تاريخ الجمعية
تأسست الجمعية الإنسانية لنيوزيلندا في عام 1967، استجابةً لحاجة متزايدة إلى منظمة تمثل وجهات النظر الإنسانية في القضايا الاجتماعية والأخلاقية. منذ نشأتها، لعبت الجمعية دورًا نشطًا في تعزيز العلمانية، وحقوق الإنسان، والتفكير النقدي. كانت الجمعية في طليعة العديد من الحملات المتعلقة بالإصلاح الاجتماعي والسياسي في نيوزيلندا، بما في ذلك الدعوة إلى المساواة بين الجنسين، وحقوق المثليين، والفصل بين الكنيسة والدولة.
أهداف الجمعية
تتمثل الأهداف الرئيسية للجمعية الإنسانية لنيوزيلندا في:
- تعزيز الفلسفة الإنسانية العلمانية.
- الدفاع عن حقوق الإنسان والحريات المدنية.
- تشجيع التفكير النقدي والعقلانية.
- تعزيز الأخلاق العلمانية والقيم الإنسانية.
- الدعوة إلى فصل الدين عن الدولة.
- توفير منتدى للإنسانيين للتواصل وتبادل الأفكار.
الفلسفة الإنسانية العلمانية
الإنسانية العلمانية هي فلسفة حياة تؤكد على العقل والأخلاق والعدالة، وترفض الاعتماد على الدين أو الخوارق في اتخاذ القرارات. يعتقد الإنسانيون أن البشر قادرون على حل مشاكلهم بأنفسهم، وأن الأخلاق يجب أن تستند إلى العقل والتعاطف بدلاً من العقيدة الدينية. تتبنى الجمعية الإنسانية لنيوزيلندا هذه المبادئ الأساسية، وتسعى جاهدة لتعزيزها في المجتمع النيوزيلندي.
أنشطة الجمعية
تشارك الجمعية الإنسانية لنيوزيلندا في مجموعة متنوعة من الأنشطة لتعزيز أهدافها، بما في ذلك:
- تنظيم الفعاليات والمؤتمرات: تستضيف الجمعية فعاليات ومؤتمرات منتظمة تجمع الإنسانيين والمتعاطفين لمناقشة القضايا الهامة وتبادل الأفكار.
- إصدار المنشورات: تنشر الجمعية مقالات ومجلات وكتبًا حول مجموعة واسعة من المواضيع المتعلقة بالإنسانية والعلمانية.
- المشاركة في الحملات الدعوية: تدافع الجمعية عن القضايا التي تهم الإنسانيين، مثل حقوق الإنسان، والفصل بين الدين والدولة، والتعليم العلماني.
- تقديم الدعم للمجتمع: تقدم الجمعية الدعم والموارد للإنسانيين وأولئك الذين يبحثون عن بديل علماني للدين.
- التعاون مع المنظمات الأخرى: تتعاون الجمعية مع المنظمات الأخرى التي تشاركها نفس القيم، مثل منظمات حقوق الإنسان ومنظمات الدفاع عن العلمانية.
القضايا التي تدافع عنها الجمعية
تدافع الجمعية الإنسانية لنيوزيلندا عن مجموعة واسعة من القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان والحريات المدنية والعلمانية. تشمل بعض القضايا الرئيسية التي تدافع عنها الجمعية ما يلي:
- الحق في حرية الدين والمعتقد: تدافع الجمعية عن حق كل شخص في اختيار دينه أو معتقده، أو عدم وجود أي دين أو معتقد على الإطلاق. كما تدافع عن حق الأفراد في التعبير عن معتقداتهم بحرية، طالما أنهم لا يضرون الآخرين.
- الفصل بين الدين والدولة: تؤمن الجمعية بأن الدولة يجب أن تكون محايدة دينياً، وأن الدين يجب ألا يؤثر على القوانين والسياسات العامة. تدافع الجمعية عن إزالة أي امتيازات خاصة تتمتع بها المنظمات الدينية، وعن ضمان المساواة بين جميع المواطنين بغض النظر عن دينهم أو معتقدهم.
- حقوق المرأة: تدافع الجمعية عن المساواة بين الجنسين في جميع جوانب الحياة، بما في ذلك التعليم والتوظيف والسياسة. كما تدافع عن حق المرأة في التحكم في جسدها واتخاذ قرارات بشأن صحتها الإنجابية.
