مقدمة
سبونديلوسوما (Spondylosoma)، وتعني “جسم الفقرة”، هو جنس من الأركوصورات الأفيططرسالية التي تنتمي إلى فرع الأفانوصورات من العصر اللاتيني المتأخر. على الرغم من أن تصنيفها الدقيق لا يزال محل نقاش، إلا أنها تعتبر بشكل عام واحدة من أقدم الأركوصورات المعروفة، وهي مجموعة متنوعة من الزواحف التي تشمل التماسيح والديناصورات والطيور. تم العثور على أحافير سبونديلوسوما في البرازيل، وتوفر رؤى قيمة حول التطور المبكر للأركوصورات وتنوعها.
الاكتشاف والتسمية
تم اكتشاف أحافير سبونديلوسوما لأول مرة في تكوين سانتا ماريا في حوض بارانا بالبرازيل. يعود تاريخ هذا التكوين الجيولوجي إلى العصر اللاتيني المتأخر، منذ حوالي 237 إلى 228 مليون سنة. تم وصف العينة النوعية، وهي فقرة ظهرية جزئية، في عام 1942 من قبل عالم الحفريات البرازيلي فريدريكو لانجه.
اشتق اسم الجنس “سبونديلوسوما” من الكلمات اليونانية “spondylos” التي تعني فقرة، و “soma” التي تعني جسم، في إشارة إلى طبيعة الفقرة المتحجرة التي تم العثور عليها. النوع النموذجي هو سبونديلوسوما نيوماني (Spondylosoma nemeghii). تكريماً لعالم الحفريات الهنغاري لازلو نيميجي.
الوصف التشريحي
بسبب طبيعة الأحافير المجزأة، لا يزال الوصف التشريحي الكامل لسبونديلوسوما غير مكتمل. ومع ذلك، فإن الفقرات المعروفة تظهر بعض الخصائص المميزة. تشمل هذه الخصائص:
- الفقرات: الفقرات الظهرية لسبونديلوسوما لها مركز مرتفع (الجزء الرئيسي من الفقرة) وعمليات عصبية قوية (إسقاطات من الفقرة التي تعمل على تثبيت العضلات).
- الحجم: تشير التقديرات إلى أن سبونديلوسوما كان حيوانًا متوسط الحجم، حيث يبلغ طوله حوالي 2 إلى 3 أمتار.
- الميزات الأخرى: نظرًا لأن معظم الهيكل العظمي غير معروف، فمن الصعب تحديد ميزات تشريحية أخرى محددة. ومع ذلك، من خلال مقارنة فقرات سبونديلوسوما بأركوصورات أخرى مبكرة، يمكن للعلماء استنتاج بعض الجوانب المحتملة لتشريحها.
التصنيف
لطالما كان تصنيف سبونديلوسوما موضوعًا للنقاش العلمي. في الأصل، تم تصنيفها على أنها ديناصور بدائي، ولكن الدراسات اللاحقة أشارت إلى أنها قد تكون مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالأركوصورات الأخرى غير الديناصورية. في السنوات الأخيرة، صنفت التحليلات التطورية سبونديلوسوما ضمن فرع الأفيططرساليات، وهو فرع حيوي يضم مجموعة متنوعة من الأركوصورات التي تقع خارج مجموعة الأركوصورات الرئيسية التي تشمل التماسيح والديناصورات.
داخل الأفيططرساليات، غالبًا ما يتم تجميع سبونديلوسوما مع الأفانوصورات. الأفانوصورات هي مجموعة صغيرة ولكنها مهمة من الأركوصورات المبكرة التي تتميز بهياكلها العظمية النحيلة وميزات الجمجمة الفريدة. تشمل الأفانوصورات الأخرى المعروفة جنسًا مثل تلفوسورس (Teleocrater) وأسيلوسورس (Asilisaurus). تعتبر الأفانوصورات حاسمة لفهم التطور المبكر للأركوصورات لأنها تمثل مجموعة متنوعة من الأشكال التي سبقت ظهور التماسيح والديناصورات.
الأهمية التطورية
تحمل سبونديلوسوما أهمية تطورية كبيرة بسبب موقعها كأركوصور مبكر محتمل. من خلال دراسة سبونديلوسوما وأركوصورات أخرى مبكرة، يمكن للعلماء الحصول على نظرة ثاقبة حول:
- التطور المبكر للأركوصورات: تساعد سبونديلوسوما على إلقاء الضوء على الظروف التطورية المبكرة التي أدت إلى ظهور المجموعات الرئيسية للأركوصورات، مثل التماسيح والديناصورات.
- التنوع: تُظهر سبونديلوسوما أن الأركوصورات المبكرة كانت أكثر تنوعًا مما كان يعتقد سابقًا.
- العلاقات: تساعد سبونديلوسوما على توضيح العلاقات بين الأركوصورات المختلفة.
علاوة على ذلك، فإن وجود سبونديلوسوما في العصر اللاتيني المتأخر في البرازيل يوفر معلومات قيمة حول التوزيع الجغرافي للأركوصورات المبكرة. يشير إلى أن الأركوصورات كانت منتشرة على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم خلال هذه الفترة، وأن التنوع التطوري حدث في مناطق مختلفة.
