مقدمة
جيلبرت إيرل باترسون (22 سبتمبر 1939 – 20 مارس 2007) كان زعيمًا ووزيرًا أمريكيًا من حركة القداسة الخمسينية. اشتهر برئاسته لكنيسة الله في المسيح (Church of God in Christ – COGIC)، وهي واحدة من أكبر الطوائف الخمسينية في الولايات المتحدة.
نشأته وتعليمه
ولد جيلبرت باترسون في مدينة هومستيد، بنسلفانيا. نشأ في كنف أسرة متدينة، وكان لجده الأكبر دور بارز في تأسيس كنيسة الله في المسيح. تلقى تعليمه في مدارس محلية، ثم التحق بكلية ليكلاند في شيبويجان، ويسكونسن، حيث درس علم اللاهوت.
مسيرته المهنية
بدأ باترسون خدمته الكنسية في سن مبكرة، وسرعان ما برز كواعظ موهوب ومتحدث مفوه. تقلد مناصب قيادية مختلفة داخل كنيسة الله في المسيح، بما في ذلك منصب القس الرئيسي لكنيسة تمبل أوف دDeliverance في ممفيس، تينيسي. تحت قيادته، نمت الكنيسة بشكل ملحوظ وأصبحت واحدة من أكبر الكنائس في الطائفة.
في عام 2000، انتخب باترسون رئيسًا أسقفًا لكنيسة الله في المسيح، وهو أعلى منصب في الطائفة. خلال فترة ولايته، سعى إلى تعزيز الوحدة والتعاون بين الكنائس المختلفة داخل الطائفة، كما ركز على قضايا العدالة الاجتماعية والتعليم.
إنجازاته ومساهماته
لعب جيلبرت باترسون دورًا بارزًا في تطوير ونمو كنيسة الله في المسيح. من بين أبرز إنجازاته:
- توسيع نطاق الكنيسة: تحت قيادته، شهدت كنيسة الله في المسيح توسعًا كبيرًا في الولايات المتحدة وخارجها.
- تعزيز التعليم: أولى باترسون اهتمامًا خاصًا بتعزيز التعليم الديني والعام، وشجع الشباب على الالتحاق بالمدارس والجامعات.
- مناصرة العدالة الاجتماعية: دافع باترسون عن قضايا العدالة الاجتماعية، وتحدث علنًا ضد التمييز والعنصرية.
- تطوير البرامج الاجتماعية: أطلق باترسون العديد من البرامج الاجتماعية لمساعدة المحتاجين، بما في ذلك برامج الإسكان والغذاء والتعليم.
- الكتابة والتأليف: ألف باترسون العديد من الكتب والمقالات حول اللاهوت والقيادة، والتي ساهمت في إثراء الفكر الديني.
آراؤه ومعتقداته
كان جيلبرت باترسون شخصية محافظة دينيًا، وآمن بقوة بالكتاب المقدس. كان يؤمن بأهمية الصلاة والصوم والتوبة، وشدد على ضرورة عيش حياة مقدسة ومكرسة لله. كان يعتقد أيضًا بأهمية الوحدة المسيحية والتعاون بين الطوائف المختلفة.
دعم باترسون بقوة القيم العائلية التقليدية، وعارض الإجهاض والمثلية الجنسية. كان يعتقد أن الزواج هو اتحاد بين رجل وامرأة، وأن الأسرة هي أساس المجتمع.
الجدل والخلافات
لم تخلُ حياة جيلبرت باترسون من الجدل والخلافات. في عام 1991، اتهم بالاعتداء الجنسي على امرأة. نفى باترسون هذه الاتهامات، وتم إسقاط القضية لاحقًا بسبب نقص الأدلة. ومع ذلك، تركت هذه القضية بصمة سلبية على سمعته.
كما واجه باترسون انتقادات بسبب أسلوب حياته الفخم. كان يمتلك العديد من المنازل والسيارات الفاخرة، وهو ما أثار تساؤلات حول مدى توافق ذلك مع تعاليم الكتاب المقدس.
وفاته وإرثه
توفي جيلبرت باترسون في 20 مارس 2007، عن عمر يناهز 67 عامًا. ترك وراءه إرثًا كبيرًا من الخدمة والتفاني. يعتبره الكثيرون واحدًا من أعظم قادة كنيسة الله في المسيح على الإطلاق.
استمر تأثير باترسون في الظهور بعد وفاته. تم تسمية العديد من الكنائس والمدارس والمؤسسات الأخرى باسمه تكريمًا لخدمته. كما تم إنشاء صندوق تذكاري باسمه لدعم الطلاب المحتاجين.
خاتمة
كان جيلبرت إيرل باترسون شخصية مؤثرة في تاريخ كنيسة الله في المسيح. على الرغم من الجدل الذي أحاط بحياته، إلا أنه ترك بصمة لا تُمحى على الطائفة وعلى المجتمع ككل. سيظل يُذكر كواعظ موهوب، وقائد قوي، ومدافع عن العدالة الاجتماعية.