الخلفية التاريخية
تأسست حركة الأدفنتست السبعة اليوم في منتصف القرن التاسع عشر، وتحديدًا في أعقاب ما يعرف باسم “الخيبة الكبرى”. كان هذا الإحباط ناتجًا عن توقعات خاطئة بشأن عودة المسيح في عام 1844. ومع ذلك، بدلًا من التخلي عن إيمانهم، أعاد القادة المؤسسون، مثل إيلين جي. وايت، وليم ميلر، وجوزيف بيتس، فحص الكتاب المقدس وخلصوا إلى أن حدثًا مهمًا قد وقع في عام 1844، ولكنه لم يكن عودة المسيح إلى الأرض. وبدلاً من ذلك، فقد بدأ المسيح مرحلة جديدة من خدمته في قدس الأقداس في السماء، وهي المرحلة التي تعرف باسم “التحقيق القضائي”.
المبادئ الأساسية لعقيدة الأدفنتست الأخروية
تعتمد عقيدة الأدفنتست الأخروية على عدة مبادئ أساسية:
- العودة الثانية للمسيح: يعتقد الأدفنتست بأن عودة المسيح الثانية ستكون حرفية وشخصية ومرئية. سيعود المسيح لجمع المؤمنين، وإقامة مملكته الأبدية.
- التحقيق القضائي: هذه عملية سماوية جارية منذ عام 1844، حيث يقوم المسيح بمراجعة سجلات البشرية لتحديد من هم مستحقون للحياة الأبدية.
- السبت: يعتبرون يوم السبت هو يوم الراحة والعبادة، وهو وصية إلهية، ويجب الحفاظ عليه كعلامة على الولاء لله.
- حالة الموتى: يؤمنون بأن الموتى في حالة من اللاوعي حتى القيامة. لا يوجد عذاب أبدي في الجحيم، بل الفناء النهائي للأشرار.
- الصراع العظيم: يعتبرون أن التاريخ هو ساحة صراع بين الخير والشر، بين المسيح والشيطان، وسيبلغ هذا الصراع ذروته في نهاية الزمان.
- الألفية: يؤمنون بألفية حرفية، حيث سيحكم المسيح مع القديسين لمدة ألف عام في السماء، وبعدها سيأتي الدينونة النهائية، وستُدمر الأرض بالنار، ويخلق الله أرضًا جديدة.
تفاصيل الأحداث الأخروية
تقدم عقيدة الأدفنتست السبعة اليوم تسلسلًا زمنيًا للأحداث الأخروية:
- الاضطهاد: قبل عودة المسيح مباشرة، سيتعرض المؤمنون للاضطهاد الشديد، خاصة من قبل قوى الشر.
- الإنذار الأخير: ستعلن رسالة الإنجيل الأبدية للعالم بأسره، والتي ستدعو الناس إلى التوبة والإيمان.
- الضيق العظيم: ستأتي فترة من المشاكل والاضطرابات العالمية، وستبلغ ذروتها في “وقت الضيق” المذكور في الكتاب المقدس.
- العودة الثانية للمسيح: سيعود المسيح بشكل مرئي ليجمع المؤمنين، ويقيم مملكته الأبدية.
- القيامة: سيقوم الأبرار عند عودة المسيح، بينما سيقوم الأشرار بعد الألفية.
- الألفية: سيحكم المسيح مع القديسين لمدة ألف عام في السماء.
- الدينونة النهائية: بعد الألفية، ستُدمر الأرض بالنار، وستُقام الدينونة النهائية للأشرار.
- الأرض الجديدة: سيخلق الله أرضًا جديدة، وستكون مسكنًا للأبرار إلى الأبد.
دور إيلين جي. وايت
تلعب كتابات إيلين جي. وايت، وهي واحدة من مؤسسي الكنيسة، دورًا مهمًا في عقيدة الأدفنتست الأخروية. يعتقد الأدفنتست بأنها حصلت على رؤى من الله، وأن كتاباتها تفسر الكتاب المقدس وتوضح تفاصيل الأحداث الأخروية. تعتبر كتاباتها بمثابة مصدر إلهام وتوجيه للإيمان والعمل.
الفرق بين الأدفنتست والاتجاهات المسيحية الأخرى
تختلف عقيدة الأدفنتست الأخروية عن العديد من الاتجاهات المسيحية الأخرى في عدة جوانب:
- السبت: يلتزم الأدفنتست بالحفاظ على يوم السبت، بينما تعبد معظم الطوائف المسيحية يوم الأحد.
- التحقيق القضائي: هذا المفهوم فريد من نوعه في الأدفنتستية، ولا يوجد في معظم الطوائف المسيحية الأخرى.
- حالة الموتى: يؤمن الأدفنتست بحالة اللاوعي للموتى، بينما يعتقد البعض الآخر بالعقاب أو المكافأة الفورية بعد الموت.
