أبو مقص العملاق (Giant Earwig)

مقدمة

يشير مصطلح “أبو مقص العملاق” إلى عدة أنواع من حشرات أبو مقص التي تتميز بأحجامها الكبيرة نسبياً مقارنةً بالأنواع الأخرى. تُعرف هذه الحشرات بفكها الخلفي الشبيه بالمقص والذي تستخدمه للدفاع عن نفسها، والتقاط الفرائس، وحتى في بعض الأحيان خلال طقوس التزاوج. وعلى الرغم من مظهرها المخيف بعض الشيء، إلا أن معظم أنواع أبو مقص العملاقة غير ضارة بالبشر وتلعب دوراً مهماً في النظام البيئي.

أبو مقص سانت هيلينا (Labidura herculeana)

أشهر مثال على أبو مقص العملاق هو Labidura herculeana، المعروف باسم أبو مقص سانت هيلينا. كان هذا النوع مستوطناً في جزيرة سانت هيلينا الواقعة في جنوب المحيط الأطلسي. لسوء الحظ، يُعتقد أن هذا النوع قد انقرض بسبب فقدان الموائل، وإدخال أنواع غازية، واستخدام المبيدات الحشرية.

الوصف: كان أبو مقص سانت هيلينا أكبر أنواع أبو مقص المعروفة، حيث يصل طوله إلى 8 سم (3.1 بوصة). كان يتميز بلونه البني الداكن، وجسمه القوي، وفكيه الخلفيين الكبيرين والمنحنيين. كان الذكور يمتلكون فكوكاً خلفية أكبر وأكثر انحناءً من الإناث.

الموطن والسلوك: كان أبو مقص سانت هيلينا يعيش تحت الصخور والأخشاب المتعفنة في الغابات الرطبة في جزيرة سانت هيلينا. كان حيواناً ليلياً يتغذى على اللافقاريات الصغيرة والنباتات المتحللة. كانت الإناث تحرص على حماية بيضها وصغارها.

أسباب الانقراض: يُعتقد أن عدة عوامل ساهمت في انقراض أبو مقص سانت هيلينا، بما في ذلك:

  • فقدان الموائل: أدى تدمير الغابات الأصلية في جزيرة سانت هيلينا إلى فقدان الموائل المناسبة لهذا النوع.
  • الأنواع الغازية: أدت إدخال أنواع غازية مثل الفئران والصراصير إلى منافسة أبو مقص سانت هيلينا على الموارد وافتراسه.
  • المبيدات الحشرية: أدى استخدام المبيدات الحشرية في الزراعة ومكافحة الآفات إلى قتل أبو مقص سانت هيلينا بشكل مباشر.

أنواع أخرى من أبو مقص العملاق

على الرغم من أن Labidura herculeana هو أشهر مثال على أبو مقص العملاق، إلا أن هناك أنواعاً أخرى من أبو مقص تعتبر كبيرة نسبياً مقارنةً بالأنواع الأخرى. تشمل هذه الأنواع:

  • Labidura riparia (أبو مقص الشاطئ): يوجد هذا النوع في العديد من المناطق حول العالم، بما في ذلك أوروبا وآسيا وأفريقيا وأمريكا الشمالية. يصل طوله إلى 3 سم (1.2 بوصة) تقريباً.
  • Forficula auricularia (أبو مقص الأوروبي): هذا النوع شائع في أوروبا وشمال إفريقيا وأجزاء من آسيا وأمريكا الشمالية. يصل طوله إلى 2 سم (0.8 بوصة) تقريباً.
  • Euborellia annulipes (أبو مقص الدوار): يوجد هذا النوع في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية حول العالم. يصل طوله إلى 1.5 سم (0.6 بوصة) تقريباً.

من المهم ملاحظة أن مصطلح “أبو مقص العملاق” هو مصطلح نسبي. قد يعتبر النوع الذي يبلغ طوله 3 سم (1.2 بوصة) كبيراً مقارنةً بالأنواع التي يبلغ طولها 1 سم (0.4 بوصة)، ولكنه ليس كبيراً مثل Labidura herculeana الذي كان يصل طوله إلى 8 سم (3.1 بوصة).

