مقدمة
جودلايك (Godlike: Superhero Roleplaying in a World on Fire, 1936-1946) هي لعبة تقمص أدوار تدور أحداثها في فترة الحرب العالمية الثانية في تاريخ بديل. تم تصميم اللعبة بواسطة جريج ستولزي، وآيزاك فيرنر، وكريمسون بروفيت، ونشرت بواسطة شركة هالو فرونتير. تتميز اللعبة بأسلوب فريد يجمع بين عناصر ألعاب تقمص الأدوار التقليدية والخيال البطولي، مع التركيز على الواقعية والتأثيرات النفسية للحرب.
نظام اللعبة
تستخدم جودلايك نظام “One-Roll Engine” (ORE) الذي يعتمد على رمي مجموعة من النردات ذي الـ 10 أوجه (D10). بدلاً من جمع الأرقام، يبحث اللاعبون عن “المجموعات” (Sets) أي أزواج أو ثلاثيات أو رباعيات من النردات التي تحمل نفس القيمة. تحدد قيمة المجموعة (أعلى قيمة للنرد في المجموعة) نجاح الفعل، بينما يحدد عدد النردات في المجموعة سرعة الفعل.
على سبيل المثال، إذا رمى اللاعب خمسة نردات وحصل على النتائج التالية: 2، 4، 4، 7، 9، فإنه يمتلك مجموعة من زوج من الرقم 4. قيمة المجموعة هي 4، وهذا يحدد مدى نجاح الفعل. عدد النردات في المجموعة هو 2، وهذا يحدد سرعة الفعل. كلما زادت قيمة المجموعة، زاد نجاح الفعل، وكلما زاد عدد النردات في المجموعة، كان الفعل أسرع.
تتميز اللعبة بنظام مرن يسمح للاعبين بتخصيص شخصياتهم وتطوير قدراتهم. يمكن للاعبين اختيار مجموعة متنوعة من القدرات الخارقة، مثل الطيران، والقوة الخارقة، والتخاطر، والتحكم في العناصر. يتم تمثيل هذه القدرات في اللعبة من خلال مجموعة من القواعد والآليات التي تسمح للاعبين باستخدامها بشكل فعال.
خلفية اللعبة
تدور أحداث جودلايك في عالم بديل حيث ظهرت مجموعة من الأشخاص ذوي القدرات الخارقة في فترة الحرب العالمية الثانية. يُعرف هؤلاء الأشخاص باسم “الموهوبون” (Talents). انقسم الموهوبون إلى فصائل مختلفة، بعضهم انضم إلى قوات الحلفاء، والبعض الآخر انضم إلى قوات المحور، بينما بقي آخرون على الحياد.
تستكشف اللعبة تأثير وجود الموهوبين على الحرب العالمية الثانية. كيف تغيرت مسار الحرب بسبب تدخلهم؟ ما هي التأثيرات النفسية التي عانى منها الموهوبون نتيجة استخدام قدراتهم في الحرب؟ كيف تعاملت الحكومات والشعوب مع وجود هؤلاء الأشخاص ذوي القدرات غير العادية؟
تتميز اللعبة بأسلوب واقعي يسعى إلى تصوير الحرب العالمية الثانية بأكبر قدر ممكن من الدقة. يتم التركيز على التفاصيل التاريخية والسياسية والعسكرية، مع إضافة عنصر الخيال البطولي. يمكن للاعبين استكشاف الأحداث التاريخية المعروفة، مثل معركة نورماندي ومعركة ستالينجراد، ولكن مع إضافة لمسة من الخيال البطولي.
الشخصيات
يمكن للاعبين إنشاء شخصياتهم الخاصة أو اختيار اللعب بشخصيات جاهزة. عند إنشاء شخصية، يجب على اللاعبين تحديد خلفية الشخصية ومهاراتها وقدراتها الخارقة. يمكن للاعبين اختيار مجموعة متنوعة من الخلفيات، مثل الجنود والعلماء والصحفيين واللاجئين. يمكن للاعبين أيضًا اختيار مجموعة متنوعة من المهارات، مثل القتال والطب والهندسة واللغات.
أما بالنسبة للقدرات الخارقة، فيمكن للاعبين اختيار مجموعة متنوعة من القدرات، مثل الطيران والقوة الخارقة والتخاطر والتحكم في العناصر. يتم تمثيل هذه القدرات في اللعبة من خلال مجموعة من القواعد والآليات التي تسمح للاعبين باستخدامها بشكل فعال. يجب على اللاعبين اختيار القدرات التي تناسب شخصية شخصياتهم وخلفيتهم.
