شولوم آش (Sholem Asch)
شولوم آش (باليديشية: שלום אַש؛ بالبولندية: Szalom Asz) ولد في 1 نوفمبر 1880 وتوفي في 10 يوليو 1957، كان روائيًا وكاتبًا مسرحيًا وكاتب مقالات يهوديًا بولنديًا كتب باللغة اليديشية. يعتبر أحد أهم الشخصيات في الأدب اليديشي في القرن العشرين. تميزت أعماله بالجرأة والمواضيع المثيرة للجدل، مما أثار نقاشات حادة في الأوساط الأدبية والدينية.
ولد آش في بلدة كوتنو، وهي بلدة صغيرة في بولندا، لعائلة يهودية متدينة. تلقى تعليمه الديني التقليدي في شبابه، لكنه سرعان ما بدأ في استكشاف الأفكار العلمانية والأدب الحديث. في عام 1899، انتقل إلى وارسو، حيث بدأ حياته المهنية ككاتب.
اشتهر آش بروايته الأولى “بلدة صغيرة” (A Shtetl)، التي نشرت في عام 1904. تصور هذه الرواية حياة اليهود في بلدة صغيرة في بولندا بطريقة واقعية وحساسة. حققت الرواية نجاحًا كبيرًا وأثارت إعجاب النقاد والقراء على حد سواء.
واصل آش كتابة العديد من الروايات والمسرحيات والقصص القصيرة التي تناولت مواضيع متنوعة، بما في ذلك الدين والجنس والفقر والظلم الاجتماعي. من بين أعماله البارزة الأخرى: “الله الانتقام” (God of Vengeance)، “المسيح” (The Nazarene)، “الرسول” (The Apostle)، و”مريم” (Mary).
أثارت بعض أعمال آش جدلاً واسعاً بسبب تصويرها للعلاقات الجنسية والمواضيع الدينية. على سبيل المثال، تعرضت مسرحيته “الله الانتقام” لانتقادات شديدة بسبب تصويرها لعلاقة حب بين امرأتين. كما أثارت رواياته عن حياة يسوع المسيح انتقادات من بعض الجماعات الدينية اليهودية.
على الرغم من الجدل الذي أثارته أعماله، يعتبر شولوم آش شخصية مهمة في الأدب اليديشي والعالمي. تميزت أعماله بالعمق والتعقيد والجرأة، ولا تزال تثير نقاشات حادة حتى اليوم. ترجمت أعماله إلى العديد من اللغات، ولا تزال تحظى بشعبية كبيرة بين القراء في جميع أنحاء العالم.
ترك آش بصمة واضحة في الأدب والثقافة اليهودية. يعتبر من الرواد الذين كسروا الحواجز وتناولوا مواضيع حساسة في الأدب اليديشي. ساهمت أعماله في فهم أعمق للحياة اليهودية في أوروبا الشرقية وتحدياتها.
سولومون آش (Solomon Asch)
سولومون آش (بالبولندية: Salomon Asch؛ ولد في 14 سبتمبر 1907 وتوفي في 20 فبراير 1996) كان عالم نفس اجتماعي بولندي أمريكي، اشتهر بأبحاثه الرائدة في مجال المطابقة، والتي أظهرت مدى تأثير ضغط المجموعة على آراء الأفراد وسلوكهم.
ولد آش في وارسو، بولندا، وهاجر إلى الولايات المتحدة مع عائلته في عام 1920. حصل على درجة البكالوريوس من كلية مدينة نيويورك في عام 1928، ودرجة الماجستير من جامعة كولومبيا في عام 1930، ودرجة الدكتوراه من جامعة كولومبيا في عام 1932. عمل كأستاذ في كلية بروكلين من عام 1947 إلى عام 1966، ثم انتقل إلى جامعة بنسلفانيا، حيث بقي حتى تقاعده في عام 1979.
أجرى آش العديد من التجارب التي أظهرت كيف يمكن لضغط المجموعة أن يؤثر على آراء الأفراد. في إحدى التجارب الشهيرة، طلب آش من المشاركين مقارنة أطوال الخطوط. كان المشاركون يجلسون في مجموعة، وكان معظم أفراد المجموعة متواطئين مع آش. كان المتواطئون يعطون إجابات خاطئة عن قصد، وكان آش يراقب كيف يتأثر المشاركون الحقيقيون بإجاباتهم. وجد آش أن المشاركين كانوا يميلون إلى الموافقة على إجابات المجموعة، حتى عندما كانوا يعرفون أنها خاطئة.
أظهرت تجارب آش أن المطابقة يمكن أن تحدث حتى في المواقف التي تكون فيها الإجابة الصحيحة واضحة. يعتقد آش أن المطابقة تحدث بسبب الحاجة إلى أن يكون الفرد مقبولاً من قبل المجموعة، والخوف من أن يتم استبعاده إذا كان يعارض المجموعة.
كان لأبحاث آش تأثير كبير على علم النفس الاجتماعي. ساهمت في فهمنا لكيفية تأثير ضغط المجموعة على آراء الأفراد وسلوكهم، وكيف يمكن أن يؤدي المطابقة إلى اتخاذ قرارات سيئة. استخدمت نتائج أبحاث آش في مجالات متنوعة، مثل التسويق والإعلان والسياسة.
بالإضافة إلى أبحاثه في مجال المطابقة، قدم آش مساهمات مهمة في مجالات أخرى من علم النفس، مثل نظرية الجشطالت والإدراك الاجتماعي. كان آش مؤلفًا لعدد من الكتب والمقالات المؤثرة، بما في ذلك “علم النفس الاجتماعي” (Social Psychology) الذي نشر في عام 1952.
يعتبر سولومون آش أحد أهم علماء النفس الاجتماعي في القرن العشرين. ساهمت أبحاثه في فهمنا لكيفية تأثير العوامل الاجتماعية على سلوك الأفراد، ولا تزال ذات صلة حتى اليوم.
أهمية أعمال آش
تكمن أهمية أعمال شولوم آش وسولومون آش في تأثيرها العميق على مجالات الأدب وعلم النفس على التوالي. شولوم آش، من خلال رواياته ومسرحياته، قدم تصويرًا واقعيًا للحياة اليهودية في أوروبا الشرقية، وتناول مواضيع حساسة وجريئة، مما أثار نقاشات هامة حول الدين والجنس والمجتمع. بينما ساهم سولومون آش في فهمنا لكيفية تأثير ضغط المجموعة على آراء الأفراد وسلوكهم، وأظهر كيف يمكن للمطابقة أن تؤدي إلى اتخاذ قرارات خاطئة.
خاتمة
في الختام، يشير اسم آش إلى شخصيتين بارزتين في مجال الأدب وعلم النفس. شولوم آش، الروائي والكاتب المسرحي، الذي أثرى الأدب اليديشي بأعمال جريئة ومثيرة للجدل. وسولومون آش، عالم النفس الاجتماعي، الذي قدم أبحاثًا رائدة في مجال المطابقة وكشف عن تأثير ضغط المجموعة على الأفراد. كلاهما ترك بصمة واضحة في مجالهما، ولا تزال أعمالهما ذات صلة حتى اليوم.