جغرافيا
تقع بوليكورت على بعد حوالي 10 كيلومترات شرق أراس، وهي مدينة رئيسية في المنطقة. تتميز المنطقة المحيطة ببوليكورت بتضاريسها المنبسطة نسبياً، مما جعلها منطقة استراتيجية خلال الحرب العالمية الأولى. يمر عبر البلدة نهر صغير، وهو رافد لنهر سنسي.
تاريخ بوليكورت
الحرب العالمية الأولى: اكتسبت بوليكورت شهرة واسعة خلال الحرب العالمية الأولى، وتحديداً في عام 1917، عندما دارت فيها معركتان رئيسيتان. كانت هذه المعارك جزءاً من هجوم أراس الأوسع، الذي شنته القوات البريطانية بهدف اختراق الخطوط الألمانية.
المعركة الأولى في بوليكورت (أبريل 1917): شنت القوات البريطانية، مدعومة بالدبابات، هجوماً على الخطوط الألمانية بالقرب من بوليكورت. ومع ذلك، فشل الهجوم بسبب عدة عوامل، بما في ذلك سوء الأحوال الجوية، والمقاومة الألمانية الشديدة، والمشاكل الميكانيكية التي واجهت الدبابات. تكبدت القوات البريطانية خسائر فادحة في هذه المعركة.
المعركة الثانية في بوليكورت (مايو 1917): شنت القوات الأسترالية هجوماً ثانياً على بوليكورت بعد أسابيع قليلة من المعركة الأولى. تمكنت القوات الأسترالية من تحقيق بعض التقدم، لكنها واجهت مقاومة ألمانية شرسة. استمرت المعركة لعدة أسابيع، وتكبدت القوات الأسترالية أيضاً خسائر كبيرة. في نهاية المطاف، تمكنت القوات الألمانية من الاحتفاظ ببوليكورت.
الآثار المترتبة على المعارك: تركت معارك بوليكورت آثاراً مدمرة على البلدة والمناطق المحيطة بها. دمرت العديد من المنازل والمباني، وقُتل أو جُرح آلاف الجنود. أصبحت بوليكورت رمزاً للتضحيات التي قدمها الجنود خلال الحرب العالمية الأولى، وخاصة الجنود الأستراليين.
معالم بوليكورت
على الرغم من الدمار الذي لحق بها خلال الحرب العالمية الأولى، إلا أن بوليكورت تضم اليوم العديد من المعالم التي تخلد ذكرى تلك الأحداث:
- المقبرة الأسترالية في بوليكورت: تضم هذه المقبرة رفات المئات من الجنود الأستراليين الذين قتلوا في معارك بوليكورت. تعتبر المقبرة مكاناً للحداد والتذكر، وتقام فيها مراسم سنوية لإحياء ذكرى الجنود الذين فقدوا حياتهم.
- نصب بوليكورت التذكاري الأسترالي: يقع هذا النصب التذكاري بالقرب من المقبرة، وهو مخصص للجنود الأستراليين الذين لم يتم العثور على جثثهم أو التعرف عليها. يحمل النصب أسماء الآلاف من الجنود المفقودين.
- مركز تفسير بوليكورت 1917: يوفر هذا المركز معلومات مفصلة عن معارك بوليكورت، بما في ذلك السياق التاريخي، والتكتيكات العسكرية المستخدمة، وتجارب الجنود. يعرض المركز أيضاً مجموعة من القطع الأثرية التي تم العثور عليها في ساحة المعركة.
- متحف بوليكورت: يعرض هذا المتحف مجموعة من التحف والوثائق المتعلقة بالحرب العالمية الأولى ومعارك بوليكورت. يركز المتحف بشكل خاص على تجارب الجنود الأستراليين والبريطانيين والألمان الذين شاركوا في المعارك.
السياحة في بوليكورت
تعتبر بوليكورت وجهة سياحية مهمة بالنسبة للأشخاص المهتمين بتاريخ الحرب العالمية الأولى. يزور البلدة سنوياً الآلاف من السياح، وخاصة الأستراليين، الذين يأتون لتكريم ذكرى الجنود الذين قاتلوا وماتوا في بوليكورت. بالإضافة إلى المعالم التاريخية، توفر بوليكورت أيضاً فرصاً للاستمتاع بالطبيعة الخلابة في المنطقة المحيطة بها.
