التصميم والبناء
بدأ بناء الطراد في عام 1933 في حوض بناء السفن التابع لشركة أوديرو-تيرني-أورلاندو (OTO) في مدينة جنوة. تم إطلاقه في عام 1936 ودخل الخدمة في عام 1937. تميز الطراد بتصميمه الأنيق والمتوازن، وكان يمثل تطورًا في تصميم الطرادات الإيطالية. تم تصميمه كجزء من فئة “كوندوتييري” (Condottieri)، وهي سلسلة من الطرادات الخفيفة التي تميزت بسرعة عالية وقدرة على المناورة.
بلغ طول الطراد 186.9 مترًا وعرضه 18.8 مترًا، وكان يزن حوالي 10,500 طن عند التحميل الكامل. كان يتميز بمحركات بخارية قوية قادرة على توليد سرعة تصل إلى 34 عقدة (63 كم/ساعة). تم تسليح الطراد بـ 9 مدافع عيار 152 ملم في ثلاثة أبراج ثلاثية، بالإضافة إلى مدافع مضادة للطائرات ومدفعين مزدوجين عيار 100 ملم. كما كان مزودًا بستة أنابيب طوربيد عيار 533 ملم.
الخدمة خلال الحرب العالمية الثانية
شهد الطراد لويجي دي سافويا ديوكا ديغلي أبروتسي خدمة مكثفة خلال الحرب العالمية الثانية. شارك في العديد من العمليات البحرية في البحر الأبيض المتوسط، حيث قام بدوريات وحراسة القوافل ومهاجمة السفن المعادية.
في بداية الحرب، شارك الطراد في معارك ضد البحرية البريطانية. شارك في معركة كالابريا في يوليو 1940، حيث اشتبك مع طرادات ومدمرات بريطانية. على الرغم من تعرضه لبعض الأضرار، إلا أنه أثبت قدرته على التحمل والقتال. كما شارك الطراد في معارك أخرى في البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك معركة كيب سبارتيفينتو في نوفمبر 1940.
خلال الحرب، لعب الطراد دورًا حيويًا في حماية القوافل الإيطالية التي كانت تنقل الإمدادات والتعزيزات إلى شمال إفريقيا. كان يرافق القوافل ويحميها من هجمات الغواصات والطائرات والسفن الحربية التابعة للحلفاء. تعرض الطراد للعديد من الهجمات الجوية والطوربيدات، ولكنه تمكن من البقاء في الخدمة.
في عام 1942، شارك الطراد في معركة منتصف يونيو، والتي كانت جزءًا من محاولة إيطالية لإيصال الإمدادات إلى ليبيا. تعرض الطراد لهجوم جوي خلال هذه المعركة، ولكن تمكن من النجاة. كما شارك في معركة أغسطس 1942، والتي كانت أكثر تدميراً للقوات الإيطالية.
بعد استسلام إيطاليا في سبتمبر 1943، نجا الطراد من الاستيلاء عليه من قبل الألمان. انضم إلى الحلفاء وبدأ في الخدمة مع البحرية الإيطالية الجديدة. تم استخدامه في مهام مختلفة، بما في ذلك نقل القوات والمشاركة في عمليات التدريب.
التغييرات والتعديلات
خضع الطراد لبعض التغييرات والتعديلات خلال فترة خدمته. تمت إضافة المزيد من الأسلحة المضادة للطائرات لتحسين قدرته على الدفاع عن نفسه ضد الهجمات الجوية. كما تم تحديث أنظمة الرادار والاتصالات لزيادة فعاليته في العمليات البحرية.
بعد الحرب
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، استمر الطراد لويجي دي سافويا ديوكا ديغلي أبروتسي في الخدمة مع البحرية الإيطالية. تم استخدامه في مجموعة متنوعة من المهام، بما في ذلك التدريب والاستعراضات البحرية.
في عام 1951، تم تحويل الطراد إلى سفينة قيادة. تم إزالة بعض الأسلحة وتعديل المقصورة الداخلية لاستيعاب القيادة والموظفين. استمر في الخدمة حتى عام 1961، عندما تم سحبه من الخدمة وتفكيكه.
الأهمية والتراث
يعتبر الطراد لويجي دي سافويا ديوكا ديغلي أبروتسي واحدًا من أهم السفن الحربية التي صنعتها إيطاليا خلال الحرب العالمية الثانية. لقد أثبت كفاءته في القتال وأظهر قدرة عالية على التحمل. ساهم الطراد في العديد من العمليات البحرية الهامة وشارك في حماية القوافل الإيطالية. يعتبر تراثه جزءًا من التاريخ البحري الإيطالي ورمزًا لشجاعة البحارة الإيطاليين.
اليوم، يمثل الطراد لويجي دي سافويا ديوكا ديغلي أبروتسي موضوع اهتمام كبير من قبل المؤرخين وعشاق التاريخ البحري. يتم دراسة تاريخه وعملياته البحرية لفهم دور البحرية الإيطالية خلال الحرب العالمية الثانية. يذكرنا هذا الطراد بالصراع العسكري الشديد الذي شهدته منطقة البحر الأبيض المتوسط خلال الحرب العالمية الثانية، ويعيد إلى الأذهان التضحيات والبطولات التي قدمها البحارة في سبيل الدفاع عن بلادهم.
خصائص الطراد
- الإزاحة: 10,500 طن (عند التحميل الكامل)
- الطول: 186.9 متر
- العرض: 18.8 متر
- السرعة: 34 عقدة (63 كم/ساعة)
- التسليح: 9 مدافع عيار 152 ملم، مدافع مضادة للطائرات، 6 أنابيب طوربيد عيار 533 ملم
- الطاقم: حوالي 841 ضابطًا وبحارًا
الخلاصة
لويجي دي سافويا ديوكا ديغلي أبروتسي هو طراد إيطالي خفيف خدم في البحرية الملكية خلال الحرب العالمية الثانية. شارك في العديد من العمليات البحرية في البحر الأبيض المتوسط، ولعب دورًا حاسمًا في حماية القوافل. تميز بتصميمه المتين وقدرته على القتال، وأصبح رمزًا للشجاعة البحرية الإيطالية. على الرغم من انتهاء خدمته، إلا أن إرثه لا يزال حيًا في تاريخ البحرية الإيطالية.