- حقوق المثليين: تدافع الجمعية عن المساواة في الحقوق للأشخاص المثليين والمثليات ومزدوجي الميل الجنسي والمتحولين جنسياً. تدعم الجمعية زواج المثليين، وتبني الأطفال من قبل الأزواج المثليين، والحماية من التمييز على أساس التوجه الجنسي والهوية الجنسية.
- الحقوق الإنجابية: تدافع الجمعية عن حق المرأة في الحصول على الإجهاض الآمن والقانوني، وعن توفير خدمات تنظيم الأسرة الشاملة. تعتقد الجمعية أن المرأة يجب أن يكون لها الحق في اتخاذ قرارات بشأن صحتها الإنجابية دون تدخل من الدولة أو الدين.
- التعليم العلماني: تدافع الجمعية عن التعليم العلماني في المدارس العامة، وتعارض تدريس الدين في المدارس العامة. تعتقد الجمعية أن التعليم يجب أن يستند إلى الحقائق والأدلة، وأنه يجب أن يشجع التفكير النقدي والعقلانية.
- الموت الرحيم: تدافع الجمعية عن حق الأفراد في اختيار الموت الرحيم في ظل ظروف معينة، مثل المعاناة من مرض عضال غير قابل للشفاء. تعتقد الجمعية أن الأفراد يجب أن يكون لهم الحق في السيطرة على حياتهم وموتهم.
التحديات التي تواجه الجمعية
تواجه الجمعية الإنسانية لنيوزيلندا عددًا من التحديات، بما في ذلك:
- وصمة العار المرتبطة بالإنسانية: لا تزال الإنسانية تعتبر من قبل البعض فلسفة غير تقليدية أو حتى معادية للدين. يمكن أن يؤدي ذلك إلى التمييز ضد الإنسانيين وصعوبة جذب أعضاء جدد.
- نقص الوعي العام: لا يزال الكثير من الناس غير مدركين لما هي الإنسانية أو ما الذي تدافع عنه. يمكن أن يجعل ذلك من الصعب على الجمعية تحقيق أهدافها وزيادة تأثيرها.
- الموارد المحدودة: تعتمد الجمعية على التبرعات والاشتراكات من أعضائها لدعم أنشطتها. يمكن أن تجعل الموارد المحدودة من الصعب على الجمعية تنفيذ جميع مشاريعها وأهدافها.
- التحديات السياسية: تواجه الجمعية معارضة من الجماعات الدينية والسياسية المحافظة التي تعارض أهدافها. يمكن أن يجعل ذلك من الصعب على الجمعية تحقيق الإصلاحات الاجتماعية والسياسية التي تدافع عنها.
مستقبل الجمعية
تتطلع الجمعية الإنسانية لنيوزيلندا إلى مستقبل تلعب فيه الإنسانية دورًا أكبر في تشكيل المجتمع النيوزيلندي. تسعى الجمعية إلى تحقيق ذلك من خلال:
- زيادة الوعي العام بالإنسانية: من خلال تنظيم الفعاليات وإصدار المنشورات والمشاركة في الحملات الدعوية، تأمل الجمعية في زيادة الوعي العام بالإنسانية وتعزيز فهم أفضل لقيمها ومبادئها.
- جذب أعضاء جدد: من خلال تقديم مجموعة متنوعة من الأنشطة والخدمات لأعضائها، تأمل الجمعية في جذب أعضاء جدد وزيادة قوتها التنظيمية.
- بناء علاقات مع المنظمات الأخرى: من خلال التعاون مع المنظمات الأخرى التي تشاركها نفس القيم، تأمل الجمعية في زيادة تأثيرها وتحقيق أهدافها بشكل أكثر فعالية.
- الدفاع عن القضايا التي تهم الإنسانيين: من خلال المشاركة في الحملات الدعوية والضغط على الحكومة، تأمل الجمعية في تحقيق الإصلاحات الاجتماعية والسياسية التي تدافع عنها.
خاتمة
الجمعية الإنسانية لنيوزيلندا هي منظمة مهمة تدافع عن القيم الإنسانية في المجتمع النيوزيلندي. من خلال أنشطتها المتنوعة وحملاتها الدعوية، تسعى الجمعية إلى تعزيز العلمانية وحقوق الإنسان والتفكير النقدي. على الرغم من التحديات التي تواجهها، تظل الجمعية ملتزمة بتحقيق أهدافها وبناء مستقبل أفضل لجميع النيوزيلنديين.