علم الفلك
10385 أماتيراسو: كويكب يقع في حزام الكويكبات الرئيسي.
لتوضيح المعنى المقصود، يمكن أن يشير اسم أماتيراسو إلى العديد من المفاهيم المختلفة، بدءًا من الأساطير اليابانية القديمة ووصولًا إلى علم الفلك الحديث. فيما يلي تفصيل أكثر شمولاً لهذه المعاني:
أماتيراسو في الميثولوجيا اليابانية
أماتيراسو أوميكامي (天照大御神): هي إلهة الشمس والشمس في الديانة الشنتوية اليابانية. تعتبر واحدة من أهم الآلهة في البانثيون الشنتوي، وغالبًا ما توصف بأنها حاكمة السماء. تقول الأسطورة أنها ولدت من عين إيزاناغي، أحد الآلهة الخالقة، عندما كان يقوم بطقوس التطهير بعد زيارة يومي (العالم السفلي). تُعرف أماتيراسو بكرمها ونورها الدافئ الذي ينير العالم. لعبت دورًا حاسمًا في تأسيس العائلة الإمبراطورية اليابانية، حيث يُزعم أن الأباطرة ينحدرون مباشرة من نسلها.
تتمحور حول أماتيراسو العديد من الأساطير والقصص. من أشهر هذه القصص قصة اختبائها في كهف “أما نو إيواتو” (天岩戸). بعد خلاف مع شقيقها سوسانو-أو (إله البحر والعواصف)، غضبت أماتيراسو واختبأت في الكهف، مما أدى إلى حرمان العالم من نور الشمس وغرقه في الظلام. اجتمعت الآلهة الأخرى في محاولة لإخراجها من الكهف. قاموا بالعديد من الحيل، بما في ذلك إقامة وليمة صاخبة وعرض مرآة مقدسة أمام الكهف. أثارت هذه الضوضاء فضول أماتيراسو، وعندما أطلت برأسها من الكهف، رأت انعكاسها في المرآة. وبينما كانت مندهشة، قام أحد الآلهة بسحبها من الكهف، وأعاد نور الشمس إلى العالم.
أماتيراسو في الثقافة الشعبية
تظهر أماتيراسو في العديد من أشكال الثقافة الشعبية اليابانية الحديثة، بما في ذلك:
- الألعاب: تظهر أماتيراسو كشخصية رئيسية في لعبة الفيديو “أوكامي” (Ōkami)، حيث تتجسد في شكل ذئب أبيض.
- المانجا والأنمي: تظهر أماتيراسو كشخصية في العديد من سلاسل المانجا والأنمي، غالبًا كإلهة قوية أو ككائن أسطوري.
- الأدب: تظهر أماتيراسو في العديد من الروايات والقصص اليابانية الحديثة، غالبًا ما يتم استلهام شخصيتها وقصصها من الأساطير التقليدية.
10385 أماتيراسو: الكويكب
10385 أماتيراسو هو كويكب يقع في حزام الكويكبات الرئيسي بين المريخ والمشتري. تم اكتشافه في عام 1996 من قبل عالم الفلك الياباني ناوتاكا إيشيدا. تم تسمية الكويكب على اسم إلهة الشمس اليابانية، أماتيراسو أوميكامي، تكريمًا لها ولأهميتها في الثقافة اليابانية. يُعتبر اكتشاف وتسمية هذا الكويكب بمثابة تقدير للعلاقة العميقة بين العلم والأساطير في اليابان.
الكويكبات هي أجرام سماوية صخرية أو معدنية تدور حول الشمس، لكنها أصغر من الكواكب. معظم الكويكبات تقع في حزام الكويكبات الرئيسي، وهي منطقة تقع بين مداري المريخ والمشتري. يُعتقد أن الكويكبات هي بقايا من المراحل المبكرة لتكوين النظام الشمسي، ولم تتجمع لتشكل كواكب بسبب جاذبية المشتري القوية.
تتميز الكويكبات بأحجام وأشكال مختلفة. بعضها كبير جدًا، مثل سيريس (Ceres)، الذي يعتبر كوكبًا قزمًا، بينما البعض الآخر صغير جدًا، بحجم بضعة أمتار فقط. تُدرس الكويكبات من قبل العلماء لأنها توفر معلومات قيمة عن تكوين النظام الشمسي وتطوره. كما أنها تعتبر مصادر محتملة للمعادن والموارد الأخرى.
