قصة الفيلم
في بداية الفيلم، تشتري عائلة مارتن روبوتًا منزليًا جديدًا طراز NDR-114 يُدعى أندرو. في البداية، يقوم أندرو بمهامه المبرمجة له مثل التنظيف والطهي، لكن سرعان ما تكتشف العائلة أن أندرو يمتلك قدرات فنية وإبداعية غير عادية. فهو يصنع منحوتات خشبية معقدة ويطرح أسئلة فلسفية عميقة.
تتعاطف الابنة الصغرى للعائلة، أماندا (المعروفة باسم “ليتل مس”) مع أندرو وتقيم معه صداقة قوية. تلاحظ أن أندرو ليس مجرد آلة، بل كيان فريد من نوعه. مع مرور الوقت، يتطور أندرو عاطفياً ويبدأ في الشعور بمشاعر معقدة مثل الحب والحزن.
عندما يكبر أندرو بما يكفي، يطلب من السيد مارتن أن يسمح له بكسب المال مقابل منحوتاته الخشبية. يوافق السيد مارتن ويودع المال في حسابه المصرفي. بعد جمع ما يكفي من المال، يطلب أندرو أن يحرر نفسه. على الرغم من أن الأمر صعب على السيد مارتن، إلا أنه يوافق ويساعد أندرو في الحصول على حريته القانونية.
بعد أن أصبح حراً، يقرر أندرو البحث عن روبوتات أخرى من طرازه لفهم طبيعته بشكل أفضل. يبدأ رحلة طويلة يتعلم فيها الكثير عن العالم والبشر. يلتقي أندرو بصانع الروبوتات روبرت بورنس (أوليفر بلات)، الذي يساعده في إجراء تعديلات على جسده الروبوتي، مما يسمح له بتجربة الأحاسيس الجسدية.
خلال رحلته، يلتقي أندرو ببورتيا شارني (إمبث ديفيدتز)، حفيدة “ليتل مس”. يقع أندرو وبورتيا في الحب، لكنهما يواجهان تحدياً كبيراً: أندرو روبوت، وبورتيا بشرية. يسعى أندرو جاهداً ليصبح إنساناً، لأنه يعتقد أن الحب الحقيقي يتطلب أن يكونا متساويين.
يخضع أندرو لسلسلة من العمليات الجراحية لتحويل نفسه إلى إنسان، بما في ذلك استبدال أعضائه الداخلية بأعضاء بشرية اصطناعية. في النهاية، يطلب أندرو من الكونجرس العالمي الاعتراف به كإنسان. في البداية، يرفض الكونجرس، لكن بعد سنوات عديدة، عندما يكون أندرو على فراش الموت، يتخذ الكونجرس قراراً تاريخياً بالاعتراف به كإنسان. يموت أندرو بعد فترة وجيزة، وهو سعيد لأنه عاش حياة كاملة وحظي بالحب.
الشخصيات الرئيسية
- أندرو (روبن ويليامز): روبوت من طراز NDR-114 يكتسب وعياً ذاتياً ومشاعر إنسانية.
- السيد ريتشارد مارتن (سام نيل): رب الأسرة الذي يشتري أندرو.
- السيدة مارتن (ويندي كروسان): زوجة السيد مارتن.
- أماندا مارتن (“ليتل مس”) (إمبث ديفيدتز): الابنة الصغرى لعائلة مارتن، وصديقة أندرو المقربة.
- بورتيا شارني (إمبث ديفيدتز): حفيدة أماندا، وحبيبة أندرو.
- روبرت بورنس (أوليفر بلات): صانع الروبوتات الذي يساعد أندرو في تحويل نفسه.
المواضيع الرئيسية
يتناول فيلم الرجل المئويّن العديد من المواضيع الفلسفية والإنسانية الهامة، بما في ذلك:
- الهوية: يستكشف الفيلم مفهوم الهوية وما الذي يجعل الكائن حياً حقاً. هل هي المادة البيولوجية أم القدرة على الشعور والتفكير؟
- الإنسانية: يطرح الفيلم سؤالاً حول معنى أن تكون إنساناً. هل الإنسانية مجرد مسألة بيولوجية أم أنها تتعلق بالقدرة على الحب والإبداع والشعور بالتعاطف؟
- الحرية: يناقش الفيلم أهمية الحرية والاختيار. يسعى أندرو للحصول على حريته من أجل أن يكون سيد مصيره.
