الاكتشاف والتسمية
تم اكتشاف عينة ستيغوبيلتا في عام 1900 في سدجويك كاونتي، وايومنغ. تتكون العينة النموذجية، YPM 1821، من جزء من الجمجمة، وفقرات ظهرية وعجزية، وأضلاع، ولوح كتف، وعظم عضد، وعظم زند، وعظم فخذ، وعظم قصبة الساق، وعظام مشطية، ودروع. كان ويليستون يعتقد في البداية أن العينة تمثل نوعًا من الأنكيلوصور، ولكن بعد المزيد من الدراسة، أدرك أنها تمثل نوعًا جديدًا من الديناصورات المدرعة.
اشتق اسم الجنس ستيغوبيلتا من الكلمات اليونانية “stegos” (στέγος) التي تعني “سقف” أو “مغطى”، و “pelte” (πέλτη) التي تعني “درع”، في إشارة إلى الدروع العظمية التي تغطي جسمه. أما اسم النوع “willistoni” فهو تكريم لعالم الحفريات الأمريكي صموئيل ويندل ويليستون.
الوصف
كان ستيغوبيلتا ديناصورًا متوسط الحجم، يقدر طوله بحوالي 4 أمتار (13 قدمًا). كان يتميز بجسم قوي مغطى بدروع عظمية، مما يوفر له حماية من الحيوانات المفترسة. تشمل هذه الدروع صفوفًا من الصفائح العظمية البيضاوية على طول الظهر والجوانب، بالإضافة إلى أشواك حادة تبرز من الكتفين والوركين. الجمجمة كانت صغيرة نسبيًا ومغطاة أيضًا بدروع عظمية.
الجمجمة: كانت جمجمة ستيغوبيلتا صغيرة ومدمجة، ومغطاة بدروع عظمية سميكة. كانت فتحات الجمجمة، مثل الحجاج (مآخذ العين) والفتحات الأنفية، صغيرة نسبيًا. كان الفك السفلي قويًا ومجهزًا بأسنان صغيرة تشبه الأوتاد، مصممة لتقطيع النباتات.
العمود الفقري: كان العمود الفقري لستيغوبيلتا قويًا، مع فقرات ظهرية وعجزية متصلة بإحكام. كانت الفقرات مزودة بأضلاع قوية توفر دعمًا إضافيًا للجسم. كان العجز، وهو الجزء من العمود الفقري الذي يتصل بالورك، قويًا بشكل خاص، مما يشير إلى أن ستيغوبيلتا كان يتمتع بقاعدة قوية.
الأطراف: كانت أطراف ستيغوبيلتا قصيرة وقوية. كانت الأطراف الأمامية أقصر من الأطراف الخلفية، وكانت مزودة بخمسة أصابع. كانت الأطراف الخلفية أكثر قوة، وكانت مزودة بأربعة أصابع. تشير هذه الخصائص إلى أن ستيغوبيلتا كان حيوانًا رباعي الأرجل، يمشي على أربع أرجل.
الدروع: كانت الدروع هي السمة الأكثر تميزًا لستيغوبيلتا. غطت الدروع كامل جسم الحيوان، من الرأس إلى الذيل. تتكون الدروع من صفوف من الصفائح العظمية البيضاوية على طول الظهر والجوانب، بالإضافة إلى أشواك حادة تبرز من الكتفين والوركين. ربما كانت هذه الدروع توفر حماية من الحيوانات المفترسة، مثل الديناصورات آكلة اللحوم مثل التيرانوصور.
التصنيف
تم تصنيف ستيغوبيلتا تقليديًا على أنه نودوصوري، وهو نوع من الديناصورات المدرعة التي تنتمي إلى مجموعة أنكيلوصوريا. النودوصوريات هي حيوانات عاشبة رباعية الأرجل، تتميز بجسم مغطى بدروع عظمية، ولكنها تفتقر إلى الهراوة الذيلية الموجودة في الأنكيلوصوريات الأخرى. ضمن النودوصوريات، تم تصنيف ستيغوبيلتا على أنه عضو في ستروثيوسورينيا، وهي مجموعة من النودوصوريات الصغيرة إلى المتوسطة الحجم التي تتميز ببنية نحيلة نسبيًا.
