مقدمة
نملة التلة الأليغينية (Formica exsectoides) هي نوع من النمل موطنه الأصلي المنطقة المطلة على المحيط الأطلسي في أمريكا الشمالية. يمتد نطاقها من جنوب كيبيك وأونتاريو إلى جورجيا، وتوجد بشكل شائع في المروج المشجرة والغابات المفتوحة والمناطق المضطربة. تشتهر هذه النملة ببناء تلال كبيرة من التربة والنباتات الميتة، والتي يمكن أن يصل قطرها إلى عدة أقدام وارتفاعها.
التصنيف والتطور
تنتمي نملة التلة الأليغينية إلى جنس Formica، وهو جنس كبير ومتنوع من النمل يضم العديد من الأنواع الأخرى. ضمن جنس Formica، يتم تصنيفها في مجموعة exsectoides، والتي تشمل أيضًا أنواعًا أخرى من النمل التي تبني التلال. يُعتقد أن أقرب أقرباء نملة التلة الأليغينية هم نملة التلة الشرقية (Formica subsericea) ونملة التلة الساحلية (Formica pallidefulva).
تشير الدراسات الجينية إلى أن نملة التلة الأليغينية ربما تطورت خلال العصر الجليدي الأخير، عندما تسببت الأنهار الجليدية في تجزئة موائلها. أدى هذا التجزؤ إلى تباعد وراثي بين المجموعات السكانية المختلفة، وربما أدى في النهاية إلى ظهور أنواع جديدة.
الوصف الفيزيائي
نملة التلة الأليغينية هي نملة صغيرة إلى متوسطة الحجم، يتراوح طول العاملات بين 4 و 7 ملم. لونها بشكل عام أحمر أو بني محمر، مع وجود بطن داكن. تتميز هذه النملة بوجود شق صغير في مقدمة رأسها، وهي سمة فريدة تساعد في تمييزها عن الأنواع الأخرى من النمل.
تمتلك العاملات فكًا قويًا تستخدمه لحمل الطعام وبناء التلال والدفاع عن المستعمرة. لديهم أيضًا لاسعات، لكنهم لا يستخدمونها بشكل عام للدفاع. بدلاً من ذلك، يعتمدون على إفراز حمض الفورميك لإبعاد الحيوانات المفترسة.
الملكات أكبر من العاملات، ويبلغ طولهن حوالي 8-10 ملم. لونهن أيضًا أغمق من العاملات، مع صدر وبطن أسودين. الملكات هن المسؤولات عن وضع البيض وتأسيس مستعمرات جديدة.
الذكور أصغر من الملكات ولونهم أسود بالكامل. لديهم أجنحة ويطيرون للتزاوج مع الملكات.
السلوك
نملة التلة الأليغينية هي نملة اجتماعية للغاية تعيش في مستعمرات كبيرة. يمكن أن تحتوي المستعمرة الواحدة على مئات الآلاف من النمل، وتتكون من ملكة واحدة أو أكثر، والعديد من العاملات، وعدد قليل من الذكور. العاملات هن المسؤولات عن جميع المهام داخل المستعمرة، بما في ذلك بناء التلال، والبحث عن الطعام، ورعاية الحضنة، والدفاع عن المستعمرة.
تشتهر نملة التلة الأليغينية بسلوكها العدواني. إنهم يدافعون بشدة عن أراضيهم وسيهاجمون أي حيوان مفترس أو نمل آخر يقترب من تلهم. غالبًا ما يستخدمون حمض الفورميك لصد الحيوانات المفترسة، ويمكنهم أيضًا لدغها بفكيها القويين.
تتواصل نملة التلة الأليغينية مع بعضها البعض باستخدام الفيرومونات. الفيرومونات هي مواد كيميائية تطلقها النملة ويمكن للنمل الآخر اكتشافها. تستخدم النمل الفيرومونات لتحديد مسارات الطعام وتحذير الآخرين من الخطر وتحديد الأفراد من نفس المستعمرة.
النظام الغذائي
نملة التلة الأليغينية هي نملة آكلة اللحوم، مما يعني أنها تأكل مجموعة متنوعة من الأطعمة، بما في ذلك الحشرات والنباتات الميتة والعسل. إنهم صيادون انتهازيون وسوف يفترسون أي حشرة صغيرة يمكنهم التغلب عليها. كما أنهم يتغذون على المن، وهي مادة سكرية تفرزها حشرات المن.
