نشأته وتعليمه
ولد ريتشارد روبرتس في 12 نوفمبر 1948، كثاني طفل لأورال وإيفلين روبرتس. نشأ في عالم الخدمة الدينية، حيث سافر مع والده في حملات الإحياء والاجتماعات الكرازية. تلقى تعليمه في مدارس مختلفة قبل أن يلتحق بجامعة أورال روبرتس، حيث حصل على درجة البكالوريوس في اللاهوت.
بداية مسيرته المهنية
بعد تخرجه، بدأ ريتشارد روبرتس العمل جنبًا إلى جنب مع والده في الخدمة. سرعان ما برز كشخصية بارزة في اجتماعات الإحياء، حيث قدم الصلوات وقاد خدمات العبادة. اكتسب خبرة كبيرة في مجال الوعظ التلفزيوني، وظهر بانتظام في برامج أورال روبرتس.
توليه رئاسة جامعة أورال روبرتس
في عام 1993، تقاعد أورال روبرتس من رئاسة جامعة أورال روبرتس، وخلفه ابنه ريتشارد. كان هذا التعيين بمثابة لحظة محورية في حياة ريتشارد، حيث انتقل من كونه شخصية بارزة في الخدمة إلى قائد مؤسسة تعليمية مرموقة.
واجه ريتشارد روبرتس تحديات كبيرة خلال فترة رئاسته للجامعة، بما في ذلك الصعوبات المالية والانتقادات العامة. ومع ذلك، فقد قاد الجامعة خلال هذه الأوقات الصعبة، وقام بتنفيذ استراتيجيات لتحسين وضعها المالي والأكاديمي.
الخدمة التلفزيونية
على غرار والده، يعتبر ريتشارد روبرتس مبشرًا تلفزيونيًا بارزًا. يقدم برنامجه التلفزيوني، “The Place for Miracles”، على العديد من الشبكات المسيحية. يركز البرنامج على الصلاة والشفاء بالإيمان والرسائل الروحية الملهمة.
لطالما كان أسلوب ريتشارد روبرتس في الوعظ التلفزيوني مثيرًا للجدل. يرى البعض أنه يقدم رسالة أمل وإلهام، بينما ينتقده آخرون بسبب تركيزه على الازدهار المادي والوعود بالشفاء المعجزة.
الشفاء بالإيمان
يعتبر الشفاء بالإيمان جانبًا مهمًا من خدمة ريتشارد روبرتس. يدعي هو وأنصاره أن الله يستخدمه لإجراء معجزات الشفاء. خلال اجتماعاته وخدماته التلفزيونية، غالبًا ما يدعو الأشخاص الذين يعانون من أمراض مختلفة إلى الأمام للصلاة من أجلهم.
أثارت ادعاءات الشفاء بالإيمان جدلاً واسعاً. يشكك الكثير من الناس في صحة هذه الادعاءات، ويؤكدون أنها تستغل ضعف الناس وحاجتهم إلى الأمل. في المقابل، يؤمن أنصار ريتشارد روبرتس بأنه يمتلك موهبة حقيقية من الله للشفاء.
الخلافات
واجه ريتشارد روبرتس العديد من الخلافات على مر السنين. في عام 2007، استقال من منصبه كرئيس لجامعة أورال روبرتس بعد اتهامه بسوء استخدام أموال الجامعة. تضمنت هذه الاتهامات استخدام أموال الجامعة لتمويل نمط حياته الفخم، بما في ذلك السفر المكلف وترميم منزله.
نفى ريتشارد روبرتس هذه الاتهامات، لكنه استقال لتجنب الإضرار بسمعة الجامعة. في وقت لاحق، تمت تبرئته من قبل لجنة تحقيق مستقلة، لكن الخلاف أضر بسمعته بشكل كبير.
بالإضافة إلى ذلك، واجه ريتشارد روبرتس انتقادات بسبب آرائه السياسية والاجتماعية. يعتبر محافظًا اجتماعيًا، وقد تحدث علنًا ضد الإجهاض وزواج المثليين. أثارت هذه الآراء جدلاً بين أنصاره ومعارضيه.
