نشأة وتطور باليه سندريلا
تعود جذور قصة سندريلا إلى الحكايات الشعبية القديمة، وقد تم تداولها بأشكال مختلفة عبر الثقافات لقرون عديدة. ومع ذلك، فإن النسخة الأكثر شهرة هي تلك التي كتبها شارل بيرو في القرن السابع عشر. استُلهم العديد من الفنانين من هذه القصة، بمن فيهم الموسيقار الروسي سيرجي بروكوفييف الذي ألف موسيقى باليه سندريلا في الفترة ما بين عامي 1940 و 1944.
رأى فريدريك أشتون، مصمم الرقصات البريطاني الموهوب، في موسيقى بروكوفييف إمكانات هائلة لتقديم نسخة جديدة ومميزة من باليه سندريلا. تعاون أشتون مع نيكولاس جورجياديس لتصميم المناظر والأزياء، وقدموا معًا رؤية بصرية مذهلة تتناسب مع روعة الموسيقى وحساسية القصة. عُرضت باليه سندريلا لأشتون لأول مرة في دار الأوبرا الملكية بلندن في 23 ديسمبر 1948، وحققت نجاحًا فوريًا.
الشخصيات الرئيسية في باليه سندريلا (أشتون)
- سندريلا: الفتاة اليتيمة التي تعاني من قسوة زوجة أبيها وابنتيها. تتميز سندريلا بالطيبة والتواضع والأمل، وتحلم بحياة أفضل.
- زوجة الأب: امرأة متسلطة وقاسية القلب، تعامل سندريلا بقسوة وتحاول منعها من تحقيق أحلامها.
- الأختان غير الشقيقتين: فتاتان مغرورتان وأنانيتان، تحاولان الفوز بقلب الأمير بأي ثمن.
- الأمير: شاب نبيل يبحث عن الحب الحقيقي. يقع الأمير في حب سندريلا من النظرة الأولى، ويتجاهل مظاهر الثروة والمكانة الاجتماعية.
- الجنية العرابة: شخصية سحرية تساعد سندريلا على تحقيق حلمها بالذهاب إلى الحفلة. تمنح الجنية العرابة سندريلا فستانًا جميلاً وحذاءً زجاجيًا وعربة فاخرة.
ملخص الحبكة
تبدأ القصة في منزل سندريلا، حيث تعيش الفتاة حياة بائسة تحت سيطرة زوجة أبيها وابنتيها. يتم دعوة العائلة إلى حفل راقص يقيمه الأمير، لكن سندريلا تُمنع من الذهاب. تشعر سندريلا بالحزن واليأس، لكن الجنية العرابة تظهر فجأة وتمنحها فرصة لتحقيق حلمها. تحول الجنية العرابة سندريلا إلى أميرة جميلة وتجهزها للذهاب إلى الحفل، لكنها تحذرها من أن السحر سيزول في منتصف الليل.
في الحفل، يلتقي الأمير بسندريلا ويقع في حبها على الفور. يقضي الأمير وسندريلا أمسية ساحرة معًا، لكن سندريلا تضطر إلى المغادرة قبل منتصف الليل. في عجلة من أمرها، تفقد سندريلا حذاءها الزجاجي. يقرر الأمير البحث عن الفتاة التي تناسبها الحذاء، ويعلن أنه سيتزوجها.
يبدأ الأمير رحلة البحث عن سندريلا، ويجرب الحذاء على جميع الفتيات في المملكة. عندما يصل الأمير إلى منزل سندريلا، تحاول الأختان غير الشقيقتين إجبار أقدامهما على الدخول في الحذاء، لكنهما تفشلان. تظهر سندريلا أخيرًا، ويناسبها الحذاء تمامًا. يتعرف الأمير على سندريلا، ويتزوجها ويعيشان في سعادة إلى الأبد.
الأسلوب الفني والتقنيات المستخدمة في باليه سندريلا (أشتون)
يتميز باليه سندريلا لأشتون بأسلوبه الكلاسيكي الأنيق، مع لمسة من الفكاهة والابتكار. يستخدم أشتون مجموعة متنوعة من التقنيات الراقصة للتعبير عن مشاعر الشخصيات ورواية القصة. تشمل هذه التقنيات:
- الرقص الكلاسيكي: يشكل الرقص الكلاسيكي أساس باليه سندريلا، حيث يتم استخدام الحركات الكلاسيكية التقليدية للتعبير عن الجمال والرقي.
- الرقص التعبيري: يستخدم أشتون الرقص التعبيري للتعبير عن المشاعر الداخلية للشخصيات، مثل الحزن والفرح والحب.
- الرقص التمثيلي: يستخدم أشتون الرقص التمثيلي لرواية القصة وتجسيد الشخصيات. على سبيل المثال، يتم استخدام حركات معينة لتمثيل شخصية زوجة الأب الشريرة أو الأختين غير الشقيقتين المغرورتين.
- الرقص الكوميدي: يضيف أشتون لمسة من الفكاهة إلى باليه سندريلا من خلال استخدام الرقص الكوميدي. يتم استخدام الحركات المضحكة والتعبيرات المرحة لإضفاء البهجة على العرض.
التأثير الثقافي والأهمية الفنية
يُعتبر باليه سندريلا لأشتون من أهم الأعمال في تاريخ الباليه. لقد ألهم هذا العمل العديد من مصممي الرقصات والموسيقيين والفنانين الآخرين. كما ساهم باليه سندريلا في نشر ثقافة الباليه وزيادة شعبيتها بين الجمهور.
تكمن أهمية باليه سندريلا في قدرته على الجمع بين العناصر الكلاسيكية والحديثة. يحافظ أشتون على جوهر القصة الأصلية، ولكنه يضيف إليها لمسة من الابتكار والإبداع. يجعل هذا المزيج باليه سندريلا عملاً فنيًا خالدًا يستمتع به الجمهور من جميع الأعمار.
أشهر العروض والشخصيات التي أدت دور سندريلا
عُرض باليه سندريلا لأشتون في العديد من دور الأوبرا والمسارح حول العالم. من بين أشهر العروض:
- عرض دار الأوبرا الملكية بلندن عام 1948، والذي شهد الأداء الأول للباليه.
- عروض باليه نيويورك سيتي.
- عروض مسرح البولشوي في موسكو.
من بين أشهر الراقصات اللاتي أدين دور سندريلا:
- مويرا شيرر.
- مارجوت فونتين.
- ليسلي كاري.
- آليسيا ماركوفا.
تعتبر كل من هذه الراقصات رمزًا للإلهام والتفاني في عالم الباليه، وقد قدمن أداءً لا يُنسى لدور سندريلا.
خاتمة
باليه سندريلا (أشتون) ليس مجرد عمل فني، بل هو تجسيد للأمل والتفاؤل وقوة الأحلام. من خلال الموسيقى الساحرة والتصميم البصري المذهل والرقصات المبتكرة، يأخذنا هذا الباليه في رحلة سحرية إلى عالم الخيال، حيث تتحقق الأحلام وتنتصر الخير على الشر. يظل باليه سندريلا (أشتون) تحفة فنية خالدة تستمر في إلهام وإمتاع الأجيال القادمة.