روجر براون (عالم نفس) (Roger Brown)

نشأته وتعليمه

ولد روجر براون في ديترويت، ميشيغان. حصل على درجة البكالوريوس في علم النفس من جامعة ميشيغان عام 1946، ثم حصل على درجة الماجستير والدكتوراه من جامعة هارفارد في عامي 1949 و 1952 على التوالي. تأثر براون في دراسته بفكر علماء النفس البارزين مثل جوردون أولبورت، وستانلي سميث ستيفنز، بالإضافة إلى عمله مع العديد من الأساتذة البارزين في علم النفس.

مسيرته المهنية

بدأ براون مسيرته الأكاديمية كأستاذ مساعد في جامعة هارفارد عام 1952، ثم أصبح أستاذاً في عام 1958. أمضى معظم حياته المهنية في هارفارد، حيث قام بالتدريس والإشراف على الأبحاث وإلهام أجيال من علماء النفس. شغل منصب رئيس قسم علم النفس في هارفارد من 1970 إلى 1973. وقد تقاعد براون من هارفارد في عام 1991، لكنه استمر في الكتابة والبحث حتى وفاته.

إسهاماته في علم النفس

ترك روجر براون بصمة واضحة في العديد من مجالات علم النفس. كان له تأثير كبير على فهمنا للغة، والإدراك، والذاكرة، والتطور الاجتماعي. فيما يلي بعض من أبرز إسهاماته:

  • علم النفس اللغوي: يعتبر براون رائدًا في دراسة اكتساب اللغة لدى الأطفال. ركز على كيفية تعلم الأطفال للقواعد النحوية والكلمات الجديدة، وكيف يتطور فهمهم للمعنى. أجرى دراسات رائدة حول مراحل تطور اللغة، وساهم في تطوير نظريات حول العلاقة بين اللغة والفكر.
  • علم النفس الاجتماعي: قدم براون مساهمات مهمة في فهم السلوك الاجتماعي، بما في ذلك دراسة العلاقات بين الأشخاص، والتحيزات، والتعصب. استكشف أيضًا دور اللغة في تشكيل الهوية الاجتماعية والتفاعلات بين المجموعات.
  • الذاكرة: أجرى براون أبحاثًا حول الذاكرة، بما في ذلك دراسة ظاهرة “الكلمة على طرف اللسان”، وهي تجربة إدراكية تحدث عندما يعرف الشخص كلمة ما، ولكنه لا يستطيع استرجاعها على الفور. ساهم عمله في فهمنا لعمليات استرجاع الذاكرة وتشفيرها.
  • التطور المعرفي: اهتم براون بدراسة التطور المعرفي، وخاصة كيفية تطور التفكير واللغة لدى الأطفال. درس العلاقة بين مراحل النمو المعرفي والتطور اللغوي، واقترح أن اللغة تلعب دورًا حاسمًا في تطور الذكاء.

أعماله البارزة

نشر روجر براون العديد من الكتب والمقالات المؤثرة التي أثرت في مجال علم النفس. من أبرز أعماله:

  • كلمات وأشياء (Words and Things) (1958): كتاب كلاسيكي يستكشف العلاقة بين اللغة والفكر، وكيفية اكتساب الأطفال للمعرفة اللغوية.
  • الاسم والوصف (The Pronoun and the Thing) (1965): مقال أثر في فهمنا لكيفية اكتساب الأطفال للغة وكيفية تطورها.
  • مبادئ علم النفس الاجتماعي (Principles of Social Psychology) (1965): وهو كتاب مدرسي مؤثر شارك في تأليفه، قدم نظرة عامة شاملة على علم النفس الاجتماعي، ولا يزال يستخدم على نطاق واسع.
  • التنشئة الاجتماعية (Social Psychology) (1985): كتاب آخر شارك في تأليفه، يغطي مجموعة واسعة من الموضوعات في علم النفس الاجتماعي.

أهمية عمله وتأثيره

كان لعمل روجر براون تأثير كبير على علم النفس، وخاصة في مجالات علم النفس اللغوي، وعلم النفس الاجتماعي، وعلم نفس النمو. ساهمت أبحاثه في تشكيل فهمنا للغة، والإدراك، والذاكرة، والتطور الاجتماعي. ألهم عمله أجيالًا من علماء النفس، ولا يزال يتم الاستشهاد به على نطاق واسع حتى يومنا هذا. تميز براون بقدرته على الجمع بين النظرية والبحث التجريبي، مما ساهم في تطوير فهمنا للعقل والسلوك الإنسانيين.

الجوائز والتكريمات

حصل روجر براون على العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لمساهماته في علم النفس، بما في ذلك:

  • زمالة غوغنهايم.
  • جائزة المساهمة العلمية المتميزة من جمعية علم النفس الأمريكية.
  • انتخب كزميل في الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم.
  • حصل على درجة دكتوراه فخرية من جامعة شيكاغو.

ميراثه

ترك روجر براون إرثًا دائمًا في مجال علم النفس. كان باحثًا ومفكرًا مبدعًا، وتميز بأسلوب كتابة واضح ومقنع. ألهم عمله أجيالًا من العلماء، ولا تزال أفكاره ومساهماته تؤثر في مجال علم النفس حتى اليوم. يعتبر براون من بين أهم علماء النفس في القرن العشرين، وساهمت أبحاثه في تشكيل فهمنا للعقل والسلوك الإنسانيين.

حياته الشخصية

تزوج روجر براون من إستر إيتينغر في عام 1952. كان لديهما ثلاثة أطفال. إلى جانب مسيرته المهنية الناجحة، كان براون معروفًا بروحه المرحة واهتمامه بالثقافة والفنون. كان يتمتع بشخصية جذابة وقدرة على التواصل مع الآخرين.

خاتمة

كان روجر براون شخصية بارزة في علم النفس، حيث قدم مساهمات كبيرة في فهمنا للغة والإدراك والذاكرة والتطور الاجتماعي. ترك إرثًا دائمًا في هذا المجال من خلال أبحاثه وكتاباته. ألهم عمله أجيالًا من علماء النفس، ولا تزال أفكاره ومساهماته تؤثر في مجال علم النفس حتى اليوم. لقد كان عالماً مؤثراً، جمع بين البحث الدقيق والأسلوب الواضح في الكتابة، مما جعله شخصية بارزة ومؤثرة في مجال علم النفس.

المراجع

“`