مقدمة
بوثريوسبونديلوس (Bothriospondylus) هو جنس مشكوك فيه من ديناصورات صوروبود نيوسوروبود. عاش خلال أواخر العصر الجوراسي. الاسم يعني “فقرة مجوفة” أو “فقرة محفورة”، في إشارة إلى البنية الداخلية المجوفة لفقراته. على الرغم من أن الجنس كان في السابق يستخدم كصنف مهمل لتصنيف العديد من بقايا صوروبود غير الموصوفة من العصر الجوراسي المتأخر، إلا أنه يعتبر الآن اسمًا مشكوكًا فيه (nomen dubium) بسبب الطبيعة المجزأة للعينة الأصلية وعدم وجود ميزات فريدة يمكن استخدامها لتمييزها عن صوروبودات أخرى.
الاكتشاف والتسمية
تم اكتشاف أول بقايا لبوثريوسبونديلوس في فرنسا في منتصف القرن التاسع عشر. وصف عالم الحفريات الفرنسي هاري غوفيه Seeley هذه البقايا في عام 1875، وأطلق عليها اسم بوثريوسبونديلوس في إشارة إلى التجاويف الداخلية الموجودة في فقراته. ومع ذلك، كانت العينة الأصلية مجزأة للغاية، وتتكون بشكل أساسي من فقرات معزولة وأجزاء من الأطراف، مما جعل من الصعب تحديد موقعها التصنيفي الدقيق.
على مر السنين، تم إحالة العديد من عينات صوروبود الأخرى إلى جنس بوثريوسبونديلوس، مما جعله بمثابة “سلة مهملات” تصنيفية لمجموعة متنوعة من بقايا صوروبود غير الموصوفة من العصر الجوراسي المتأخر. ومع ذلك، أدت الدراسات اللاحقة إلى إعادة تقييم هذه العينات، وتم نقل العديد منها إلى أجناس أخرى، مما ترك بوثريوسبونديلوس كجنس مشكوك فيه يعتمد على بقايا مجزأة وغير مميزة.
الوصف التشريحي
نظرًا لأن بوثريوسبونديلوس يعتمد على عينة مجزأة، فإن الوصف التشريحي الكامل له أمر صعب. ومع ذلك، يمكن استخلاص بعض الاستنتاجات بناءً على الفقرات المعروفة وبقايا الأطراف:
- الفقرات: تتميز فقرات بوثريوسبونديلوس بتجويف داخلي واسع، مما يشير إلى وجود نظام هوائي معقد. كانت هذه الميزة شائعة في العديد من صوروبودات نيوسوروبود، وربما ساعدت في تقليل وزن العظام مع الحفاظ على قوتها.
- الأطراف: تشير بقايا الأطراف المعروفة إلى أن بوثريوسبونديلوس كان حيوانًا رباعي الأرجل كبيرًا، يسير على أربعة أرجل. ومع ذلك، فإن الأبعاد الدقيقة للأطراف وحجم الجسم الإجمالي غير مؤكدة بسبب الطبيعة المجزأة للعينة.
بشكل عام، من المحتمل أن بوثريوسبونديلوس كان ديناصورًا صوروبوديًا كبيرًا، يتميز برقبة طويلة وذيل طويل وجسم ضخم. ومع ذلك، فإن التفاصيل الدقيقة حول مظهره وحجمه لا تزال غير واضحة بسبب الطبيعة غير الكاملة للسجل الأحفوري.
التصنيف
يعتبر التصنيف الدقيق لبوثريوسبونديلوس غير مؤكد بسبب الطبيعة المجزأة للعينة الأصلية. في الأصل، تم تصنيفه ضمن مجموعة صوروبودا، وهي مجموعة رئيسية من الديناصورات العاشبة ذات الرقبة الطويلة. ومع ذلك، أدت الدراسات اللاحقة إلى إعادة تقييم موقعه التصنيفي، ويعتبر الآن عمومًا جنسًا مشكوكًا فيه (nomen dubium) يفتقر إلى الميزات الفريدة التي يمكن استخدامها لتمييزه عن صوروبودات أخرى.
