نشأته وبداياته
ولد هارولد برات في مدينة بروكلين، نيويورك. كان والده، تشارلز برات، رائدًا في صناعة النفط وأحد مؤسسي شركة Standard Oil في عام 1870. نشأ هارولد في بيئة غنية وفرت له فرصًا تعليمية متميزة. تلقى تعليمه في مدرسة هاكيت في بروكلين، ثم التحق بجامعة ييل، حيث حصل على درجة البكالوريوس في عام 1900. خلال دراسته الجامعية، شارك برات في العديد من الأنشطة الطلابية وأظهر اهتمامًا خاصًا بالعلوم والاقتصاد.
مسيرته المهنية في صناعة النفط
بعد تخرجه من جامعة ييل، انضم برات إلى شركة Standard Oil، التي كان والده أحد مؤسسيها. بدأ مسيرته المهنية في الشركة في قسم المبيعات، حيث اكتسب خبرة عملية في جوانب مختلفة من صناعة النفط. سرعان ما أثبت برات كفاءته ومهاراته القيادية، وصعد في سلم المناصب في الشركة. في عام 1911، عندما تم تقسيم شركة Standard Oil بموجب قوانين مكافحة الاحتكار، أصبح برات مديرًا في شركة Standard Oil of New York (لاحقًا شركة Socony-Vacuum Oil Company، ثم شركة موبيل). لعب دورًا رئيسيًا في نمو وتوسع الشركة، وتوسيع نطاق عملياتها على الصعيدين المحلي والدولي. كان برات معروفًا برؤيته الثاقبة وقدرته على اتخاذ قرارات استراتيجية حكيمة، مما ساهم في نجاح الشركة وريادتها في السوق.
خلال مسيرته المهنية، شغل برات مناصب قيادية في العديد من الشركات والمنظمات المرتبطة بصناعة النفط. كان عضوًا في مجلس إدارة شركة Standard Oil of California، وعضوًا في مجلس إدارة شركة كندا النفطية، وعضوًا في مجلس إدارة غرفة التجارة الأمريكية. بالإضافة إلى ذلك، كان ناشطًا في العديد من الجمعيات الصناعية والتجارية، حيث ساهم في صياغة السياسات والتنظيمات التي تؤثر على صناعة النفط.
أعماله الخيرية
بالإضافة إلى مسيرته المهنية الناجحة في صناعة النفط، كان هارولد برات معروفًا بأعماله الخيرية ودعمه للقضايا التعليمية والثقافية. آمن بأهمية رد الجميل للمجتمع ودعم المؤسسات التي تعمل على تحسين حياة الآخرين. كان برات متبرعًا سخيًا للعديد من المؤسسات والمنظمات غير الربحية، بما في ذلك:
- جامعة ييل: قدم برات مساهمات كبيرة لجامعة ييل، مسقط رأسه. قام بتمويل العديد من المشاريع في الجامعة، بما في ذلك بناء قاعة برات في كلية الهندسة.
- مستشفى سانت لوقا: كان برات عضوًا في مجلس إدارة مستشفى سانت لوقا في مدينة نيويورك، وقدم دعمًا ماليًا كبيرًا للمستشفى.
- متحف بروكلين: كان برات من الداعمين الرئيسيين لمتحف بروكلين، وقدم مساهمات كبيرة لتمويل المعارض وشراء الأعمال الفنية.
- جمعية الشبان المسيحية (YMCA): دعم برات جمعية الشبان المسيحية، وقدم مساهمات مالية لبرامجها وأنشطتها.
كان برات يؤمن بأهمية التعليم والبحث العلمي، وقام بتمويل العديد من المشاريع التعليمية في جميع أنحاء الولايات المتحدة. كما دعم الفنون والثقافة، وساهم في الحفاظ على التراث الثقافي الأمريكي.
حياته الشخصية
تزوج هارولد برات من مارغريت بوفور في عام 1903. كان لديهما أربعة أطفال. كان برات يتمتع بحياة عائلية سعيدة، وكان يحب قضاء الوقت مع عائلته وأصدقائه. كان معروفًا بشخصيته الودودة وطبيعته المنفتحة، وكان يحظى باحترام كبير من قبل زملائه وأصدقائه.
كان برات مولعًا بالرياضة، وكان يستمتع بالعديد من الأنشطة الخارجية مثل ركوب الخيل والجولف. كان أيضًا مهتمًا بالفنون والثقافة، وكان يجمع الأعمال الفنية والتحف.
إرثه
ترك هارولد آي. برات إرثًا دائمًا في عالم الأعمال والعمل الخيري. ساهمت قيادته في شركة Standard Oil في نمو وتوسع الشركة، وجعلها رائدة في صناعة النفط. بالإضافة إلى ذلك، تركت أعماله الخيرية أثرًا إيجابيًا على العديد من المؤسسات والمجتمعات. يعتبر برات مثالًا للرجل الناجح الذي استخدم ثروته ونفوذه لرد الجميل للمجتمع.
توفي هارولد برات في 29 مايو 1939، عن عمر يناهز 62 عامًا. دفن في مقبرة وودلون في برونكس، نيويورك. على الرغم من وفاته، يستمر إرثه في التأثير على عالم الأعمال والعمل الخيري حتى يومنا هذا.
مساهمات أخرى
بالإضافة إلى الأدوار التي ذكرت أعلاه، شارك برات في العديد من المبادرات الأخرى. على سبيل المثال، كان نشطًا في مجال الحفاظ على البيئة، ودعم جهود الحفاظ على المساحات الخضراء والحياة البرية. كما كان مهتمًا بالقضايا الاجتماعية، ودعم برامج لتحسين ظروف حياة الفقراء والمحرومين.
كان برات عضوًا في العديد من النوادي الاجتماعية والمنظمات، بما في ذلك نادي متروبوليتان في نيويورك ونادي ييل في نيويورك. كان يتمتع بشبكة واسعة من الأصدقاء والمعارف، وشغل دورًا بارزًا في المجتمع الأمريكي في أوائل القرن العشرين.
خاتمة
كان هارولد آي. برات شخصية بارزة في تاريخ الولايات المتحدة، حيث جمع بين النجاح في عالم الأعمال والتفاني في الأعمال الخيرية. كرجل صناعة نفط، ساهم في نمو صناعة النفط وتوسعها. كفاعل خير، دعم العديد من المؤسسات التعليمية والثقافية والإنسانية. لقد ترك إرثًا دائمًا كقائد ورجل دولة ومواطن صالح، مما يجعله شخصية جديرة بالدراسة والتقدير.