ومع ذلك، فإن العلاقات التطورية لستيغوبيلتا لا تزال غير واضحة تمامًا. أظهرت بعض الدراسات أن ستيغوبيلتا قد يكون في الواقع أنكيلوصور بدائي، بدلاً من نودوصور. تتطلب هذه القضية مزيدًا من البحث لتحقيق فهم أفضل لموقع ستيغوبيلتا في شجرة عائلة الديناصورات المدرعة.
علم الأحياء القديمة
النظام الغذائي: كان ستيغوبيلتا حيوانًا عاشبًا، يتغذى على النباتات. من المحتمل أنه كان يتغذى على مجموعة متنوعة من النباتات، بما في ذلك السرخس والسيكاديات والأشجار الصنوبرية. كانت أسنانه الصغيرة تشبه الأوتاد مصممة لتقطيع النباتات، وكان لديه معدة كبيرة وهضم فعال لمعالجة المواد النباتية الصلبة.
السلوك: من المحتمل أن يكون ستيغوبيلتا حيوانًا انفراديًا أو يعيش في مجموعات صغيرة. ربما كان يقضي معظم وقته في البحث عن الطعام، واستخدام دروعه لحماية نفسه من الحيوانات المفترسة. ربما استخدم أيضًا أشواكه للدفاع عن نفسه إذا تعرض للهجوم.
الموطن: عاش ستيغوبيلتا في بيئة غابات خلال العصر الطباشيري المتأخر. كانت هذه البيئة موطنًا لمجموعة متنوعة من الديناصورات الأخرى، بما في ذلك الديناصورات آكلة اللحوم مثل التيرانوصور، والديناصورات العاشبة مثل التريسيراتوبس والإدمنتونيا. كان ستيغوبيلتا جزءًا مهمًا من هذا النظام البيئي، حيث كان يلعب دورًا في التحكم في نمو النباتات وتوفير الغذاء للحيوانات المفترسة.
أهمية الأحفورة
تعتبر أحفورة ستيغوبيلتا مهمة لعدة أسباب. أولاً، إنها واحدة من أكثر النودوصوريات المعروفة اكتمالًا من العصر الطباشيري المتأخر. هذا يسمح للعلماء بدراسة تشريح وعلم الأحياء القديمة لهذا الحيوان بالتفصيل.
ثانيًا، تساعد أحفورة ستيغوبيلتا في تسليط الضوء على التطور المبكر للأنكيلوصوريات. من خلال مقارنة ستيغوبيلتا بالنودوصوريات والأنكيلوصوريات الأخرى، يمكن للعلماء تتبع تطور هذه المجموعة المتنوعة من الديناصورات المدرعة.
ثالثًا، توفر أحفورة ستيغوبيلتا معلومات قيمة حول البيئة التي عاش فيها هذا الحيوان. من خلال دراسة النباتات والحيوانات الأخرى الموجودة في نفس التكوين الجيولوجي، يمكن للعلماء إعادة بناء النظام البيئي الذي كان موجودًا في وايومنغ خلال العصر الطباشيري المتأخر.
خاتمة
ستيغوبيلتا هو ديناصور نودوصوري مثير للاهتمام عاش في أمريكا الشمالية خلال العصر الطباشيري المتأخر. على الرغم من أن معرفتنا به تستند إلى عينة أحفورية واحدة فقط، إلا أنها تقدم لنا نظرة ثاقبة على تنوع الديناصورات المدرعة خلال تلك الفترة. يظل تصنيفه الدقيق داخل الأنكيلوصوريا موضوعًا للنقاش العلمي المستمر. بفضل دروعه المميزة وأطرافه القوية، كان ستيغوبيلتا بلا شك إضافة رائعة إلى المناظر الطبيعية في عصره.