هوري الكلب الوغ (Horrie the Wog Dog)

نشأته

عُثر على هوري، وهو جرو صغير، في شوارع الإسكندرية بمصر عام 1942. تم تبنيه من قبل الجنود الأستراليين الذين كانوا متمركزين في المنطقة. أُطلق عليه اسم “هوري” كنوع من التحية الودية للسكان المحليين في الشرق الأوسط، بينما كلمة “وغ” كانت بمثابة لقب يطلقه الجنود على الأشياء التي لا يفهمونها، وهو في هذه الحالة، الكلب.

سرعان ما أصبح هوري جزءًا لا يتجزأ من الكتيبة. كان يرافق الجنود في تدريباتهم، ويشاركهم في وجباتهم، وينام معهم في الخنادق. كان يتمتع بشخصية محبوبة ومرحة، وكان معروفًا بقدرته على رفع معنويات الجنود في أوقات الشدة. كان هوري أكثر من مجرد حيوان أليف؛ لقد كان صديقًا وفيًا، وحاميًا، ورمزًا للوطن بالنسبة لهؤلاء الرجال الذين كانوا بعيدين عن ديارهم.

خدمته العسكرية

رافق هوري الكتيبة في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. شارك في معارك في مصر وليبيا وتونس. كان يتعرض للقصف وإطلاق النار، لكنه ظل دائمًا إلى جانب الجنود، مما أظهر شجاعة لا مثيل لها. اشتهر هوري بقدرته على اكتشاف الألغام الأرضية، مما ساعد في إنقاذ حياة العديد من الجنود. كان يتمتع بحاسة شم قوية، وكان ينبه الجنود إلى وجود الخطر، مما سمح لهم باتخاذ الاحتياطات اللازمة.

لم يكن هوري مجرد تميمة، بل كان بطلاً. حصل على العديد من الأوسمة والجوائز على شجاعته وتفانيه في الواجب. في إحدى المناسبات، تمكن هوري من إنقاذ حياة مجموعة من الجنود الذين حوصروا في حقل ألغام. دخل الحقل، وبدأ في استنشاق الأرض، وتحديد مكان الألغام، وتحذير الجنود. بفضل شجاعته، تمكن الجنود من العودة إلى بر الأمان.

علاقته بالجنود

كانت العلاقة بين هوري والجنود الأستراليين علاقة خاصة جدًا. لقد كان يمثل لهم أكثر من مجرد حيوان أليف؛ لقد كان رمزًا للوطن، والرفقة، والأمل. في أوقات الشدة، كان هوري يمثل لهم ملاذًا من قسوة الحرب. كان حضوره يذكرهم بالمنزل، وبالأشياء التي يقاتلون من أجلها.

كان الجنود يهتمون بهوري بعمق. كانوا يطعمونه، ويستحمونه، ويعتنون به. كانوا يحرصون على سلامته، وكانوا يحزنون عندما كان يمرض أو يتعرض للأذى. كان هوري جزءًا من عائلة الكتيبة، وكان محبوبًا من قبل الجميع.

حاز هوري على شعبية كبيرة ليس فقط بين الجنود بل بين الصحفيين أيضًا، حيث ظهرت صوره وقصصه في العديد من الصحف والمجلات. ساهم ذلك في رفع الروح المعنوية في الجبهة الداخلية في أستراليا، حيث كان الناس يتعطشون للأخبار الإيجابية عن رجالهم في الخارج. أصبح هوري رمزًا وطنيًا للروح الأسترالية.

بعد الحرب

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، حاول الجنود الأستراليون اصطحاب هوري إلى أستراليا. ومع ذلك، لم تكن قوانين الحجر الصحي تسمح بذلك في البداية. بفضل الجهود الدؤوبة من قبل الجنود وبعض المسؤولين، تمكن هوري أخيرًا من العودة إلى أستراليا في عام 1945. أُعيد إلى أستراليا على متن سفينة تابعة لسلاح الجو الملكي الأسترالي. وقد حظي باستقبال الأبطال عند وصوله، حيث اجتمع الآلاف من الناس لتحيته.

استقر هوري في أستراليا، وعاش حياة هادئة ومريحة. ظل مرتبطًا بالجنود الذين خدم معهم. شارك في العديد من الفعاليات والاحتفالات، وكان دائمًا موضع ترحيب من الجميع. توفي هوري في عام 1951، تاركًا وراءه إرثًا من الشجاعة والرفقة والمحبة. دفن هوري في حديقة نصب تذكاري في فيكتوريا، أستراليا.

إرثه

يُذكر هوري حتى اليوم كواحد من أشهر تمائم الحرب في التاريخ. قصته هي مثال على قوة الروابط بين البشر والحيوانات، وعلى أهمية الروح المعنوية في أوقات الحرب. ألهمت قصته العديد من الكتب والأفلام والمسرحيات. لا يزال يتم تذكره وتكريمه في أستراليا، حيث يعتبر رمزًا للشجاعة والتفاني والصداقة.

رمز للروح المعنوية: ساعد هوري في رفع معنويات الجنود في أوقات الشدة.
رمز للرفقة: كان هوري صديقًا وفيًا للجنود، وقدم لهم الدعم والمساندة.
رمز للشجاعة: أظهر هوري شجاعة لا مثيل لها في مواجهة الخطر.

تم الاحتفال بهوري في العديد من المناسبات، بما في ذلك:

إقامة نصب تذكاري له في فيكتوريا، أستراليا.
إصدار كتاب عن حياته.
إنتاج فيلم وثائقي عنه.

أهمية القصة

قصة هوري هي تذكير دائم بأهمية الروح المعنوية في الحرب. كما أنها تذكير بقوة الروابط بين البشر والحيوانات. إنها قصة عن الشجاعة، والرفقة، والحب، والأمل. هوري هو رمز للروح الأسترالية، وسيظل ذكراه حية في قلوب الكثيرين لسنوات قادمة.

إن قصة هوري تحثنا على التفكير في قيمة الرفقة، وأهمية الصداقة في أحلك الظروف. إنها تذكرنا بأن حتى في خضم الحرب، يمكن أن توجد الإنسانية والرحمة. يمثل هوري رمزًا للأمل، وقوة الروح، والقدرة على التغلب على الشدائد.

خاتمة

هوري الكلب الوغ كان أكثر من مجرد تميمة للجنود الأستراليين خلال الحرب العالمية الثانية؛ لقد كان رمزًا للروح المعنوية، والرفقة، والشجاعة. من خلال شجاعته وتفانيه، أصبح هوري بطلاً، وألهم الجنود ورفع معنوياتهم في أوقات الشدة. قصته تذكير دائم بأهمية الصداقة والرحمة في أوقات الحرب، وتظل إرثه حيًا في قلوب الكثيرين حتى يومنا هذا.

المراجع

“`