النبض المعاكس الخارجي (External Counterpulsation)

مقدمة

النبض المعاكس الخارجي (ECP) هو إجراء طبي غير جراحي يستخدم لعلاج الذبحة الصدرية، وفشل القلب، وبعض الحالات القلبية الأخرى. يعتمد هذا الإجراء على تحسين تدفق الدم إلى القلب عن طريق زيادة الضغط في الأطراف السفلية أثناء فترة الراحة بين ضربات القلب، ثم تخفيف الضغط أثناء فترة الضخ.

كيف يعمل النبض المعاكس الخارجي؟

يتم إجراء النبض المعاكس الخارجي عن طريق وضع مجموعة من الأصفاد (أكمام) قابلة للنفخ حول الساقين والأرداف. يتم توصيل هذه الأصفاد بجهاز كمبيوتر يتحكم في نفخها وتفريغها بالتزامن مع ضربات قلب المريض. يتم توقيت النفخ بحيث يحدث أثناء فترة انبساط القلب (فترة الراحة)، مما يزيد من تدفق الدم العائد إلى القلب. أما التفريغ فيحدث أثناء فترة انقباض القلب (فترة الضخ)، مما يقلل العبء على القلب ويسهل عملية الضخ.

بشكل أكثر تفصيلاً، يمكن تقسيم آلية عمل النبض المعاكس الخارجي إلى ثلاث مراحل رئيسية:

• النفخ (Inflation): يتم نفخ الأصفاد الموجودة حول الساقين والأرداف أثناء فترة انبساط القلب. هذا النفخ يضغط على الأوعية الدموية في الأطراف السفلية، مما يدفع الدم باتجاه القلب. الزيادة في تدفق الدم العائد إلى القلب تزيد من كمية الدم المتاحة لضخها في الدورة الدموية.
• الراحة (Rest): بعد النفخ، تبقى الأصفاد منتفخة لفترة قصيرة للسماح لأكبر قدر ممكن من الدم بالوصول إلى القلب.
• التفريغ (Deflation): قبل ضربة القلب التالية، يتم تفريغ الأصفاد بسرعة. هذا التفريغ يقلل المقاومة التي يواجهها القلب أثناء الضخ، مما يجعله أكثر كفاءة. كما أنه يقلل من ضغط الدم الانقباضي، وهو الضغط الذي يمارسه القلب على الشرايين أثناء الضخ.

فوائد النبض المعاكس الخارجي

يقدم النبض المعاكس الخارجي العديد من الفوائد المحتملة للمرضى الذين يعانون من مشاكل في القلب، بما في ذلك:

• تخفيف الذبحة الصدرية: الذبحة الصدرية هي ألم في الصدر يحدث عندما لا يحصل القلب على كمية كافية من الأكسجين. يمكن أن يساعد النبض المعاكس الخارجي في تخفيف الذبحة الصدرية عن طريق زيادة تدفق الدم إلى القلب وتحسين إمدادات الأكسجين.
• تحسين وظائف القلب: يمكن أن يساعد النبض المعاكس الخارجي في تحسين وظائف القلب عن طريق زيادة كمية الدم التي يضخها القلب وتقليل العبء عليه.
• تقليل الحاجة إلى الأدوية: في بعض الحالات، قد يساعد النبض المعاكس الخارجي المرضى على تقليل الحاجة إلى الأدوية لعلاج مشاكل القلب.
• تحسين نوعية الحياة: يمكن أن يساعد النبض المعاكس الخارجي المرضى على تحسين نوعية حياتهم عن طريق تخفيف الأعراض وتقليل القيود المفروضة على الأنشطة اليومية.

من هم المرشحون المناسبون للنبض المعاكس الخارجي؟

يعتبر النبض المعاكس الخارجي خيارًا علاجيًا مناسبًا للمرضى الذين يعانون من:

• الذبحة الصدرية المزمنة: خاصةً عندما لا تستجيب للعلاج الدوائي أو الجراحي.
• فشل القلب: يمكن أن يساعد في تحسين وظائف القلب وتقليل الأعراض.
• بعض الحالات القلبية الأخرى: مثل أمراض الشرايين الطرفية.

ومع ذلك، هناك بعض الحالات التي قد تجعل المريض غير مناسبًا للنبض المعاكس الخارجي، مثل:

• الحمل: لا ينصح به أثناء الحمل.
• جلطات الأوردة العميقة: يجب علاجها قبل البدء بالعلاج.
• اضطرابات النزيف: قد تزيد من خطر حدوث مضاعفات.
• ارتفاع ضغط الدم الشديد غير المنضبط: يجب السيطرة عليه أولاً.
• تمدد الأوعية الدموية الأبهري: قد يكون هناك خطر من تمزق الأوعية الدموية.

