<![CDATA[
مقدمة
هاري توماس بيرن الأب (12 نوفمبر 1895 – 19 فبراير 1977) كان عضوًا جمهوريًا في الجمعية العامة لولاية تينيسي عن مقاطعة ماكمين. اشتهر بيرن بتصويته الحاسم في عام 1920، عندما كان أصغر عضو في الهيئة التشريعية، والذي أدى إلى تصديق ولاية تينيسي على التعديل التاسع عشر لدستور الولايات المتحدة، مما منح المرأة حق التصويت على مستوى البلاد. غالبًا ما يُشار إليه على أنه “النائب الذي جعل المرأة الأمريكية تصوت”.
الحياة المبكرة والتعليم
ولد هاري توماس بيرن في مقاطعة ماكمين بولاية تينيسي، وهو ابن جيمس لافي بيرن وهارييت لوريونج بيرن. تلقى تعليمه في المدارس المحلية، ثم التحق بكلية جامعة ريبون في ويسكونسن. خلال الحرب العالمية الأولى، خدم في الجيش الأمريكي في فيلق التدريب بالجيش الطلابي. بعد الحرب، عاد إلى تينيسي لمساعدة عائلته في مزرعتهم.
الدخول إلى عالم السياسة
بدأ بيرن مسيرته السياسية في سن مبكرة. في عام 1918، انتُخب لعضوية الجمعية العامة لولاية تينيسي، ليصبح بذلك أصغر عضو في الهيئة التشريعية في ذلك الوقت. كان ممثلاً عن الحزب الجمهوري، وسرعان ما اكتسب سمعة طيبة باعتباره مدافعًا قويًا عن قضايا الإصلاح والتقدم.
التصويت التاريخي على التعديل التاسع عشر
في عام 1920، وصلت حركة حق المرأة في التصويت إلى ذروتها في الولايات المتحدة. كان التعديل التاسع عشر، الذي يمنح المرأة حق التصويت، قد تم تمريره بالفعل من قبل الكونجرس، ولكن كان لا يزال بحاجة إلى التصديق عليه من قبل 36 ولاية من أصل 48 ولاية ليصبح قانونًا اتحاديًا. بحلول صيف عام 1920، صدقت 35 ولاية على التعديل، وكانت ولاية تينيسي هي الفرصة الأخيرة لحركة حق المرأة في التصويت لتحقيق هدفها.
كانت ولاية تينيسي منقسمة بشدة بشأن قضية حق المرأة في التصويت. كانت هناك معارضة قوية من قبل السياسيين الجنوبيين المحافظين الذين كانوا يخشون من أن منح المرأة حق التصويت سيؤدي إلى تغييرات اجتماعية وسياسية كبيرة. كان هناك أيضًا معارضة من قبل مصنعي الخمور الذين كانوا يخشون من أن المرأة ستصوت لصالح حظر الكحول.
كان هاري بيرن، البالغ من العمر 24 عامًا، في البداية مترددًا بشأن التصويت لصالح التعديل. كان يمثل مقاطعة ريفية محافظة، وكان يعلم أن التصويت لصالح حق المرأة في التصويت قد يضر بفرصه في إعادة انتخابه. ومع ذلك، تلقى بيرن رسالة من والدته، فيبي إني لوكيت بيرن، قبل يوم واحد من التصويت، حثته فيها على “أن يكون ولدًا جيدًا” والتصويت لصالح حق المرأة في التصويت. كتبت والدته في رسالتها: “عزيزي هاري، صوت بنعم وساعدهن”.
في يوم التصويت، كان المجلس التشريعي لولاية تينيسي منقسمًا بالتساوي. كانت نتيجة التصويت متوقفة على صوت بيرن. عندما حان دوره للتصويت، صوت بيرن “نعم”. أدى تصويته إلى تمرير التعديل التاسع عشر في ولاية تينيسي، مما جعلها الولاية السادسة والثلاثين التي تصدق عليه، وبالتالي يصبح التعديل التاسع عشر قانونًا اتحاديًا. وهكذا، مُنحت المرأة الأمريكية حق التصويت على مستوى البلاد بفضل تصويت هاري بيرن.
