الاكتشاف والتسمية
اكتُشف الوانانوصور في تكوين وانان في مقاطعة جيانغشي، الصين. يعود تاريخ هذا التكوين الجيولوجي إلى العصر الطباشيري المتأخر. تم وصف النوع النمطي، Wannanosaurus yansiensis، رسميًا من قبل عالم الحفريات الصيني دونغ تشي مينغ في عام 1977. الاسم العام “Wannanosaurus” يشير إلى منطقة وانان حيث تم العثور على الأحفورة، بينما الاسم المحدد “yansiensis” يشير إلى منطقة يانشي القريبة.
الوصف التشريحي
تعتبر أحفورة الوانانوصور غير كاملة، وتتكون بشكل أساسي من جزء من الجمجمة وعظام أخرى متفرقة. ومع ذلك، فإن هذه العظام كافية لتقديم بعض المعلومات حول خصائص هذا الديناصور:
- الحجم: يُقدر طول الوانانوصور بحوالي متر واحد، مما يجعله واحدًا من أصغر الباكيسيفالوصوريات المعروفة.
- الجمجمة: على الرغم من أن الجمجمة ليست كاملة، إلا أنها تظهر بعض السمات المميزة للباكيسيفالوصوريات، بما في ذلك سماكة في عظام الجمجمة. ومع ذلك، فإن هذه السماكة أقل تطوراً من تلك الموجودة في الأنواع الأكثر تطوراً من الباكيسيفالوصوريات.
- الأسنان: الأسنان صغيرة وبسيطة، مما يشير إلى نظام غذائي نباتي.
- العظام الأخرى: تشير العظام الأخرى الموجودة، مثل عظام الأطراف، إلى أن الوانانوصور كان حيوانًا رشيقًا نسبيًا.
التصنيف
يُصنف الوانانوصور كواحد من أقدم وأكثر الباكيسيفالوصوريات القاعدية. وهذا يعني أنه يمثل فرعًا مبكرًا من شجرة عائلة الباكيسيفالوصوريات، ويظهر بعض السمات المشتركة مع الباكيسيفالوصوريات الأخرى، ولكنه يفتقر أيضًا إلى بعض الخصائص الأكثر تخصصًا التي تظهر في الأنواع الأكثر تطوراً. يقع موقعه القاعدي داخل الباكيسيفالوصوريات يجعله مهمًا لفهم تطور هذه المجموعة من الديناصورات. تساهم دراسة الوانانوصور في فهم كيفية تطورت الجمجمة السميكة والمزخرفة، وهي السمة المميزة للباكيسيفالوصوريات، تدريجيًا عبر الزمن.
البيئة
عاش الوانانوصور في بيئة غنية بالنباتات خلال العصر الطباشيري المتأخر في ما يعرف الآن بالصين. كانت هذه المنطقة موطنًا لمجموعة متنوعة من الديناصورات الأخرى، بما في ذلك الديناصورات العاشبة واللاحمة. من المحتمل أن الوانانوصور كان يتغذى على النباتات المنخفضة، وربما كان فريسة للديناصورات اللاحمة الأكبر حجمًا. المناخ خلال العصر الطباشيري المتأخر كان أدفأ ورطبًا بشكل عام مما هو عليه اليوم، مما أدى إلى ازدهار الحياة النباتية والحيوانية.
أهمية الوانانوصور
على الرغم من أن الوانانوصور معروف فقط من خلال عينة أحفورية جزئية، إلا أنه يمثل إضافة مهمة لفهمنا لتطور الباكيسيفالوصوريات لعدة أسباب:
- الموقع القاعدي: يساعد الوانانوصور في فهم المراحل المبكرة من تطور الباكيسيفالوصوريات، ويكشف عن السمات التي كانت موجودة في الأسلاف المشتركين لهذه المجموعة من الديناصورات.
- التنوع: يساهم الوانانوصور في فهم التنوع الكبير للديناصورات التي عاشت خلال العصر الطباشيري المتأخر في آسيا.
- التطور: من خلال مقارنة الوانانوصور مع الباكيسيفالوصوريات الأخرى، يمكن للعلماء تتبع تطور الجمجمة السميكة والمزخرفة، وهي السمة المميزة لهذه المجموعة من الديناصورات.
فرضيات حول وظيفة الجمجمة السميكة
وظيفة الجمجمة السميكة في الباكيسيفالوصوريات، بما في ذلك الوانانوصور، هي موضوع نقاش بين العلماء. هناك فرضيتان رئيسيتان:
- النطاح: تقترح هذه الفرضية أن الباكيسيفالوصوريات استخدمت رؤوسها السميكة للنطاح في بعضها البعض، ربما للتنافس على التزاوج أو الأراضي.
- العرض: تقترح هذه الفرضية أن الجمجمة السميكة كانت تستخدم بشكل أساسي للعرض، لجذب الشركاء أو لترهيب المنافسين.
من المحتمل أن الجمجمة السميكة كانت تستخدم لكلا الغرضين، النطاح والعرض، بدرجات متفاوتة في الأنواع المختلفة من الباكيسيفالوصوريات. المزيد من الأبحاث ضرورية لتحديد الوظيفة الدقيقة للجمجمة السميكة في الوانانوصور والباكيسيفالوصوريات الأخرى.
دراسات مستقبلية
لا تزال هناك العديد من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عليها حول الوانانوصور. المزيد من الاكتشافات الأحفورية ضرورية لتوفير صورة أكثر اكتمالاً لهذا الديناصور. على وجه الخصوص، فإن العثور على جمجمة كاملة سيوفر معلومات قيمة حول شكل وحجم الجمجمة، ودرجة سماكة العظام. بالإضافة إلى ذلك، فإن العثور على عظام أخرى من الهيكل العظمي سيساعد في تحديد حجم وشكل الوانانوصور بشكل أكثر دقة.
خاتمة
الوانانوصور هو ديناصور باكيسيفالوصوري قاعدي صغير عاش خلال العصر الطباشيري المتأخر في الصين. على الرغم من أنه معروف فقط من خلال عينة أحفورية جزئية، إلا أنه يمثل إضافة مهمة لفهمنا لتطور الباكيسيفالوصوريات. يساهم الوانانوصور في فهم المراحل المبكرة من تطور هذه المجموعة من الديناصورات، ويكشف عن السمات التي كانت موجودة في الأسلاف المشتركين. المزيد من الاكتشافات الأحفورية ضرورية لتوفير صورة أكثر اكتمالاً لهذا الديناصور.