نظرة عامة على الكتاب
يستند الكتاب إلى بحث شامل قام به المؤلفان، حيث قاما بتحليل سلوك الأفراد الذين يتمتعون بصفات سيكوباتية في أماكن العمل. يستخدم المؤلفون مقياس فحص السيكوباتية (PCL-R)، وهو أداة تقييم معتمدة لتقييم سمات السيكوباتية، لتحديد وتوصيف الأفراد الذين يظهرون هذه السمات في بيئة العمل. يكشف الكتاب عن أن السيكوباتيين في مكان العمل غالبًا ما يتمتعون بقدرة على الإقناع والسحر، مما يسمح لهم بالتلاعب بالآخرين والارتقاء في السلم الوظيفي. وهم يمتلكون أيضًا غيابًا للتعاطف، وعدم المسؤولية، والحاجة إلى الإثارة، مما يدفعهم إلى اتخاذ قرارات غير أخلاقية والتورط في سلوكيات ضارة.
سمات السيكوباتيين في العمل
يقدم الكتاب تفصيلاً لسمات السيكوباتيين التي تظهر في مكان العمل. وتشمل هذه السمات:
- السحر السطحي: لديهم القدرة على الظهور بمظهر جذاب وساحر عند التعامل مع الآخرين.
- الشعور بالعظمة: لديهم شعور متضخم بقيمتهم الذاتية وأهميتهم، وغالبًا ما يبالغون في قدراتهم وإنجازاتهم.
- الحاجة إلى التحفيز: يبحثون عن الإثارة والمخاطرة، وغالبًا ما يملون بسهولة.
- الكذب المرضي: يميلون إلى الكذب والخداع بانتظام لتحقيق أهدافهم.
- الخداع والتلاعب: يتلاعبون بالآخرين لتحقيق مكاسب شخصية.
- الافتقار إلى الندم أو الشعور بالذنب: لا يشعرون بالذنب أو الندم على إيذاء الآخرين.
- العلاقات السطحية: يفتقرون إلى القدرة على تكوين علاقات عميقة وذات مغزى مع الآخرين.
- السلوك الطفيلي: يعتمدون على الآخرين لتحقيق أهدافهم.
- الافتقار إلى السيطرة على السلوك: يظهرون سلوكًا متهورًا وغير مسؤول.
- الميل إلى الجرائم: لديهم ميل إلى ارتكاب أعمال إجرامية أو مخالفة للقواعد.
يوضح الكتاب كيف يمكن لهذه السمات أن تظهر في مكان العمل، وكيف يمكن للسيكوباتيين استخدامها للتلاعب بالآخرين، وتولي مناصب قيادية، وحتى إلحاق الضرر بالمنظمة ككل.
تأثير السيكوباتيين على المنظمات
يستكشف الكتاب التأثيرات الضارة التي يمكن أن تحدثها السيكوباتية في مكان العمل. يمكن أن يؤدي وجود السيكوباتيين إلى:
- انخفاض الروح المعنوية: يؤدي سلوكهم المدمر إلى بيئة عمل سامة، مما يؤثر سلبًا على الروح المعنوية والإنتاجية.
- زيادة معدل الدوران: قد يشعر الموظفون بالإحباط وعدم التقدير بسبب سلوك السيكوباتيين، مما يؤدي إلى تركهم للوظائف.
- تدهور الأداء: غالبًا ما يتخذ السيكوباتيون قرارات سيئة تؤثر سلبًا على أداء المنظمة.
- المخاطر القانونية والمالية: قد يتورط السيكوباتيون في سلوك غير أخلاقي أو غير قانوني، مما يؤدي إلى دعاوى قضائية أو خسائر مالية.
- تدمير الثقافة التنظيمية: من خلال التلاعب والسلوك الإجرامي، يمكن للسيكوباتيين تدمير الثقة والتكامل، مما يؤدي إلى انهيار الثقافة التنظيمية.
كيفية التعرف على السيكوباتيين في مكان العمل
يقدم الكتاب إرشادات حول كيفية التعرف على السيكوباتيين في مكان العمل. ويؤكد على أهمية البحث عن علامات التحذير، مثل:
- سلوكيات الخداع والتلاعب: الانتباه إلى الأفراد الذين يتلاعبون بالآخرين لتحقيق أهدافهم الخاصة.
- الافتقار إلى المسؤولية: ملاحظة الأفراد الذين لا يتحملون مسؤولية أفعالهم ويلقون باللوم على الآخرين.
- التاريخ السلوكي: فحص سجلات التوظيف السابقة وتقييم السلوكيات السابقة.
- غياب التعاطف: الانتباه إلى الأفراد الذين يفتقرون إلى القدرة على فهم أو مشاركة مشاعر الآخرين.
