بروبردين (Properdin)

<![CDATA[

مقدمة

البروبردين، المعروف أيضًا باسم العامل P، هو بروتين بلازمي سكري يلعب دورًا حاسمًا في الجهاز المناعي الفطري. يتم ترميزه في البشر بواسطة جين CFP (عامل المتممة بروبردين). على عكس مسارات المتممة الكلاسيكية والبديلة التي يتم تنشيطها بواسطة الأجسام المضادة أو الأسطح الميكروبية، فإن البروبردين هو منظم إيجابي للمسار البديل. بمعنى آخر، فهو يعمل على استقرار مركب C3 convertase (C3bBb) على الأسطح المستهدفة، مما يعزز تفعيل المتممة واستجابتها المناعية.

اكتشاف البروبردين

تم اكتشاف البروبردين في الأصل في عام 1954 من قبل لويس بيليلر وزملائه. لقد لاحظوا أن مصل الدم البشري يمكن أن يدمر البكتيريا حتى في غياب الأجسام المضادة المحددة. أطلقوا على هذا العامل “البروبردين” لأنه بدا أنه “يدعم” (بالإنجليزية: propping) مقاومة الجسم للعدوى.

بنية ووظيفة البروبردين

البروبردين هو بروتين متعدد الوحدات الفرعية، يتكون من وحدات فرعية متطابقة مرتبة في شكل حلقي. يتكون كل وحدة فرعية من حوالي 452 حمضًا أمينيًا. يرتبط البروبردين بـ C3bBb، وهو مركب C3 convertase للمسار البديل، ويحميه من التحلل بواسطة البروتيازات. هذا الاستقرار يسمح بتفعيل المزيد من جزيئات C3، مما يؤدي إلى تضخيم سلسلة المتممة.

الوظائف الرئيسية للبروبردين تشمل:

  • تثبيت C3 convertase: هذه هي الوظيفة الأكثر أهمية. من خلال تثبيت C3bBb، يعزز البروبردين الترسيب المستمر لـ C3b على الأسطح المستهدفة.
  • تعزيز الارتباط بالخلايا المستهدفة: يمكن للبروبردين أن يعزز ارتباط المتممة بالخلايا المستهدفة، مما يسهل التدمير الخلوي.
  • تعديل الالتهاب: يشارك البروبردين في تنظيم الاستجابات الالتهابية، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر عن طريق تعديل تفعيل المتممة.

دور البروبردين في المناعة

يلعب البروبردين دورًا مهمًا في الاستجابة المناعية ضد مجموعة واسعة من مسببات الأمراض، بما في ذلك البكتيريا والفيروسات والفطريات. كما أنه متورط في الاستجابات المناعية ضد الخلايا السرطانية والخلايا المصابة بالفيروسات.

أمثلة على دور البروبردين في الأمراض:

  • التهاب السحايا النيسري: النيسرية السحائية هي بكتيريا يمكن أن تسبب التهاب السحايا، وهو عدوى خطيرة في الدماغ والحبل الشوكي. الأفراد الذين يعانون من نقص البروبردين هم أكثر عرضة للإصابة بعدوى النيسرية السحائية.
  • التهابات المكورات الرئوية: المكورات الرئوية هي بكتيريا يمكن أن تسبب الالتهاب الرئوي والتهابات أخرى. يلعب البروبردين دورًا في الاستجابة المناعية ضد المكورات الرئوية.
  • فيروس نقص المناعة البشرية (HIV): يمكن للبروبردين أن يثبط عدوى فيروس نقص المناعة البشرية عن طريق منع ارتباط الفيروس بالخلايا المستهدفة.
  • السرطان: تشير بعض الدراسات إلى أن البروبردين قد يلعب دورًا في الاستجابة المناعية ضد السرطان.

البروبردين والأمراض

يمكن أن تؤدي الطفرات في جين CFP إلى نقص البروبردين، وهي حالة وراثية نادرة تزيد من خطر الإصابة بالتهابات معينة، وخاصة التهاب السحايا النيسري. بالإضافة إلى ذلك، تم ربط المستويات غير الطبيعية من البروبردين بالعديد من الأمراض الأخرى، بما في ذلك أمراض الكلى المناعية الذاتية، والتهاب المفاصل الروماتويدي، والذئبة الحمامية الجهازية.

نقص البروبردين: هو اضطراب وراثي نادر يتميز بغياب أو نقص البروبردين الوظيفي. يزيد نقص البروبردين من القابلية للإصابة بالتهابات المكورات السحائية المتكررة، وخاصة تلك التي تسببها مجموعات الأمصال النادرة. التشخيص المبكر والعلاج الوقائي بالمضادات الحيوية أمر بالغ الأهمية للأفراد المصابين بنقص البروبردين.

دور البروبردين في أمراض الكلى: يشارك البروبردين في تطور العديد من أمراض الكلى، بما في ذلك التهاب كبيبات الكلى الغشائي التكاثري (MPGN) واعتلال الكلية IgA. في هذه الأمراض، يؤدي تفعيل المتممة غير المنظم إلى تلف الكلى. يمكن أن يكون استهداف البروبردين هدفًا علاجيًا محتملاً في هذه الحالات.

التشخيص والقياس

يمكن قياس مستويات البروبردين في الدم باستخدام اختبارات مختلفة، بما في ذلك المقايسة المناعية الإنزيمية المرتبطة بالإنزيم (ELISA) والمقايسة الشعاعية المناعية. تستخدم هذه الاختبارات لتشخيص نقص البروبردين وتقييم دور البروبردين في الأمراض الأخرى.

العلاجات المحتملة التي تستهدف البروبردين

نظرًا لدوره الحاسم في تفعيل المتممة، فإن البروبردين هو هدف جذاب لتطوير علاجات جديدة. تهدف بعض الاستراتيجيات العلاجية إلى منع ارتباط البروبردين بـ C3bBb، وبالتالي تثبيط تفعيل المتممة. قد تكون هذه العلاجات مفيدة في علاج الأمراض التي يكون فيها تفعيل المتممة المفرط ضارًا، مثل أمراض الكلى المناعية الذاتية.

الأبحاث المستقبلية

لا يزال البروبردين موضوعًا نشطًا للبحث. تركز الدراسات الحالية على فهم دوره في الأمراض المختلفة وتطوير علاجات جديدة تستهدفه. تشمل مجالات البحث الرئيسية:

  • تحديد آليات عمل البروبردين بالتفصيل.
  • استكشاف دور البروبردين في الأمراض الأخرى، مثل السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية.
  • تطوير علاجات جديدة تستهدف البروبردين.

خاتمة

البروبردين هو بروتين بلازمي سكري مهم يلعب دورًا حاسمًا في الجهاز المناعي الفطري. يعمل كمنظم إيجابي للمسار البديل للمتممة، حيث يثبت مركب C3 convertase ويعزز تفعيل المتممة. يرتبط نقص البروبردين بزيادة القابلية للإصابة بالتهابات معينة، بينما تلعب المستويات غير الطبيعية من البروبردين دورًا في العديد من الأمراض الأخرى. يمثل البروبردين هدفًا علاجيًا واعدًا لتطوير علاجات جديدة للأمراض التي يكون فيها تفعيل المتممة المفرط ضارًا. الأبحاث المستمرة تهدف إلى فهم دوره بشكل أفضل في الصحة والمرض، وتطوير استراتيجيات علاجية جديدة تستهدفه.

المراجع

]]>