- الحب: يركز الفيلم على قوة الحب وأهميته في حياة الإنسان. يوضح الفيلم أن الحب يمكن أن يتجاوز الحدود البيولوجية والاجتماعية.
- الموت: يتناول الفيلم موضوع الموت وكيف يمكن أن يعطي معنى للحياة. يختار أندرو الموت من أجل أن يصبح إنساناً كاملاً.
الإنتاج
تم تصوير فيلم الرجل المئويّن في مواقع مختلفة في كاليفورنيا وسان فرانسيسكو. استغرق التصوير عدة أشهر، وتطلب استخدام مؤثرات بصرية متطورة لإضفاء الحيوية على شخصية أندرو الروبوتية. تم تصميم المكياج الخاص بروبن ويليامز بعناية فائقة لإظهار تقدم أندرو في العمر وتحوله إلى إنسان.
الاستقبال النقدي
تلقى فيلم الرجل المئويّن مراجعات متباينة من النقاد. أشاد البعض بأداء روبن ويليامز وتناوله للمواضيع الفلسفية المعقدة، بينما انتقد البعض الآخر الفيلم لبطء إيقاعه وطوله. على الرغم من ذلك، حقق الفيلم نجاحاً تجارياً معقولاً وحظي بشعبية كبيرة لدى الجمهور.
الجوائز والترشيحات
تم ترشيح فيلم الرجل المئويّن لجائزة الأوسكار لأفضل مكياج، لكنه لم يفز بها. كما فاز الفيلم بجائزة Blockbuster Entertainment Award لأفضل ممثل في فيلم خيال علمي (روبن ويليامز).
الإرث
يعتبر فيلم الرجل المئويّن من الأفلام الهامة في تاريخ الخيال العلمي، حيث يطرح أسئلة عميقة حول طبيعة الوجود والإنسانية. لا يزال الفيلم يحظى بشعبية كبيرة حتى اليوم، ويُلهم المشاهدين للتفكير في معنى الحياة وأهمية الحب والحرية.
النسخ المنزلية
تم إصدار فيلم الرجل المئويّن على أقراص DVD و Blu-ray، ويتوفر أيضاً على منصات البث الرقمي المختلفة.
الاقتباسات الأخرى
بالإضافة إلى الفيلم، تم اقتباس قصة الرجل المئويّن في أشكال أخرى، بما في ذلك المسرحيات الإذاعية والكتب الصوتية.
الخلافات
أثيرت بعض الخلافات حول دقة الفيلم في تمثيل أفكار إسحاق أسيموف الأصلية. اعتقد بعض النقاد أن الفيلم قام بتبسيط أو تحريف بعض المفاهيم الفلسفية المعقدة.
تأثير الفيلم على الثقافة الشعبية
أثر فيلم الرجل المئويّن على العديد من الأعمال الأخرى في مجال الخيال العلمي. ألهم الفيلم الكتّاب والمخرجين لاستكشاف مواضيع مماثلة حول الذكاء الاصطناعي والإنسانية.
حقائق ممتعة
- كان الفيلم من أوائل الأفلام التي استخدمت تقنيات متطورة لتصوير روبن ويليامز كروبوت.
- تم ترشيح روبن ويليامز لجائزة غولدن غلوب عن دوره في الفيلم.
- تم تصوير بعض المشاهد في متحف الفن الحديث في سان فرانسيسكو.
خاتمة
فيلم “الرجل المئويّن” هو قصة مؤثرة عن روبوت يسعى ليصبح إنساناً. الفيلم مليء باللحظات العاطفية والفلسفية، ويطرح أسئلة مهمة حول طبيعة الوجود والإنسانية. على الرغم من المراجعات المتباينة التي تلقاها، إلا أن الفيلم لا يزال يعتبر من الأفلام الكلاسيكية في عالم الخيال العلمي، ويستحق المشاهدة لمن يبحث عن قصة ملهمة ومثيرة للتفكير.