كيف يتم إجراء النبض المعاكس الخارجي؟

عادة ما يتم إجراء النبض المعاكس الخارجي في عيادة خارجية أو مستشفى. تستغرق الجلسة الواحدة حوالي ساعة واحدة، وعادة ما يحتاج المرضى إلى 35 جلسة، موزعة على مدى سبعة أسابيع (خمس جلسات في الأسبوع). تتضمن العملية الخطوات التالية:

1. التحضير: يستلقي المريض على سرير مريح. يتم وضع أقطاب كهربائية على الصدر لمراقبة تخطيط القلب (ECG).
2. وضع الأصفاد: يتم وضع الأصفاد حول الساقين والأرداف وتثبيتها بشكل مريح.
3. بدء العلاج: يبدأ الجهاز في نفخ وتفريغ الأصفاد بالتزامن مع ضربات قلب المريض. قد يشعر المريض ببعض الضغط في الساقين والأرداف أثناء النفخ، ولكن يجب ألا يكون مؤلمًا.
4. المراقبة: تتم مراقبة المريض عن كثب طوال فترة العلاج للتأكد من عدم وجود أي مضاعفات.
5. الانتهاء: بعد انتهاء الجلسة، تتم إزالة الأصفاد ويمكن للمريض العودة إلى المنزل.

المخاطر والآثار الجانبية المحتملة

يعتبر النبض المعاكس الخارجي إجراءً آمنًا بشكل عام، ولكن هناك بعض المخاطر والآثار الجانبية المحتملة، مثل:

• تعب: قد يشعر بعض المرضى بالتعب بعد الجلسة.
• تهيج الجلد: قد يحدث تهيج أو احمرار في الجلد تحت الأصفاد.
• ألم في الساقين أو الأرداف: قد يشعر بعض المرضى بألم خفيف في الساقين أو الأرداف.
• دوار: قد يشعر بعض المرضى بالدوار، خاصةً عند الوقوف بعد الجلسة.
• تكوين كدمات: قد تحدث كدمات خفيفة في مناطق وضع الأصفاد.

نادراً ما تحدث مضاعفات خطيرة، ولكن يجب على المرضى إبلاغ الطبيب عن أي أعراض غير عادية يشعرون بها.

النتائج المتوقعة

تختلف النتائج المتوقعة للنبض المعاكس الخارجي من مريض لآخر. قد يشعر بعض المرضى بتحسن كبير في الأعراض، بينما قد لا يشعر البعض الآخر بأي تحسن. بشكل عام، يمكن توقع ما يلي:

• تقليل الذبحة الصدرية: قد يصبح الألم في الصدر أقل تكرارًا وأقل شدة.
• تحسين القدرة على ممارسة الرياضة: قد يتمكن المرضى من ممارسة الرياضة لفترة أطول دون الشعور بالتعب أو الألم.
• تحسين نوعية الحياة: قد يشعر المرضى بتحسن عام في نوعية حياتهم.

من المهم ملاحظة أن النبض المعاكس الخارجي ليس علاجًا شافيًا لأمراض القلب. ومع ذلك، يمكن أن يكون أداة قيمة في إدارة الأعراض وتحسين وظائف القلب ونوعية الحياة.

مقارنة بين النبض المعاكس الخارجي والإجراءات الأخرى

النبض المعاكس الخارجي هو خيار علاجي غير جراحي، مما يجعله جذابًا للمرضى الذين لا يرغبون في الخضوع لعملية جراحية أو غير مؤهلين لها. بالمقارنة مع الإجراءات الجراحية مثل رأب الأوعية الدموية أو جراحة تحويل مسار الشريان التاجي، فإن النبض المعاكس الخارجي أقل تكلفة وأقل خطورة.

ومع ذلك، قد لا يكون النبض المعاكس الخارجي فعالاً مثل الإجراءات الجراحية في بعض الحالات. قد يكون المرضى الذين يعانون من انسداد شديد في الشرايين التاجية بحاجة إلى إجراء جراحي لتحسين تدفق الدم إلى القلب بشكل كاف.

يجب على المرضى مناقشة جميع خيارات العلاج المتاحة مع طبيبهم لتحديد الخيار الأفضل لحالتهم الفردية.

نصائح للمرضى الذين يخضعون للنبض المعاكس الخارجي

إذا كنت تخضع للنبض المعاكس الخارجي، فإليك بعض النصائح التي قد تساعدك:

• اتبع تعليمات الطبيب: من المهم اتباع تعليمات الطبيب بعناية.
• أبلغ الطبيب عن أي أعراض غير عادية: إذا شعرت بأي أعراض غير عادية، مثل ألم شديد في الصدر أو ضيق في التنفس، فأبلغ الطبيب على الفور.
• حافظ على نمط حياة صحي: حافظ على نمط حياة صحي عن طريق تناول نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة بانتظام والإقلاع عن التدخين.
• تناول الأدوية الموصوفة: استمر في تناول أي أدوية موصوفة لك من قبل الطبيب.

خاتمة

النبض المعاكس الخارجي هو علاج غير جراحي آمن وفعال يمكن أن يساعد في تخفيف الذبحة الصدرية وتحسين وظائف القلب ونوعية الحياة. إنه خيار علاجي جيد للمرضى الذين لا يستجيبون للعلاج الدوائي أو غير مؤهلين للجراحة. ومع ذلك، من المهم مناقشة جميع خيارات العلاج المتاحة مع الطبيب لتحديد الخيار الأفضل لحالتك الفردية.

المراجع

• Mayo Clinic – External Counterpulsation (ECP)
• American Heart Association – Enhanced External Counterpulsation (EECP)
• National Center for Biotechnology Information (NCBI) – Enhanced External Counterpulsation for Treatment of Angina Pectoris and Heart Failure
• Cleveland Clinic – Enhanced External Counterpulsation (EECP)