تشجع اللعبة اللاعبين على تطوير شخصياتهم بمرور الوقت. يمكن للاعبين تحسين مهاراتهم وقدراتهم، وتعلم قدرات جديدة، وتكوين علاقات مع شخصيات أخرى. يمكن للاعبين أيضًا تغيير خلفية شخصياتهم وتطويرها بناءً على الأحداث التي تحدث في اللعبة.
الحملات والسيناريوهات
تقدم جودلايك مجموعة متنوعة من الحملات والسيناريوهات التي يمكن للاعبين لعبها. تغطي هذه الحملات والسيناريوهات مجموعة واسعة من الموضوعات والأحداث، من العمليات العسكرية الكبرى إلى المهام السرية الصغيرة. يمكن للاعبين اختيار الحملة أو السيناريو الذي يناسب اهتماماتهم وأسلوب لعبهم.
تتميز الحملات والسيناريوهات في جودلايك بأسلوب مفتوح يسمح للاعبين باتخاذ القرارات التي تؤثر على مسار القصة. يمكن للاعبين اختيار التحالف مع فصائل مختلفة، واتخاذ القرارات الصعبة، والتأثير على مصير العالم. تشجع اللعبة اللاعبين على التفكير النقدي واتخاذ القرارات الأخلاقية الصعبة.
بالإضافة إلى الحملات والسيناريوهات الجاهزة، يمكن للاعبين أيضًا إنشاء حملات وسيناريوهات خاصة بهم. توفر اللعبة مجموعة من الأدوات والموارد التي تسمح للاعبين بإنشاء قصصهم الخاصة واستكشاف الأفكار والموضوعات التي تهمهم.
العناصر المميزة في جودلايك
- الواقعية: تسعى اللعبة إلى تصوير الحرب العالمية الثانية بأكبر قدر ممكن من الدقة، مع التركيز على التفاصيل التاريخية والسياسية والعسكرية.
- الخيال البطولي: تجمع اللعبة بين عناصر ألعاب تقمص الأدوار التقليدية والخيال البطولي، مما يسمح للاعبين بلعب دور شخصيات ذات قدرات خارقة في عالم الحرب العالمية الثانية.
- العمق النفسي: تستكشف اللعبة التأثيرات النفسية للحرب على الشخصيات، وكيف يتعاملون مع الصدمات والضغوط التي يتعرضون لها.
- المرونة: تتميز اللعبة بنظام مرن يسمح للاعبين بتخصيص شخصياتهم وتطوير قدراتهم.
- القصص المتفرعة: تقدم اللعبة مجموعة متنوعة من الحملات والسيناريوهات التي تسمح للاعبين باتخاذ القرارات التي تؤثر على مسار القصة.
التأثير والتراث
تركت لعبة جودلايك بصمة واضحة على مجتمع ألعاب تقمص الأدوار، خاصةً بين محبي ألعاب الأبطال الخارقين وألعاب التاريخ البديل. أثرت اللعبة في تصميم العديد من الألعاب الأخرى التي ظهرت لاحقًا، سواء من ناحية نظام اللعب أو من ناحية الأسلوب والجو العام.
كما ساهمت جودلايك في إثراء النقاش حول دور الأبطال الخارقين في الحروب والصراعات، والتحديات الأخلاقية التي تواجههم. قدمت اللعبة منظورًا فريدًا يمزج بين الإثارة والمغامرة والعمق الفكري.
الإصدارات اللاحقة والتوسعات
على مر السنين، صدرت عدة إصدارات وتوسعات للعبة جودلايك، أضافت المزيد من المحتوى والخيارات للاعبين. بعض هذه التوسعات ركزت على مناطق جغرافية محددة في الحرب العالمية الثانية، بينما ركزت أخرى على فصائل أو قدرات جديدة.
من بين الإصدارات البارزة: “جرائد جودلايك” (Godlike: A Journal of Actual Play) التي قدمت تسجيلات مفصلة لجلسات لعب حقيقية، و “Wild Talents”، وهي لعبة مستقلة تستخدم نظام One-Roll Engine ولكنها تدور في عالم معاصر.
خاتمة
جودلايك هي لعبة تقمص أدوار فريدة ومثيرة تجمع بين الخيال البطولي وواقعية الحرب العالمية الثانية. تقدم اللعبة تجربة لعب غنية ومتنوعة، مع التركيز على تطوير الشخصيات واتخاذ القرارات الصعبة واستكشاف التأثيرات النفسية للحرب. سواء كنت من محبي ألعاب تقمص الأدوار التقليدية أو الخيال البطولي، فإن جودلايك تستحق التجربة.