أهمية أبو مقص في النظام البيئي

على الرغم من أن أبو مقص قد لا يحظى بشعبية كبيرة، إلا أنه يلعب دوراً مهماً في النظام البيئي. فهو يعتبر من الحيوانات المفترسة التي تتغذى على الحشرات الصغيرة والآفات الأخرى، مما يساعد على تنظيم أعدادها. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر أبو مقص مصدراً للغذاء للعديد من الحيوانات الأخرى، مثل الطيور والسحالي.

في الحدائق والمزارع، يمكن لأبو مقص أن يكون مفيداً من خلال التهام الآفات التي تتلف النباتات. ومع ذلك، في بعض الأحيان، قد يتغذى أبو مقص على النباتات نفسها، مما يجعله آفة في حد ذاته. يمكن السيطرة على أعداد أبو مقص في الحدائق والمزارع باستخدام طرق طبيعية، مثل إزالة الأخشاب المتعفنة والأوراق المتساقطة، وتشجيع الحيوانات المفترسة الطبيعية لأبو مقص.

حقائق مثيرة عن أبو مقص

  • تستخدم إناث أبو مقص فكيها الخلفيين لحماية بيضها وصغارها من الحيوانات المفترسة.
  • يمتلك أبو مقص أجنحة، ولكنه نادراً ما يطير.
  • يمكن لأبو مقص أن يعيش لمدة تصل إلى عام واحد.
  • يعتبر أبو مقص من الحشرات الانتهازية، مما يعني أنه يتغذى على مجموعة متنوعة من الأطعمة، بما في ذلك الحشرات والنباتات المتحللة والفطريات.
  • في بعض الثقافات، يُعتقد أن أبو مقص يجلب الحظ السعيد.

كيفية التعامل مع أبو مقص

عادةً ما يكون أبو مقص غير ضار بالبشر، ولكنه قد يلسع إذا شعر بالتهديد. اللسعة ليست خطيرة، ولكنها قد تكون مؤلمة بعض الشيء. إذا تعرضت للسعة من أبو مقص، فقم بتنظيف المنطقة المصابة بالماء والصابون. يمكنك أيضاً وضع كمادات باردة لتقليل الألم والتورم.

إذا كنت تعاني من مشكلة أبو مقص في منزلك أو حديقتك، يمكنك اتخاذ بعض الخطوات لتقليل أعدادهم، مثل:

  • إزالة الأخشاب المتعفنة والأوراق المتساقطة.
  • سد الشقوق والفتحات في الجدران والأرضيات.
  • استخدام مصائد أبو مقص.
  • رش المبيدات الحشرية (كحل أخير).

من المهم استخدام المبيدات الحشرية بحذر، حيث يمكن أن تكون ضارة بالبشر والحيوانات الأليفة والنباتات الأخرى. اتبع دائماً التعليمات الموجودة على الملصق واستخدم أقل كمية ممكنة من المبيدات الحشرية.

أبو مقص في الثقافة الشعبية

ظهر أبو مقص في العديد من الأعمال الأدبية والفنية. في بعض الثقافات، يُنظر إلى أبو مقص على أنه رمز للحماية والحظ السعيد. وفي ثقافات أخرى، يُنظر إليه على أنه رمز للخوف والاشمئزاز.

على سبيل المثال، في بعض الأساطير الأوروبية، يُعتقد أن أبو مقص يدخل إلى الأذن ويضع بيضه في الدماغ. وقد يكون هذا الاعتقاد هو أصل اسم “أبو مقص”. ومع ذلك، لا يوجد دليل علمي يدعم هذا الاعتقاد.

خاتمة

أبو مقص العملاق، وخاصةً أبو مقص سانت هيلينا المنقرض، يمثل قصة حزينة عن فقدان التنوع البيولوجي بسبب الأنشطة البشرية. يجب أن يكون هذا بمثابة تذكير بأهمية حماية البيئة والحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض. على الرغم من أن أبو مقص قد لا يكون من بين الحشرات الأكثر شعبية، إلا أنه يلعب دوراً مهماً في النظام البيئي ويستحق التقدير والاحترام.

المراجع