مقدمة
ريڤولتوصور (“سحلية ريفولتو”) هو جنس منقرض من أشباه السوكيات السوشية من العصر الترياسي المتأخر (الكارني المتأخر إلى النوري الأوسط). عاشت هذه الحيوانات خلال العصر الترياسي المتأخر، أي قبل حوالي 228 إلى 208.5 مليون سنة. تم العثور على أحافيرها في أمريكا الشمالية، وتحديداً في ولايتي أريزونا ونيو مكسيكو الأمريكيتين.
الاكتشاف والتسمية
تم تسمية ريڤولتوصور في الأصل بناءً على أسنانه، والتي كانت تعتبر في البداية أسنان ديناصورات أورنيثوبودية. تم العثور على هذه الأسنان لأول مرة في تكوين تشينلي في حديقة الغابة المتحجرة الوطنية في أريزونا. الاسم “ريڤولتوصور” مشتق من موقع الاكتشاف، والذي يقع بالقرب من تشكيلة ريفولتو كريك. كلمة “صور” في الاسم تعني “سحلية” باللغة اليونانية القديمة، وهي لاحقة شائعة الاستخدام في تسمية الحيوانات المنقرضة.
التصنيف
على مر السنين، خضع تصنيف ريڤولتوصور للعديد من المراجعات. في البداية، تم تصنيفها كديناصورات أورنيثوبودية بناءً على شكل الأسنان. ومع ذلك، كشفت الاكتشافات اللاحقة لهياكل عظمية أكثر اكتمالاً أن ريڤولتوصور لم تكن في الواقع ديناصورات، بل كانت تنتمي إلى مجموعة من الزواحف المعروفة باسم أشباه السوكيات السوشية. أشباه السوكيات السوشية هي فرع حيوي يشمل التماسيح الحديثة وأقاربها المنقرضة.
ريڤولتوصور الآن تعتبر جزءًا من مجموعة أكبر تسمى “أورنيثوسوشيا”، وهي مجموعة متنوعة من أشباه السوكيات التي ظهرت خلال العصر الترياسي المتأخر. تشمل الأورنيثوسوشيات حيوانات مثل الأورنيثوسوكس، وهو حيوان مفترس رباعي الأرجل، وأنواع أخرى من أشباه التماسيح التي سبقت التماسيح الحديثة.
الوصف الجسدي
على الرغم من أن الأسنان كانت أول ما تم اكتشافه من ريڤولتوصور، إلا أن الاكتشافات اللاحقة قدمت صورة أوضح عن شكل هذا الحيوان. كان ريڤولتوصور حيوانًا صغيرًا نسبيًا، حيث يُقدر طوله بحوالي 1 إلى 2 متر. تشير الأدلة الأحفورية إلى أنه كان حيوانًا رشيقًا، ربما كان يمشي على قدمين أو أربع.
الأسنان: أسنان ريڤولتوصور هي السمة المميزة التي أدت في الأصل إلى تصنيفها الخاطئ كديناصورات أورنيثوبودية. كانت الأسنان صغيرة ومسننة، مع تيجان تشبه أوراق الشجر. هذا النوع من الأسنان مناسب لأكل النباتات، مما يشير إلى أن ريڤولتوصور ربما كان حيوانًا عاشبًا أو على الأقل آكلًا للأعشاب بشكل أساسي.
الهيكل العظمي: تم العثور على هياكل عظمية جزئية من ريڤولتوصور، مما ساعد العلماء على فهم تشريحها بشكل أفضل. كان لديهم جسم نحيل وأطراف قوية. يشير هيكل الأطراف الخلفية إلى أنها ربما كانت قادرة على المشي على قدمين لفترات قصيرة، ربما للوصول إلى النباتات الأعلى أو للهروب من الحيوانات المفترسة.
النظام الغذائي
بناءً على شكل الأسنان، يُعتقد أن ريڤولتوصور كان حيوانًا عاشبًا. كانت الأسنان المسننة مثالية لتقطيع المواد النباتية الصلبة. ربما كانوا يتغذون على مجموعة متنوعة من النباتات الموجودة في بيئتهم خلال العصر الترياسي المتأخر، مثل السيكاديات والصنوبريات والأعشاب البدائية.
ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن بعض الباحثين اقترحوا أن ريڤولتوصور ربما كان آكلًا للأعشاب بشكل انتهازي، مما يعني أنهم ربما تناولوا أيضًا الحشرات الصغيرة أو اللافقاريات الأخرى إذا كانت متاحة. هذا النوع من المرونة الغذائية كان يمكن أن يساعدهم على البقاء على قيد الحياة في بيئة متغيرة.
البيئة
عاشت ريڤولتوصور في بيئة متنوعة خلال العصر الترياسي المتأخر. كانت منطقة أمريكا الشمالية التي تم العثور فيها على أحافيرها عبارة عن سهل فيضي دافئ ورطب مع غطاء نباتي كثيف. تشمل الحيوانات الأخرى التي شاركتها بيئتها التماسيح البدائية والديناصورات المبكرة والتماسيح الكبيرة المفترسة.
كانت البيئة خلال العصر الترياسي المتأخر تتغير باستمرار. كانت هناك فترات من الجفاف والرطوبة، مما أثر على أنواع النباتات والحيوانات القادرة على البقاء على قيد الحياة. كان على ريڤولتوصور أن تتكيف مع هذه الظروف المتغيرة من أجل البقاء على قيد الحياة.
الأهمية الأحفورية
تعتبر أحافير ريڤولتوصور مهمة لعدة أسباب:
- فهم تطور أشباه السوكيات: تساعد ريڤولتوصور العلماء على فهم تطور أشباه السوكيات، وهي المجموعة التي تشمل التماسيح الحديثة. من خلال دراسة ريڤولتوصور وأقاربها المنقرضة، يمكن للعلماء تتبع تطور السمات الرئيسية التي تحدد هذه المجموعة.
- تاريخ الديناصورات المبكر: على الرغم من أنها ليست ديناصورات، إلا أن ريڤولتوصور عاشت خلال الفترة الزمنية نفسها التي ظهرت فيها الديناصورات الأولى. من خلال دراسة الحيوانات التي شاركت الديناصورات بيئتها، يمكن للعلماء الحصول على نظرة ثاقبة حول الظروف التي أدت إلى ظهور الديناصورات وتنوعها.
- إعادة بناء النظم البيئية القديمة: من خلال دراسة أحافير ريڤولتوصور والحيوانات والنباتات الأخرى التي تم العثور عليها في نفس التكوينات الصخرية، يمكن للعلماء إعادة بناء صورة مفصلة للنظم البيئية التي كانت موجودة خلال العصر الترياسي المتأخر.
الجدل حول الأسنان
من الجدير بالذكر أن تحديد هوية ريڤولتوصور واجه بعض الجدل. لفترة طويلة، كانت الأسنان هي الأحفورة الوحيدة المعروفة لهذا الحيوان. أدى تشابه الأسنان مع أسنان ديناصورات الأورنيثوبود إلى الارتباك الأولي. ومع ذلك، مع اكتشاف المزيد من الهياكل العظمية، أصبح من الواضح أن ريڤولتوصور لم تكن ديناصورات.
حتى اليوم، لا يزال بعض الباحثين يناقشون ما إذا كانت جميع الأسنان المنسوبة إلى ريڤولتوصور تنتمي بالفعل إلى نوع واحد. من الممكن أن تكون هناك أنواع مختلفة من أشباه السوكيات ذات الأسنان المتشابهة التي عاشت في نفس المنطقة خلال العصر الترياسي المتأخر. هناك حاجة إلى مزيد من الاكتشافات الأحفورية لتوضيح هذه القضية.
خاتمة
ريڤولتوصور هي جنس مثير للاهتمام من أشباه السوكيات السوشية التي عاشت خلال العصر الترياسي المتأخر. على الرغم من أنها كانت تعتبر في الأصل ديناصورات، إلا أن الاكتشافات اللاحقة كشفت أنها كانت جزءًا من مجموعة مختلفة من الزواحف التي كانت مرتبطة بالتماسيح الحديثة. تعتبر أحافير ريڤولتوصور مهمة لفهم تطور أشباه السوكيات وتاريخ الديناصورات المبكر وإعادة بناء النظم البيئية القديمة. لا يزال هناك بعض الجدل حول تصنيف الأسنان المنسوبة إلى ريڤولتوصور، ولكن الأبحاث المستمرة والاكتشافات الأحفورية الجديدة ستساعد على توضيح مكان هذا الحيوان في شجرة الحياة.