الاكتشاف والتسمية
تم اكتشاف أول بقايا معروفة من الريجنوصور في عام 1834 بالقرب من بلدة كاولد في ساسكس. تتكون هذه البقايا من عظم الفخذ الأيسر الجزئي. في البداية، تم تصنيف هذا العظم على أنه ينتمي إلى الإغواندون، وهو ديناصور آخر معروف من العصر الطباشيري المبكر في إنجلترا. ومع ذلك، في عام 1925، قام عالم الحفريات جورج ألبرت بولنجر بإعادة فحص العظم ولاحظ اختلافات كبيرة بينه وبين عظام الإغواندون. بناءً على هذه الاختلافات، قام بولنجر بتصنيف العظم على أنه ينتمي إلى جنس جديد وأطلق عليه اسم ريجنوصور نورماندي، حيث أن كلمة “Regnum” كانت الاسم الروماني لمملكة ساسكس القديمة.
اسم النوع، “نورماندي”، كان تكريمًا لـ تشارلز نورمان، الذي اكتشف العظم. ومع ذلك، تبين لاحقًا أن هذا الاسم غير صالح بموجب قواعد التسمية التصنيفية، وفي عام 2008، قام ديفيد نورمان (لا علاقة له بتشارلز نورمان) بتغيير اسم النوع إلى “ريجنوصور نوثولي”. الاسم الجديد يكرم نورمان نوثول، مالك الأرض التي تم العثور على العظم عليها.
الوصف
بسبب طبيعة البقايا الأحفورية المجزأة، لا يزال الكثير عن الريجنوصور غير معروف. ومع ذلك، يمكن استخلاص بعض المعلومات بناءً على عظم الفخذ المكتشف ومقارنته بالستيغوصورات الأخرى.
بشكل عام، كان الريجنوصور ديناصورًا رباعي الأرجل عاشبًا. يُقدر طوله بحوالي 5-7 أمتار. كان يتميز بوجود صفين من الصفائح والعظام أو الأشواك على طول ظهره وذيله، وهي سمة مميزة للستيغوصورات. يُعتقد أن هذه الصفائح والأشواك كانت تستخدم للدفاع عن النفس أو للعرض.
عظم الفخذ: عظم الفخذ هو الجزء الوحيد المعروف على وجه اليقين من الريجنوصور. وهو عظم قوي نسبيًا، مما يشير إلى أن الريجنوصور كان حيوانًا قوي البنية. يبلغ طول عظم الفخذ حوالي 50 سم.
التصنيف
يعتبر الريجنوصور أحد أقدم الستيغوصورات المعروفة. يعود تاريخه إلى العصر الطباشيري المبكر، قبل حوالي 140 مليون سنة. يضعه هذا في بداية تطور الستيغوصورات.
على الرغم من أن موقعه الدقيق في شجرة عائلة الستيغوصورات لا يزال قيد النقاش، إلا أنه يُعتقد أنه ينتمي إلى مجموعة ستيغوصوريا، وهي المجموعة التي تضم جميع الستيغوصورات. يختلف العلماء حول العلاقات الدقيقة بين الريجنوصور والستيغوصورات الأخرى.
البيئة
عاش الريجنوصور في منطقة كانت تتميز بمناخ دافئ ورطب. كانت المنطقة مغطاة بالغابات والأراضي الرطبة. كانت النباتات السائدة هي السرخسيات والسيكاسيات والصنوبريات.
شارك الريجنوصور بيئته مع ديناصورات أخرى، بما في ذلك الإغواندون والنيوكيراتوبسيان. كان عليه أن يتنافس مع هذه الحيوانات على الموارد، وأن يحذر من الحيوانات المفترسة المحتملة.
أهمية الاكتشاف
على الرغم من أن الريجنوصور معروف فقط من خلال عظم فخذ جزئي، إلا أنه لا يزال اكتشافًا مهمًا. إنه يوفر لنا نظرة ثاقبة على التطور المبكر للستيغوصورات. يساعدنا أيضًا على فهم التنوع البيولوجي للعصر الطباشيري المبكر.
التحديات في البحث
إن دراسة الريجنوصور تواجه العديد من التحديات بسبب طبيعة البقايا الأحفورية المجزأة. من الصعب استخلاص استنتاجات قوية حول مظهر وسلوك الريجنوصور بناءً على عظم فخذ واحد فقط.
بالإضافة إلى ذلك، فإن موقع العثور على عظم الفخذ الأصلي غير معروف على وجه اليقين، مما يجعل من الصعب تحديد سياقه الجيولوجي والبيئي.
الأبحاث المستقبلية
هناك حاجة إلى مزيد من الاكتشافات الأحفورية لفهم الريجنوصور بشكل كامل. يمكن أن تساعد الاكتشافات الجديدة في تحديد العلاقات التطورية للريجنوصور مع الستيغوصورات الأخرى، وتوفير معلومات حول مظهره وسلوكه.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تساعد التقنيات التحليلية الجديدة، مثل التصوير المقطعي المحوسب، في استخلاص المزيد من المعلومات من عظم الفخذ الموجود.
معلومات إضافية عن الستيغوصورات
- النظام الغذائي: كانت الستيغوصورات من الحيوانات العاشبة. يُعتقد أنها كانت تتغذى على النباتات المنخفضة النمو، مثل السرخسيات والسيكاسيات.
- الدفاع: كانت الصفائح والأشواك الموجودة على ظهر وذيل الستيغوصورات تستخدم للدفاع عن النفس. كانت الصفائح توفر الحماية من الهجمات، بينما كانت الأشواك تستخدم لضرب الحيوانات المفترسة.
- الدماغ: كان للستيغوصورات أدمغة صغيرة نسبيًا مقارنة بحجم أجسامها. غالبًا ما يتم استخدام هذا كدليل على أنها لم تكن ذكية جدًا.
- التوزيع: تم العثور على أحافير الستيغوصورات في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا وأفريقيا.
خاتمة
الريجنوصور هو ديناصور ستيغوصوري عاش في العصر الطباشيري المبكر. على الرغم من أنّه معروف فقط من خلال عظم فخذ جزئي، إلا أنه يعتبر اكتشافًا مهمًا لأنه يقدم لنا نظرة ثاقبة على التطور المبكر للستيغوصورات. إن دراسة الريجنوصور تواجه العديد من التحديات بسبب طبيعة البقايا الأحفورية المجزأة، ولكن الأبحاث المستقبلية يمكن أن تساعد في فهم هذا الديناصور بشكل كامل.