تعليم المرأة في القرن التاسع عشر. من خلال كتاباتها وأنشطتها، ساهمت بشكل كبير في تحسين فرص التعليم للمرأة. لعبت دورًا حاسمًا في تأسيس كلية غيرتون، وهي واحدة من أولى كليات الإقامة للنساء في جامعة كامبريدج. لا يزال إرثها يلهمنا اليوم، ويستمر في تذكيرنا بأهمية التعليم للجميع.