الحياة الشخصية
تزوج ريتشارد روبرتس من ليندسي سالم عام 1968، ولديهما ثلاثة أطفال. انفصل الزوجان في عام 2017 بعد زواج دام قرابة 50 عامًا. يعتبر ريتشارد روبرتس شخصية بارزة في المجتمع المسيحي الإنجيلي، ويستمر في السفر والوعظ في جميع أنحاء العالم.
مؤلفاته
- “The Place for Miracles”
- “Something Good is Going to Happen to You”
- “Healing Miracles”
إرثه
يعتبر إرث ريتشارد روبرتس معقدًا ومتعدد الأوجه. لقد كان شخصية مؤثرة في مجال الوعظ التلفزيوني والشفاء بالإيمان، لكنه واجه أيضًا انتقادات وخلافات كبيرة. سيظل اسمه مرتبطًا بجامعة أورال روبرتس، وبخدمته التلفزيونية المثيرة للجدل، وبادعاءاته بالشفاء المعجزة.
بغض النظر عن الآراء المتباينة حوله، لا يمكن إنكار تأثير ريتشارد روبرتس على المجتمع المسيحي الإنجيلي. لقد وصل إلى ملايين الأشخاص حول العالم من خلال خدماته التلفزيونية، وساهم في نمو جامعة أورال روبرتس. ومع ذلك، فإن الخلافات التي واجهها لطخت سمعته وتركت علامة لا تمحى على إرثه.
تأثيره على الوعظ التلفزيوني
لعب ريتشارد روبرتس دورًا كبيرًا في تشكيل الوعظ التلفزيوني الحديث. لقد ورث عن والده أسلوبًا كرازياً حماسيًا ومؤثرًا، واستخدم التكنولوجيا الحديثة لنشر رسالته إلى جمهور واسع. كان برنامجه التلفزيوني “The Place for Miracles” يتمتع بشعبية كبيرة، حيث جذب ملايين المشاهدين كل أسبوع.
ومع ذلك، فقد واجه أسلوب ريتشارد روبرتس في الوعظ التلفزيوني انتقادات بسبب تركيزه على الازدهار المادي والوعود بالشفاء المعجزة. يرى البعض أن هذا الأسلوب يستغل ضعف الناس وحاجتهم إلى الأمل، ويقدم لهم وعودًا كاذبة لتحقيق مكاسب شخصية.
على الرغم من هذه الانتقادات، لا يمكن إنكار تأثير ريتشارد روبرتس على الوعظ التلفزيوني. لقد ألهم العديد من المبشرين الآخرين لاتباع خطاه، وساهم في نمو هذه الصناعة بشكل كبير.
خدمته في جامعة أورال روبرتس
خلال فترة رئاسته لجامعة أورال روبرتس، قاد ريتشارد روبرتس الجامعة خلال فترة صعبة. واجهت الجامعة صعوبات مالية وانتقادات عامة، لكن ريتشارد تمكن من الحفاظ على استقرارها وتحسين وضعها الأكاديمي.
قام ريتشارد روبرتس بتنفيذ العديد من المبادرات لتحسين الجامعة، بما في ذلك تطوير برامج أكاديمية جديدة وتوسيع الحرم الجامعي. كما عمل على تعزيز العلاقات مع الخريجين والجهات المانحة، وجمع الأموال اللازمة لدعم الجامعة.
على الرغم من استقالته في عام 2007، إلا أن ريتشارد روبرتس لا يزال يعتبر شخصية مهمة في تاريخ جامعة أورال روبرتس. لقد ساهم في نمو الجامعة وتطورها، وترك بصمة لا تمحى على المؤسسة.
خاتمة
ريتشارد روبرتس شخصية مثيرة للجدل في عالم الوعظ التلفزيوني والشفاء بالإيمان. لقد حقق نجاحًا كبيرًا في نشر رسالته إلى جمهور واسع، لكنه واجه أيضًا انتقادات وخلافات كبيرة. سيظل إرثه معقدًا ومتعدد الأوجه، حيث سيذكره البعض كقائد ديني مؤثر، بينما سينتقده آخرون بسبب أساليبه ووجهات نظره المثيرة للجدل.