الاكتشاف والتصنيف
في عام 1914، وصف عالم الحفريات الكندي لورنس لامبي نوعًا جديدًا من ديناصورات الهادروصوريات بناءً على جمجمة غير مكتملة وهيكل عظمي جزئي تم العثور عليهما بالقرب من نهر الرد دير (Red Deer River) في ألبرتا. أطلق لامبي على هذا الديناصور اسم ستيفانوصور ويمنينسيس (Stephanosaurus wyomingensis). الاسم العام “ستيفانوصور” مشتق من الكلمة اليونانية “ستيفانوس” (στέφανος) التي تعني “تاج” أو “إكليل”، في إشارة إلى القمة العظمية الصغيرة الموجودة على الجزء الخلفي من الجمجمة. الاسم المحدد “ويمنينسيس” يشير إلى ولاية وايومنغ الأمريكية، على الرغم من أن العينة تم العثور عليها في كندا.
اعتبر لامبي الستيفانوصور نوعًا فريدًا بسبب القمة الصغيرة غير العادية. ومع ذلك، سرعان ما ظهرت شكوك حول صلاحية هذا الجنس. في أوائل القرن العشرين، كان تصنيف ديناصورات الهادروصوريات في حالة من الفوضى، حيث تم وصف العديد من الأجناس والأنواع بناءً على مواد مجزأة وغير مكتملة. غالبًا ما كان يتم التمييز بين هذه الأجناس والأنواع بناءً على اختلافات طفيفة في شكل الجمجمة أو حجمها، والتي قد تكون في الواقع اختلافات فردية أو مرتبطة بالعمر.
الارتباك التصنيفي
في العقود التي تلت وصف لامبي للستيفانوصور، خضع هذا الجنس لعدد من المراجعات التصنيفية. اعتبره بعض الباحثين مرادفًا لجنس باراسورولوفوس (Parasaurolophus)، وهو ديناصور هادروصوري آخر معروف بقمته الطويلة المنحنية. اقترح آخرون أنه كان مجرد نوع من كوريثوصور (Corythosaurus)، وهو ديناصور هادروصوري آخر ذو قمة كبيرة على شكل خوذة.
ازداد الارتباك بسبب حقيقة أن عينة النوع من الستيفانوصور كانت غير مكتملة وليست محفوظة جيدًا. كانت الجمجمة مشوهة جزئيًا، وكان الهيكل العظمي يفتقر إلى العديد من العظام المهمة. جعل هذا من الصعب مقارنة الستيفانوصور بوضوح مع ديناصورات الهادروصوريات الأخرى وتحديد ما إذا كان يمثل جنسًا متميزًا حقًا.
إعادة التقييم والتصنيف الحالي
في ثمانينيات القرن العشرين، أجرى عالم الحفريات الكندي ديفيد بيلامي دراسة شاملة لدييناصورات الهادروصوريات من ألبرتا. بناءً على تحليله، خلص بيلامي إلى أن الستيفانوصور لم يكن جنسًا صالحًا. واقترح أن عينة النوع من الستيفانوصور كانت في الواقع مجرد يافع من نوع كوريثوصور كاسواريس (Corythosaurus casuarius).
استند بيلامي في استنتاجه إلى عدد من الملاحظات. أولاً، لاحظ أن القمة الصغيرة على جمجمة الستيفانوصور تشبه إلى حد بعيد شكل القمة في المراحل المبكرة من نمو الكوريثوصور. ثانيًا، أشار إلى أن حجم وشكل عظام الجمجمة الأخرى في الستيفانوصور كانت تتفق مع تلك الموجودة في كوريثوصور يافع. وأخيرًا، لاحظ أن الستيفانوصور والكوريثوصور تم العثور عليهما في نفس التكوينات الجيولوجية، مما يشير إلى أنهما ربما عاشا في نفس الوقت وفي نفس المكان.
بناءً على أدلة بيلامي، قبل معظم علماء الحفريات أن الستيفانوصور هو مرادف صغير للكوريثوصور. ونتيجة لذلك، لم يعد يعتبر الستيفانوصور جنسًا صالحًا، ويتم الآن تصنيف عينة النوع من الستيفانوصور ويمنينسيس على أنها كوريثوصور كاسواريس. ومع ذلك، لا يزال اسم “ستيفانوصور” يظهر أحيانًا في الأدبيات القديمة والمقالات الشائعة حول الديناصورات.
الأهمية الأحفورية
على الرغم من أن الستيفانوصور لم يعد يعتبر جنسًا صالحًا، إلا أن دراسة تاريخه التصنيفي لا تزال مهمة لعدة أسباب:
- تسليط الضوء على تحديات التصنيف: يوضح تاريخ الستيفانوصور الصعوبات التي يمكن أن تنشأ عند تصنيف الديناصورات بناءً على مواد مجزأة وغير مكتملة. كما يسلط الضوء على أهمية مراعاة الاختلافات المرتبطة بالعمر عند تحديد ما إذا كان نوعان من الديناصورات يمثلان أجناسًا وأنواعًا متميزة.
- فهم نمو الهادروصوريات: ساهمت دراسة الستيفانوصور في فهمنا لنمو ديناصورات الهادروصوريات، وخاصة تطور القمم العظمية في أجناس مثل كوريثوصور وباراسورولوفوس.
- تاريخ علم الحفريات: يمثل تاريخ الستيفانوصور حلقة في تاريخ علم الحفريات في أمريكا الشمالية، مما يعكس التطورات في المنهجيات التصنيفية وتغير الفهم لتنوع الديناصورات على مر الزمن.
وصف الكوريثوصور (Corythosaurus)
نظرًا لأن الستيفانوصور يُعتبر الآن مرادفًا صغيرًا للكوريثوصور، فمن المفيد تقديم وصف موجز لهذا الديناصور الهادروصوري:
الكوريثوصور هو ديناصور هادروصوري كبير عاش خلال العصر الطباشيري المتأخر، منذ حوالي 77 إلى 75.7 مليون سنة. تم العثور على بقاياه في غرب أمريكا الشمالية، بما في ذلك ألبرتا ومونتانا. يتميز الكوريثوصور بقمته العظمية الكبيرة على شكل خوذة، والتي ربما تم استخدامها للتواصل المرئي أو الصوتي.
تشمل الخصائص الأخرى للكوريثوصور ما يلي:
- الحجم: يمكن أن يصل طول الكوريثوصور إلى حوالي 9-10 أمتار (30-33 قدمًا) ويزن حوالي 4 أطنان.
- الجمجمة: بالإضافة إلى القمة المميزة، كان للكوريثوصور منقار عريض يشبه منقار البط وأسنان عديدة تستخدم لطحن النباتات الصلبة.
- الجسم: كان للكوريثوصور جسم قوي وأطراف خلفية قوية وأطراف أمامية أقصر. ربما كان قادرًا على المشي على قدمين أو أربع.
- النظام الغذائي: كان الكوريثوصور حيوانًا عاشبًا، ويتغذى على مجموعة متنوعة من النباتات، بما في ذلك الصنوبريات والسيكاديات والسراخس.
خاتمة
على الرغم من أن الستيفانوصور لم يعد يعتبر جنسًا صالحًا، إلا أن تاريخه التصنيفي يوفر رؤى قيمة حول تحديات تصنيف الديناصورات المبكرة وأهمية إعادة تقييم الاكتشافات القديمة في ضوء الأدلة الجديدة. إن قصة الستيفانوصور هي تذكير بأن فهمنا للديناصورات يتطور باستمرار مع اكتشاف المزيد من الحفريات وتطوير التقنيات التحليلية.