دراسة الكويكبات مثل 10385 أماتيراسو تساعد العلماء على فهم تاريخ النظام الشمسي وتكوين الكواكب. من خلال تحليل تركيب الكويكبات ومداراتها، يمكن للعلماء الحصول على نظرة ثاقبة حول الظروف التي كانت سائدة في المراحل الأولى من تكوين النظام الشمسي.
أما نو إيواتو (天岩戸): كهف الصخور السماوي
أما نو إيواتو (天岩戸) أو “كهف الصخور السماوي” هو موقع أسطوري مهم في الميثولوجيا الشنتوية اليابانية. وفقًا للأساطير، هو الكهف الذي اختبأت فيه إلهة الشمس أماتيراسو بعد خلاف مع شقيقها سوسانو-أو. أدى اختباء أماتيراسو إلى حرمان العالم من نور الشمس وغرقه في الظلام، مما تسبب في الفوضى والاضطراب.
حاولت الآلهة الأخرى إخراج أماتيراسو من الكهف، لكن محاولاتهم باءت بالفشل. في النهاية، توصلوا إلى خطة ذكية. أقاموا وليمة صاخبة أمام الكهف، وقامت الإلهة أوزومي (Ame-no-Uzume) بأداء رقصة مرحة ومثيرة. أثارت هذه الضوضاء والبهجة فضول أماتيراسو، وعندما أطلت برأسها من الكهف، رأت انعكاسها في مرآة مقدسة. وبينما كانت مندهشة بجمال انعكاسها، قام أحد الآلهة بسحبها من الكهف، وأعاد نور الشمس إلى العالم.
يُعتبر كهف أما نو إيواتو موقعًا مقدسًا في اليابان، ويُقال إنه يقع في محافظة ميازاكي. يجذب الموقع العديد من الزوار والسياح الذين يأتون لزيارة الضريح المقام بالقرب من الكهف وللتأمل في الأسطورة القديمة.
سوسانو-أو (須佐之男): إله البحر والعواصف
سوسانو-أو (須佐之男) هو إله البحر والعواصف في الميثولوجيا الشنتوية اليابانية. هو شقيق أماتيراسو إلهة الشمس، وتسوكويومي إله القمر. يُعرف سوسانو-أو بشخصيته المندفعة والعنيفة، وغالبًا ما يُصوَّر على أنه مثير للمشاكل.
تقول الأسطورة أن سوسانو-أو تسبب في العديد من المشاكل في تاكاماغاهارا (السماء)، مما أدى في النهاية إلى غضب أماتيراسو واختبائها في كهف أما نو إيواتو. بعد طرده من السماء، هبط سوسانو-أو على الأرض وقام بالعديد من الأعمال البطولية، بما في ذلك قتل الثعبان ذي الثمانية رؤوس، ياماتا نو أوروتشي (Yamata no Orochi). بعد قتل الثعبان، اكتشف سيفًا مقدسًا داخل ذيله، قدمه لأماتيراسو كهدية مصالحة.
على الرغم من شخصيته العنيفة، يُعتبر سوسانو-أو أيضًا بطلاً في الميثولوجيا اليابانية. يُنسب إليه الفضل في حماية البشرية من الوحوش والشرور. كما يُعتبر إله الزراعة والحصاد، وغالبًا ما يُعبد من قبل المزارعين.
المرآة المقدسة (Yata no Kagami)
المرآة المقدسة، المعروفة باسم ياتا نو كاجامي (八咫鏡)، هي واحدة من الكنوز الإمبراطورية الثلاثة لليابان. تعتبر رمزًا للحكمة والصدق. وفقًا للأساطير، تم استخدام المرآة لإغراء أماتيراسو بالخروج من كهف أما نو إيواتو.
تعتبر المرآة المقدسة من أهم الرموز في الديانة الشنتوية اليابانية. يُعتقد أنها تجسد روح أماتيراسو، وتُعتبر رمزًا للسلطة الإمبراطورية. تُحفظ المرآة في ضريح إيسي الكبير، وهو أقدس الأضرحة الشنتوية في اليابان.
لا يُسمح للعامة برؤية المرآة المقدسة، ولا توجد صور فوتوغرافية لها. يُقال إنها مصنوعة من البرونز، ولها شكل دائري. تُعتبر المرآة المقدسة رمزًا للوحدة والسلام في اليابان.
خاتمة
في الختام، اسم “أماتيراسو” يحمل دلالات متعددة تتراوح بين الأساطير اليابانية القديمة وعلم الفلك الحديث. سواء كانت الإشارة إلى إلهة الشمس القوية، أو إلى كويكب يدور في الفضاء، فإن اسم أماتيراسو يظل رمزًا مهمًا في الثقافة اليابانية.