- التعامل مع الغضب والعدوانية: تحديد الأفراد الذين يظهرون سلوكيات عدوانية أو غاضبة بشكل متكرر.
يوصي المؤلفون بتطبيق سياسات التوظيف الصارمة وعمليات الفحص الدقيقة للمرشحين المحتملين. كما يؤكدون على أهمية خلق ثقافة عمل شفافة وأخلاقية، حيث يمكن للموظفين الإبلاغ عن السلوكيات المشبوهة دون خوف من الانتقام.
استراتيجيات التعامل مع السيكوباتيين
يقدم الكتاب أيضًا استراتيجيات للتعامل مع السيكوباتيين في مكان العمل. وتشمل هذه الاستراتيجيات:
- الحفاظ على مسافة مهنية: الحد من التفاعل الشخصي مع السيكوباتيين والتركيز على المهام والمسؤوليات.
- توثيق كل شيء: الاحتفاظ بسجلات تفصيلية لجميع التفاعلات والسلوكيات المشبوهة.
- وضع حدود واضحة: تحديد حدود واضحة وتطبيقها بحزم.
- طلب الدعم: طلب الدعم من الزملاء أو المشرفين أو قسم الموارد البشرية.
- الابتعاد: إذا كان من المستحيل التعامل مع السيكوباتي، فقد يكون الابتعاد عن الموقف هو الخيار الأفضل.
يؤكد المؤلفون على أن التعامل مع السيكوباتيين يمكن أن يكون صعبًا ومجهدًا، وأن حماية نفسك ورفاهيتك يجب أن تكون دائمًا أولوية.
الخلافات والانتقادات
بينما حظي الكتاب بتقدير كبير، فقد واجه أيضًا بعض الانتقادات. يجادل البعض بأن الكتاب يبالغ في تقدير مدى انتشار السيكوباتية في مكان العمل، وأن بعض الأفراد الذين يتم تحديدهم على أنهم سيكوباتيون قد يعانون في الواقع من اضطرابات شخصية أخرى. بالإضافة إلى ذلك، يرى البعض أن الكتاب قد يؤدي إلى وصم الأفراد وتعميمهم، مما قد يؤدي إلى سوء الفهم والتمييز.
أهمية الكتاب وتأثيره
على الرغم من هذه الانتقادات، يعتبر كتاب “الثعابين في البدلات” مساهمة مهمة في مجال علم النفس الصناعي والتنظيمي. فقد أثار الكتاب الوعي العام حول وجود السيكوباتيين في مكان العمل، وألقى الضوء على التأثيرات الضارة التي يمكن أن تحدثها سلوكياتهم على المنظمات والموظفين. شجع الكتاب على إجراء المزيد من الأبحاث حول هذا الموضوع، وألهم المنظمات على اتخاذ خطوات استباقية لحماية نفسها من السلوكيات السيكوباتية. لقد قدم الكتاب أدوات قيمة للموظفين والمديرين على حد سواء، لمساعدتهم على تحديد والتعامل مع الأفراد الذين يظهرون سمات سيكوباتية. يعتبر الكتاب مرجعًا أساسيًا للمديرين التنفيذيين، وأصحاب الأعمال، والمتخصصين في الموارد البشرية، وكل من يسعى إلى فهم الطبيعة المعقدة للسلوك البشري في بيئة العمل.
خاتمة
يوفر كتاب “الثعابين في البدلات: عندما يذهب السيكوباتيون إلى العمل” رؤية شاملة وشاملة حول كيفية تمكن الأفراد ذوي السمات السيكوباتية من الازدهار في بيئات العمل، والتأثيرات السلبية التي يمكن أن تحدثها سلوكياتهم. يقدم الكتاب تحليلًا متعمقًا لسمات السيكوباتيين، وتأثيراتهم على المنظمات، وكيفية التعرف عليهم والتعامل معهم. على الرغم من بعض الانتقادات، يظل الكتاب موردًا قيمًا لأي شخص يسعى إلى فهم السلوك البشري المعقد في مكان العمل وحماية نفسه من التلاعب والضرر المحتمل.
المراجع
- Babiak, P., & Hare, R. D. (2006). Snakes in suits: When psychopaths go to work. HarperCollins.
- Hare, R. D. (2003). The Hare Psychopathy Checklist – Revised (PCL-R). Multi-Health Systems.
- Babiak, P., Neumann, C. S., & Hare, R. D. (2010). Corporate psychopathy: Talking the walk. Behavioral Sciences & the Law, 28(2), 174-193.
- O’Boyle, E. H., Harms, P. D., & Loehr, J. (2011). Psychopathic traits and workplace behaviors. Journal of Business Ethics, 102(2), 201-218.