تلعب نملة التلة الأليغينية دورًا مهمًا في نظامها البيئي من خلال المساعدة في التحكم في أعداد الحشرات الأخرى. كما أنها تساعد في تهوية التربة وتوزيع البذور.
التكاثر
تتكاثر نملة التلة الأليغينية جنسيًا. خلال فصل الصيف، تنتج المستعمرة إناثًا وذكورًا مجنحة تسمى “الأفراد المجنحة”. تطير الأفراد المجنحة من المستعمرة للتزاوج. بعد التزاوج، تموت الذكور، بينما تجد الإناث المجنحة مواقع جديدة لتأسيس مستعمرات جديدة.
تحفر الملكة الجديدة حفرة في الأرض وتضع بيضها الأول. تفقس البيض إلى يرقات، والتي تتغذى عليها الملكة. تتطور اليرقات في النهاية إلى عاملات، اللائي يتولين بعد ذلك مهام المستعمرة.
يمكن أن تعيش الملكات لعدة سنوات، ويمكن أن تستمر المستعمرة لعقود.
توزيع الموائل
توجد نملة التلة الأليغينية في شرق أمريكا الشمالية، من جنوب كيبيك وأونتاريو إلى جورجيا. توجد بشكل شائع في المروج المشجرة والغابات المفتوحة والمناطق المضطربة. غالبًا ما توجد في المناطق التي بها تربة رملية جيدة التصريف.
تبني نملة التلة الأليغينية تلالًا كبيرة من التربة والنباتات الميتة. يمكن أن يصل قطر هذه التلال إلى عدة أقدام وارتفاعها. توفر التلال مأوى للنمل وتحميها من الحيوانات المفترسة.
غالبًا ما توجد نملة التلة الأليغينية بالقرب من مصادر المياه، مثل الجداول والبرك.
الأهمية البيئية
تلعب نملة التلة الأليغينية دورًا مهمًا في نظامها البيئي. فهي تساعد في التحكم في أعداد الحشرات الأخرى، وتهوية التربة، وتوزيع البذور.
تعتبر نملة التلة الأليغينية أيضًا مصدر غذاء للعديد من الحيوانات الأخرى، مثل الطيور والثدييات.
التأثيرات على البشر
تعتبر نملة التلة الأليغينية بشكل عام مفيدة للبشر. فهي تساعد في التحكم في أعداد الحشرات الضارة، ويمكنها أيضًا تحسين جودة التربة.
ومع ذلك، يمكن أن تصبح نملة التلة الأليغينية أيضًا آفة إذا قامت ببناء تلال بالقرب من المنازل أو الشركات. يمكن أن تتلف التلال المروج والمناظر الطبيعية الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون نملة التلة الأليغينية عدوانية وقد تلدغ إذا شعرت بالتهديد.
هناك عدة طرق للسيطرة على نملة التلة الأليغينية. إحدى الطرق هي تدمير التلال. يمكن القيام بذلك عن طريق حفر التلال أو معالجتها بالمبيدات الحشرية. طريقة أخرى للسيطرة على نملة التلة الأليغينية هي إزالة مصادر الغذاء. يمكن القيام بذلك عن طريق الحفاظ على نظافة المروج والمناظر الطبيعية وإزالة أي نباتات ميتة أو متحللة.
الحماية
لا تعتبر نملة التلة الأليغينية مهددة بالانقراض. ومع ذلك، فقد تضررت أعدادها في بعض المناطق بسبب فقدان الموائل واستخدام المبيدات الحشرية.
هناك عدة أشياء يمكن القيام بها لحماية نملة التلة الأليغينية. وتشمل هذه الحماية الحفاظ على موائلها وتقليل استخدام المبيدات الحشرية وتعليم الناس عن أهمية هذه النملة.
خاتمة
نملة التلة الأليغينية هي نوع مهم من النمل يلعب دورًا حيويًا في نظامها البيئي. تشتهر ببناء تلال كبيرة والدفاع عنها بشدة. على الرغم من أنها يمكن أن تكون آفات في بعض الأحيان، إلا أنها تعتبر بشكل عام مفيدة للبشر من خلال المساعدة في التحكم في أعداد الحشرات الضارة وتحسين جودة التربة.