مقدمة
مار جورجيس الثالث (ولد وردة دانيال سليوا) كان الجاثليق البطريرك الـ 121 لكنيسة المشرق الآشورية. في 16 سبتمبر 2015، انتخب بطريركًا للكنيسة خلفًا لمار دنخا الرابع، وتم تجليسه في 27 سبتمبر 2015 في كاتدرائية مار يوحنا المعمدان في أربيل.
نشأته وحياته المبكرة
ولد مار جورجيس الثالث باسم وردة دانيال سليوا في قرية باطنايا في شمال العراق عام 1941. انخرط في الحياة الكنسية منذ صغره، حيث درس في معهد مار أفرام اللاهوتي في بغداد. بعد الانتهاء من دراسته اللاهوتية، رُسم شماسًا ثم كاهنًا، وخدم في العديد من الكنائس في العراق.
تميز الأب وردة دانيال سليوا بتقواه وعلمه الغزير، مما جعله شخصية محبوبة ومحترمة في المجتمع الآشوري. كان له دور فعال في تعزيز التعليم الديني والثقافي، وعمل جاهدًا للحفاظ على التراث الآشوري في العراق.
انتخابه بطريركًا
بعد وفاة مار دنخا الرابع في عام 2015، اجتمع مجمع كنيسة المشرق الآشورية لانتخاب بطريرك جديد. وقع الاختيار على المطران وردة دانيال سليوا، الذي عُرف فيما بعد باسم مار جورجيس الثالث. كان انتخابه بمثابة مفاجأة للكثيرين، حيث كان يعتبر مرشحًا أقل حظًا مقارنة ببعض الأسماء الأخرى المطروحة.
ومع ذلك، حظي مار جورجيس الثالث بدعم واسع النطاق من مختلف أطياف الكنيسة، نظرًا لسمعته الطيبة وتاريخه الطويل في خدمة الكنيسة والمجتمع. وقد اعتبر انتخابه بمثابة فرصة لتوحيد الصفوف وتجاوز الخلافات التي كانت تعاني منها الكنيسة.
فترة حبريته
شهدت فترة حبرية مار جورجيس الثالث العديد من التحديات، بما في ذلك استمرار الأوضاع الأمنية غير المستقرة في العراق وسوريا، وتزايد الهجرة من المنطقة. عمل البطريرك جاهدًا للتخفيف من معاناة أبناء الكنيسة، وقام بزيارات عديدة إلى مخيمات اللاجئين والنازحين لتقديم الدعم المادي والمعنوي.
كما سعى مار جورجيس الثالث إلى تعزيز العلاقات مع الكنائس الأخرى، وخاصة الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية الشرقية. وقد التقى بالعديد من قادة هذه الكنائس، وناقش معهم سبل تعزيز الحوار والتعاون بين الكنائس المسيحية.
بالإضافة إلى ذلك، أولى مار جورجيس الثالث اهتمامًا خاصًا بتعزيز التعليم اللاهوتي وتدريب الكهنة والشمامسة. وقد قام بتطوير المناهج الدراسية في معهد مار أفرام اللاهوتي، وعمل على توفير فرص التدريب للشباب الراغبين في خدمة الكنيسة.
إنجازاته
- تعزيز الوحدة الكنسية: سعى مار جورجيس الثالث إلى توحيد الصفوف وتجاوز الخلافات داخل كنيسة المشرق الآشورية.
- دعم اللاجئين والنازحين: قام بزيارات عديدة إلى مخيمات اللاجئين والنازحين لتقديم الدعم المادي والمعنوي.
- تعزيز العلاقات مع الكنائس الأخرى: التقى بالعديد من قادة الكنائس الأخرى لتعزيز الحوار والتعاون.
- تطوير التعليم اللاهوتي: قام بتطوير المناهج الدراسية في معهد مار أفرام اللاهوتي.
التحديات التي واجهها
- الأوضاع الأمنية غير المستقرة في العراق وسوريا: أثرت الأوضاع الأمنية على حياة أبناء الكنيسة وعملها.
- تزايد الهجرة من المنطقة: أدت الهجرة إلى تناقص عدد أبناء الكنيسة في المنطقة.
- الخلافات الداخلية في الكنيسة: واجه مار جورجيس الثالث بعض الخلافات الداخلية في الكنيسة.
خلافته
بعد صراع طويل مع المرض، توفي مار جورجيس الثالث في 19 أبريل 2020، في مستشفى بمدينة أربيل. خلفه مار كوركيس الثالث يونان بطريركًا لكنيسة المشرق الآشورية.
تأثيره وإرثه
ترك مار جورجيس الثالث إرثًا غنيًا من الخدمة والتفاني للكنيسة والمجتمع الآشوري. سيبقى في الذاكرة كزعيم روحي عمل جاهدًا لتعزيز الوحدة والسلام والمحبة بين الناس.
كان مار جورجيس الثالث شخصية محبوبة ومحترمة من قبل الجميع، وسيظل اسمه محفورًا في تاريخ كنيسة المشرق الآشورية.
خاتمة
مار جورجيس الثالث، الجاثليق البطريرك الـ 121 لكنيسة المشرق الآشورية، كان قائدًا روحيًا مخلصًا كرس حياته لخدمة الكنيسة والمجتمع. على الرغم من التحديات التي واجهها خلال فترة حبريته، إلا أنه تمكن من تحقيق العديد من الإنجازات، بما في ذلك تعزيز الوحدة الكنسية ودعم اللاجئين والنازحين وتطوير التعليم اللاهوتي. سيبقى مار جورجيس الثالث في الذاكرة كشخصية محبوبة ومحترمة، وسيظل إرثه يلهم الأجيال القادمة.