الاقتصاد
يعتمد اقتصاد بوليكورت بشكل أساسي على الزراعة والسياحة. تشتهر المنطقة المحيطة بالبلدة بإنتاج القمح والشعير والبنجر السكري. كما تلعب السياحة دوراً مهماً في الاقتصاد المحلي، حيث توفر العديد من فرص العمل في قطاعات الفنادق والمطاعم والنقل.
الحياة الثقافية
تحافظ بوليكورت على تراثها الثقافي من خلال تنظيم العديد من الفعاليات والمهرجانات على مدار العام. تشمل هذه الفعاليات الاحتفالات الدينية، والمهرجانات الموسيقية، والمعارض الفنية. كما يوجد في البلدة عدد من الجمعيات والمنظمات التي تعمل على تعزيز الثقافة المحلية والحفاظ عليها.
السكان
يبلغ عدد سكان بوليكورت حوالي 250 نسمة. يتميز سكان البلدة بكرم الضيافة وحسن الاستقبال. يحرص سكان بوليكورت على الحفاظ على تراثهم الثقافي وتاريخهم، وهم فخورون بتاريخ بلدتهم المرتبط بالحرب العالمية الأولى.
الإدارة
تدار بوليكورت من قبل مجلس بلدي منتخب. ينتخب المجلس رئيساً للبلدية، وهو المسؤول عن إدارة شؤون البلدة. يعمل المجلس البلدي على تحسين جودة الحياة في بوليكورت، وتوفير الخدمات الأساسية للسكان.
التعليم
يوجد في بوليكورت مدرسة ابتدائية واحدة. يتلقى الطلاب التعليم الابتدائي في هذه المدرسة، ثم ينتقلون إلى المدارس الإعدادية والثانوية في البلدات والمدن المجاورة. تحرص السلطات المحلية على توفير التعليم الجيد لجميع الأطفال في بوليكورت.
النقل
يمكن الوصول إلى بوليكورت عن طريق البر، حيث تقع البلدة على مقربة من عدد من الطرق الرئيسية. كما تقع بوليكورت على بعد مسافة قصيرة بالسيارة من مطار ليل، الذي يوفر رحلات جوية إلى العديد من المدن الأوروبية.
المدن التوأمة
بوليكورت ليست مدينة توأمة مع أي مدينة أخرى. ومع ذلك، تحتفظ البلدة بعلاقات صداقة قوية مع عدد من المدن والبلدات في جميع أنحاء العالم، وخاصة في أستراليا.
أحداث حديثة
في السنوات الأخيرة، شهدت بوليكورت عدداً من الأحداث الهامة، بما في ذلك ترميم النصب التذكاري الأسترالي، وتنظيم فعاليات لإحياء ذكرى معارك الحرب العالمية الأولى. كما تم افتتاح مركز تفسير بوليكورت 1917، الذي يوفر للزوار معلومات قيمة عن تاريخ البلدة.
التحديات
تواجه بوليكورت عدداً من التحديات، بما في ذلك انخفاض عدد السكان، والاعتماد على الزراعة والسياحة. تسعى السلطات المحلية إلى تنويع الاقتصاد المحلي، وجذب المزيد من السكان إلى البلدة.
الفرص
تتمتع بوليكورت بعدد من الفرص، بما في ذلك تاريخها الغني، وموقعها الجغرافي المتميز، وطبيعتها الخلابة. يمكن لبوليكورت أن تصبح وجهة سياحية رئيسية في المنطقة، وأن تجذب المزيد من الاستثمارات في قطاعات الزراعة والسياحة.
خاتمة
تعتبر بوليكورت بلدة صغيرة ذات تاريخ غني. على الرغم من الدمار الذي لحق بها خلال الحرب العالمية الأولى، إلا أن بوليكورت استعادت عافيتها وأصبحت وجهة سياحية مهمة. تخلد البلدة ذكرى الجنود الذين قاتلوا وماتوا في بوليكورت، وتحافظ على تراثها الثقافي وتاريخها.