ردود الفعل على التصويت
أثار تصويت بيرن ردود فعل متباينة. تم الإشادة به من قبل حركة حق المرأة في التصويت باعتباره بطلاً، بينما تم إدانته من قبل معارضي حق المرأة في التصويت باعتباره خائنًا. تلقى بيرن تهديدات بالقتل، واضطر إلى حراسة منزله لعدة أيام بعد التصويت. ومع ذلك، صمد بيرن وأصر على أنه فعل الشيء الصحيح.
لاحقًا في حياته، قال بيرن إنه فخور بتصويته لصالح التعديل التاسع عشر. وقال إنه يعتقد أن منح المرأة حق التصويت كان الشيء الصحيح الذي ينبغي فعله، وأنه كان فخورًا بأنه لعب دورًا في تحقيق ذلك.
الحياة اللاحقة والوفاة
بعد التصويت على التعديل التاسع عشر، واصل بيرن مسيرته السياسية. شغل منصب عضو في مجلس الشيوخ عن ولاية تينيسي من عام 1949 إلى عام 1953، ثم شغل منصب مندوب في المؤتمر الدستوري لولاية تينيسي في عام 1953. عمل أيضًا كمحامٍ ورجل أعمال ناجح. توفي بيرن في عام 1977 عن عمر يناهز 81 عامًا.
إرث هاري بيرن
يُذكر هاري بيرن اليوم باعتباره بطلاً لحقوق المرأة. يُنظر إليه على أنه الشخص الذي لعب الدور الحاسم في منح المرأة الأمريكية حق التصويت. يتم الاحتفال بتصويته في المتاحف والمعالم الأثرية في جميع أنحاء البلاد. تم الاعتراف به باعتباره شخصية بارزة في التاريخ الأمريكي.
في عام 1995، تم تكريم بيرن بإقامة تمثال له في مبنى الكابيتول بولاية تينيسي. يصور التمثال بيرن وهو يحمل رسالة من والدته، والتي يُعتقد أنها أقنعته بالتصويت لصالح التعديل التاسع عشر.
لا يزال إرث هاري بيرن يلهم الناس حتى اليوم. يُظهر أن فردًا واحدًا يمكنه إحداث فرق كبير في العالم. يُظهر أيضًا أهمية الاستماع إلى حدسك وفعل ما هو صحيح، حتى عندما يكون ذلك صعبًا.
أهمية دور الأم
غالبًا ما يتم التأكيد على دور والدة هاري بيرن، فيبي إني لوكيت بيرن، في قصة تصويته التاريخي. رسالتها القصيرة والمؤثرة “كون ولدًا جيدًا وصوت بنعم” غالبًا ما تُذكر كسبب رئيسي لتغيير بيرن لرأيه. تُظهر هذه القصة قوة تأثير الأمهات في تشكيل قرارات أبنائهن، حتى في الأمور السياسية الهامة.
الجدل المحيط بالتصويت
على الرغم من أن بيرن يُحتفى به على نطاق واسع بسبب تصويته، إلا أنه من المهم الاعتراف بالجدل الذي أحاط بالحدث. كان هناك ضغط هائل على بيرن من كلا الجانبين، وكانت ولاية تينيسي ساحة معركة شرسة بين المؤيدين والمعارضين لحق المرأة في التصويت. يُظهر هذا مدى صعوبة اتخاذ قرارات مصيرية في بيئة سياسية مشحونة.
دروس مستفادة من قصة هاري بيرن
- أهمية المشاركة السياسية: قصة هاري بيرن تذكرنا بأهمية المشاركة السياسية على جميع المستويات، من التصويت في الانتخابات المحلية إلى الاتصال بالمسؤولين المنتخبين.
- قوة الصوت الفردي: تُظهر قصة بيرن كيف يمكن لصوت فردي واحد أن يحدث فرقًا كبيرًا في التاريخ.
- تأثير الأجيال: تصويت بيرن لم يؤثر فقط على جيله، بل أثر أيضًا على الأجيال القادمة من النساء في الولايات المتحدة.
خاتمة
يظل هاري تي. بيرن شخصية محورية في تاريخ الحقوق المدنية في الولايات المتحدة. تصويته الشجاع والحاسم لصالح التعديل التاسع عشر غير مجرى التاريخ ومنح المرأة الأمريكية حق التصويت. قصة بيرن هي تذكير دائم بأهمية الشجاعة والإيمان بالقيم والمبادئ، وكيف يمكن لصوت واحد أن يحدث فرقًا للعالم بأسره.