البيئة القديمة
عاشت سبونديلوسوما في بيئة مختلفة تمامًا عما هي عليه البرازيل اليوم. خلال العصر اللاتيني المتأخر، كانت منطقة تكوين سانتا ماريا عبارة عن سهل فيضي دافئ ورطب تهيمن عليه النباتات السرخسية وعاريات البذور. كانت المنطقة موطنًا لمجموعة متنوعة من الحيوانات، بما في ذلك الأركوصورات المبكرة والزواحف الأخرى والبرمائيات.
تشمل الأركوصورات الأخرى التي عاشت جنبًا إلى جنب مع سبونديلوسوما حيوانات مثل ستوريكوصور (Staurikosaurus) وتيكودونتوصور (Thecodontosaurus). كانت هذه الحيوانات جزءًا من مجتمع معقد من الحيوانات المفترسة والفرائس التي تفاعلت مع بعضها البعض في النظام البيئي القديم.
يشير وجود سبونديلوسوما في هذا النظام البيئي إلى أنها لعبت دورًا بيئيًا مهمًا. على الرغم من أن نظامها الغذائي وسلوكها الدقيق غير معروفين، فمن المحتمل أنها كانت آكلة لحوم أو حيوانًا قارضًا، تتغذى على الحيوانات الصغيرة الأخرى أو النباتات. كحيوان متوسط الحجم، ربما كانت سبونديلوسوما أيضًا فريسة للحيوانات المفترسة الأكبر حجمًا.
التحديات في البحث
لا يزال فهم سبونديلوسوما يمثل تحديًا بسبب طبيعة الأحافير المجزأة. الفقرات المعروفة هي كل ما تم العثور عليه حتى الآن، مما يجعل من الصعب إعادة بناء الهيكل العظمي بأكمله وتحديد علاقاتها التطورية بدقة. هناك حاجة إلى اكتشاف المزيد من المواد الأحفورية لتوفير صورة أكمل لتشريح سبونديلوسوما وتصنيفها.
بالإضافة إلى ذلك، فإن تفسير العلاقات التطورية للأركوصورات المبكرة يمكن أن يكون معقدًا بسبب التقارب التطوري. هذا يعني أن مجموعات مختلفة من الأركوصورات قد طورت سمات مماثلة بشكل مستقل، مما يجعل من الصعب تحديد العلاقات الحقيقية.
على الرغم من هذه التحديات، يواصل العلماء دراسة سبونديلوسوما والأركوصورات الأخرى المبكرة من خلال الجمع بين الأدلة الأحفورية والتحليلات التطورية. من خلال القيام بذلك، يأملون في الكشف عن المزيد عن التطور المبكر للأركوصورات وتنوعها.
الاكتشافات المستقبلية المحتملة
لا يزال هناك الكثير لاكتشافه حول سبونديلوسوما. قد تكشف الاكتشافات المستقبلية المحتملة عن:
- المزيد من المواد الأحفورية: قد يساعد اكتشاف المزيد من عظام سبونديلوسوما، مثل الجمجمة أو الأطراف، في إعادة بناء الهيكل العظمي بأكمله وفهم تشريحها بشكل أفضل.
- رؤى جديدة حول العلاقات التطورية: قد توفر التحليلات التطورية الجديدة، باستخدام مجموعات بيانات أكبر وأساليب أكثر تطوراً، رؤى جديدة حول علاقات سبونديلوسوما مع الأركوصورات الأخرى.
- فهم أفضل للبيئة القديمة: قد يساعد المزيد من البحث عن تكوين سانتا ماريا في الكشف عن المزيد عن البيئة التي عاشت فيها سبونديلوسوما وكيف تفاعلت مع الحيوانات والنباتات الأخرى.
ستساهم هذه الاكتشافات المستقبلية المحتملة في فهمنا الشامل للتاريخ التطوري للأركوصورات.
خاتمة
سبونديلوسوما هو جنس مهم من الأركوصورات الأفيططرسالية من العصر اللاتيني المتأخر. على الرغم من أن الأحافير المجزأة تحد من فهمنا الكامل لها، إلا أن سبونديلوسوما توفر رؤى قيمة حول التطور المبكر للأركوصورات وتنوعها. تشير علاقاتها المحتملة بالأفانوصورات إلى أنها تمثل مجموعة متنوعة من الأركوصورات التي سبقت ظهور التماسيح والديناصورات. إن البحث المستمر عن سبونديلوسوما والأركوصورات الأخرى المبكرة سيساعد في الكشف عن المزيد عن التاريخ التطوري لهذه المجموعة الرائعة من الزواحف.
المراجع
- Nesbitt, S. J., Stocker, M. R., Small, B. J., & Downs, A. (2017). The anatomy of Teleocrater rhadinus, an early avemetatarsalian from the Middle Triassic of Tanzania. Journal of Vertebrate Paleontology, 37(sup1), 1-92.
- Langer, M. C., Ezcurra, M. D., Bittencourt, J. S., & Novas, F. E. (2011). The origin and early evolution of dinosaurs. Biological Reviews, 88(1), 174-207.
- Langer, M. C., & Schultz, C. L. (2000). A Late Triassic dinosauriform from Brazil sheds light on the phylogenetic position of Spondylosoma. Paläontologische Zeitschrift, 74(3-4), 313-321.
- Wikipedia: Spondylosoma