نشأته وبداياته
ولد دانييلي جاتي في ميلانو، إيطاليا. تلقى تعليمه الموسيقي في معهد “جوزيبي فيردي” في ميلانو، حيث درس التأليف الموسيقي وقيادة الأوركسترا. بعد تخرجه، بدأ حياته المهنية كقائد أوركسترا مساعد في دار أوبرا “لا سكالا” في ميلانو.
مسيرته المهنية
سرعان ما لفت جاتي الأنظار إليه بفضل موهبته وقدرته على قيادة الأوركسترا. في عام 1992، عُين قائدًا موسيقيًا للأوركسترا السمفونية الوطنية الإيطالية (Orchestra Sinfonica Nazionale della RAI)، وهو المنصب الذي شغله حتى عام 1997. خلال فترة ولايته، قام بتوسيع ذخيرة الأوركسترا وجذب جمهورًا جديدًا إليها.
بعد ذلك، شغل جاتي منصب المدير الموسيقي لأوركسترا “رويال فيلهارمونيك” (Royal Philharmonic Orchestra) في لندن من عام 1996 إلى عام 2009. خلال هذه الفترة، قاد الأوركسترا في العديد من الجولات الموسيقية الناجحة حول العالم، وقدم معها تسجيلات حازت على استحسان النقاد.
في عام 2008، أصبح جاتي المدير الموسيقي لأوركسترا الأوبرا في زيورخ، وهو المنصب الذي شغله حتى عام 2012. في زيورخ، قاد عروضًا جديدة لأعمال أوبرا كلاسيكية وحديثة، وأثبت نفسه كواحد من أبرز قادة الأوبرا في العالم.
في عام 2014، عُين جاتي قائدًا موسيقيًا لأوركسترا “كونسيرت جيباو” الملكية (Royal Concertgebouw Orchestra) في أمستردام. كانت هذه خطوة مهمة في مسيرته المهنية، حيث تعتبر أوركسترا “كونسيرت جيباو” واحدة من أفضل الأوركسترا في العالم. ومع ذلك، انتهت فترة ولايته بشكل مفاجئ في عام 2018.
يشغل جاتي حاليًا منصب قائد الأوركسترا الرئيسي لـ “ماجيو ميوزيكال فيورنتينو” والمدير الفني لأوركسترا موزارت. بالإضافة إلى ذلك، يواصل الظهور كضيف قائد مع العديد من الأوركسترا والأوبرا الرائدة في جميع أنحاء العالم.
أسلوبه وتقديره
يشتهر دانييلي جاتي بأسلوبه القيادي العميق والمدروس. إنه قائد أوركسترا دقيق يهتم بالتفاصيل، ولكنه أيضًا قادر على إلهام الموسيقيين وإخراج أفضل ما لديهم. يمتلك جاتي فهمًا عميقًا للموسيقى، وقدرة على نقل رؤيته إلى الجمهور.
حصل جاتي على العديد من الجوائز والأوسمة تقديرًا لإنجازاته الموسيقية، بما في ذلك:
- جائزة “فرانكو أبياتي” (Premio Franco Abbiati) من قبل جمعية النقاد الموسيقيين الإيطاليين.
- وسام الاستحقاق للجمهورية الإيطالية.
أهم التسجيلات
قام دانييلي جاتي بتسجيل العديد من الأعمال الموسيقية مع أوركسترا مختلفة، بما في ذلك:
- تسجيلات كاملة لسيمفونيات بيتهوفن مع الأوركسترا السمفونية الوطنية الإيطالية.
- أوبرا “فالستاف” لفيردي مع أوركسترا “رويال فيلهارمونيك”.
- أعمال مختارة لـ ديبوسي ورافيل مع أوركسترا “كونسيرت جيباو” الملكية.
الخلافات
في أغسطس 2018، أقيل جاتي من منصبه كقائد موسيقي لأوركسترا “كونسيرت جيباو” الملكية بعد اتهامه بسوء السلوك الجنسي. نفت جاتي هذه الاتهامات، لكن الأوركسترا قالت إنها فقدت الثقة به.
تسببت إقالة جاتي في جدل واسع في عالم الموسيقى الكلاسيكية. انتقد البعض قرار الأوركسترا، قائلين إنه يستند إلى اتهامات غير مؤكدة. بينما أيد آخرون القرار، قائلين إنه من المهم محاسبة الأفراد على سلوكهم.
في وقت لاحق، توصل جاتي إلى تسوية مع أوركسترا “كونسيرت جيباو” الملكية، واعتذر عن أي سلوك قد يكون تسبب في الإساءة.
حياته الشخصية
جاتي متزوج ولديه أطفال.
أعماله
تشمل أعمال دانييلي جاتي مجموعة واسعة من الأعمال السمفونية والأوبرالية، بدءًا من موسيقى الباروك وصولًا إلى الموسيقى المعاصرة. وهو معروف بشكل خاص بتفسيراته لأعمال فيردي وفاجنر ومهلر وديبوسي.
بعض الأعمال التي قادها دانييلي جاتي تتضمن:
- أوبرا “عايدة” لفيردي
- أوبرا “دون كارلوس” لفيردي
- أوبرا “أوتيللو” لفيردي
- أوبرا “فالستاف” لفيردي
- “حلقة نيبيلونغ” لفاجنر
- سيمفونيات لـ مالر
- أعمال لـ ديبوسي
- أعمال لـ رافيل
مستقبله
على الرغم من الجدل الذي أحاط به في الماضي، يظل دانييلي جاتي شخصية مهمة في عالم الموسيقى الكلاسيكية. من المتوقع أن يواصل قيادة الأوركسترا والأوبرا في جميع أنحاء العالم لسنوات عديدة قادمة.
يشغل حاليًا مناصب قيادية في “ماجيو ميوزيكال فيورنتينو” وأوركسترا موزارت، ومن المرجح أن يستمر في تطوير هاتين المؤسستين.
إن مستقبل دانييلي جاتي واعد، ومن المؤكد أنه سيستمر في إلهام وإمتاع عشاق الموسيقى في جميع أنحاء العالم.
أهميته في عالم الموسيقى
دانييلي جاتي ليس مجرد قائد أوركسترا موهوب، بل هو أيضًا شخصية مؤثرة في عالم الموسيقى الكلاسيكية. لقد ساهم في تعزيز تقدير الموسيقى الكلاسيكية لدى جمهور أوسع، ودعم الموسيقيين الشباب، وشجع الابتكار في الأداء الموسيقي.
بفضل موهبته وقيادته، ساهم دانييلي جاتي في إثراء المشهد الموسيقي العالمي، ومن المؤكد أنه سيترك بصمة دائمة في تاريخ الموسيقى.
خاتمة
دانييلي جاتي هو قائد أوركسترا إيطالي موهوب ومثير للجدل. على الرغم من التحديات التي واجهها في حياته المهنية، إلا أنه يظل شخصية مهمة في عالم الموسيقى الكلاسيكية. من خلال أسلوبه القيادي العميق والمدروس، وقدرته على إلهام الموسيقيين، ساهم جاتي في إثراء المشهد الموسيقي العالمي. من المتوقع أن يواصل قيادة الأوركسترا والأوبرا في جميع أنحاء العالم لسنوات عديدة قادمة، وسيستمر في إلهام وإمتاع عشاق الموسيقى في جميع أنحاء العالم.