في الماضي، تم تصنيف بوثريوسبونديلوس أحيانًا ضمن عائلة Cetiosauridae، وهي مجموعة من صوروبودات العصر الجوراسي المبكر والمتوسط. ومع ذلك، يعتبر هذا التصنيف الآن غير دقيق، حيث أن Cetiosauridae هي مجموعة أساسية من صوروبودا، في حين أن بوثريوسبونديلوس من المحتمل أن يكون نيوسوروبود أكثر تطوراً.
بشكل عام، يتفق معظم علماء الحفريات على أن بوثريوسبونديلوس يمثل على الأرجح نيوسوروبود، وهي مجموعة فرعية متقدمة من صوروبودا تشمل بعضًا من أكبر وأنجح الديناصورات العاشبة في العصر الجوراسي المتأخر والعصر الطباشيري. ومع ذلك، فإن العلاقة الدقيقة لبوثريوسبونديلوس بالنيوسوروبودات الأخرى غير واضحة بسبب الطبيعة المجزأة للعينة الأصلية.
التوزيع الجغرافي والبيئة
تم اكتشاف بقايا بوثريوسبونديلوس في فرنسا، مما يشير إلى أنه كان يعيش في أوروبا خلال العصر الجوراسي المتأخر. خلال هذا الوقت، كانت أوروبا عبارة عن أرخبيل من الجزر الكبيرة والصغيرة، مع مناخ استوائي إلى شبه استوائي. كانت البيئة عبارة عن مزيج من الغابات المفتوحة والمروج والأراضي الرطبة، مع وفرة من النباتات التي تدعم مجموعة متنوعة من الحيوانات العاشبة، بما في ذلك صوروبودات مثل بوثريوسبونديلوس.
من المحتمل أن بوثريوسبونديلوس كان يعيش جنبًا إلى جنب مع ديناصورات أخرى، بما في ذلك صوروبودات أخرى، وديناصورات ستيغوصور، وديناصورات أورنيثوبود، والديناصورات اللاحمة. كان بوثريوسبونديلوس سيكون حيوانًا عاشبًا كبيرًا، يتغذى على أوراق النباتات والأغصان والشجيرات. كان من الممكن أن يلعب دورًا مهمًا في نظامه البيئي من خلال التحكم في نمو النبات وتوفير الغذاء للحيوانات الأخرى.
أهمية بوثريوسبونديلوس
على الرغم من أن بوثريوسبونديلوس يعتبر الآن جنسًا مشكوكًا فيه، إلا أنه لا يزال يمثل جزءًا مهمًا من تاريخ علم الحفريات. إنه يمثل أحد أوائل الديناصورات صوروبود التي تم وصفها، وقد لعب دورًا في تطوير فهمنا لتنوع وتطور هذه المجموعة من الديناصورات العاشبة العملاقة. كما يسلط الضوء على أهمية العينات الكاملة والموصوفة جيدًا في علم الحفريات، حيث يمكن أن تكون العينات المجزأة والموصوفة بشكل سيئ مضللة وتؤدي إلى الارتباك التصنيفي.
علاوة على ذلك، يذكرنا بوثريوسبونديلوس بالطبيعة المستمرة لاكتشافاتنا العلمية. مع اكتشاف المزيد من الأحافير وتطور التقنيات التحليلية، تتغير فهمنا للماضي باستمرار. ما كان يُعتقد ذات يوم أنه نوع صالح قد يتضح لاحقًا أنه مشكوك فيه أو يتم نقله إلى جنس آخر. هذه العملية المستمرة للمراجعة والتقييم هي ما يجعل علم الحفريات علمًا مثيرًا وديناميكيًا.
خاتمة
بوثريوسبونديلوس هو جنس مشكوك فيه من ديناصورات صوروبود نيوسوروبود عاشت خلال أواخر العصر الجوراسي. على الرغم من أنه تم وصفه في الأصل بناءً على بقايا مجزأة من فرنسا، إلا أنه يعتبر الآن اسمًا مشكوكًا فيه بسبب عدم وجود ميزات فريدة يمكن استخدامها لتمييزه عن صوروبودات أخرى. ومع ذلك، يظل بوثريوسبونديلوس جزءًا مهمًا من تاريخ علم الحفريات، حيث يمثل أحد أوائل الديناصورات صوروبود التي تم وصفها ويسلط الضوء على أهمية العينات الكاملة والموصوفة جيدًا في علم الحفريات.