- نهاية الشر: يؤمن الأدفنتست بالفناء النهائي للأشرار، بينما يعتقد البعض الآخر بالعذاب الأبدي في الجحيم.
العلاقة بين عقيدة الأدفنتست والمجتمع
تؤثر عقيدة الأدفنتست الأخروية على العديد من جوانب حياة الأدفنتست. إنهم يؤمنون بأهمية العيش حياة مقدسة، والتبشير بالإنجيل، والاستعداد لعودة المسيح. يشارك الأدفنتست في العديد من الأنشطة الاجتماعية، مثل المساعدة الإنسانية، والرعاية الصحية، والتعليم، والعمل من أجل السلام والعدالة.
النقد الموجه لعقيدة الأدفنتست الأخروية
كما هو الحال مع أي نظام معتقدات دينية، واجهت عقيدة الأدفنتست الأخروية انتقادات مختلفة. بعض هذه الانتقادات تشمل:
- تفسير الكتاب المقدس: يرى بعض النقاد أن تفسير الأدفنتست للكتاب المقدس انتقائي وغير متسق.
- دور إيلين جي. وايت: يثير دور إيلين جي. وايت في تحديد العقيدة بعض الجدل، حيث يرى البعض أنها تضفي مصداقية على معتقدات غير كتابية.
- التوقعات الزمنية: على الرغم من أن الأدفنتست لم يعودوا يحددون تواريخ محددة لعودة المسيح، فقد تعرضوا لانتقادات بسبب التوقعات الزمنية السابقة التي ثبت خطؤها.
- التعصب الديني: يزعم بعض النقاد أن تركيز الأدفنتست على الحقائق الأخروية يمكن أن يؤدي إلى التعصب الديني والانعزال عن المجتمع.
أهمية عقيدة الأدفنتست الأخروية للأدفنتست
تمثل عقيدة الأدفنتست الأخروية حجر الزاوية في إيمانهم. إنها توفر لهم إطارًا لفهم تاريخ البشرية، ومعنى الحياة، والأمل في المستقبل. تحفزهم هذه العقيدة على العيش حياة مقدسة، والتبشير بالإنجيل، والمشاركة في خدمة الآخرين. إنها تعزز لديهم الشعور بالانتماء إلى مجتمع عالمي، وتوحدهم في الإيمان والهدف.
التأثيرات على الممارسات اليومية
تؤثر العقيدة الأدفنتست الأخروية بشكل كبير على ممارسات الأدفنتست اليومية. على سبيل المثال:
- الصحة: نظرًا لإيمانهم بأهمية الحفاظ على الجسد كمعبد للروح القدس، يشجع الأدفنتست على نمط حياة صحي، بما في ذلك نظام غذائي نباتي أو نباتي، والامتناع عن التبغ والكحول، وممارسة الرياضة بانتظام.
- التعليم: يولي الأدفنتست أهمية كبيرة للتعليم، ويديرون شبكة واسعة من المدارس والجامعات في جميع أنحاء العالم.
- التبشير: يعتبر الأدفنتست التبشير بالإنجيل واجبًا، ويسعون جاهدين لمشاركة إيمانهم مع الآخرين.
- الخدمة الاجتماعية: يشاركون في العديد من المشاريع الإنسانية، مثل توفير الإغاثة في حالات الكوارث، وتقديم المساعدة الطبية، وتعزيز التنمية المجتمعية.
التحديات المستقبلية
تواجه عقيدة الأدفنتست الأخروية بعض التحديات في العصر الحديث:
- العلمانية: في عالم متزايد العلمانية، قد يجد الأدفنتست صعوبة في الحفاظ على إيمانهم في مواجهة وجهات النظر المادية.
- التنوع الثقافي: مع انتشار الأدفنتستية في جميع أنحاء العالم، يجب عليهم التكيف مع التنوع الثقافي، وتجنب فرض وجهات نظرهم الخاصة على الآخرين.
- الحوار مع الآخرين: يجب على الأدفنتست المشاركة في حوار بناء مع الأديان الأخرى والمجتمع ككل، لشرح معتقداتهم وتجنب سوء الفهم.
التطورات الحديثة في الفكر الأدفنتستي
شهد الفكر الأدفنتستي بعض التطورات الحديثة، بما في ذلك:
- إعادة التقييم: أعاد بعض الأدفنتست تقييم بعض الجوانب من عقيدتهم الأخروية، بهدف جعلها أكثر ملاءمة للواقع المعاصر.
- الحوار مع اللاهوتيين الآخرين: يشارك الأدفنتست في حوار مع اللاهوتيين من الطوائف المسيحية الأخرى، بهدف بناء جسور التفاهم.
- التوسع في نطاق الخدمة: وسعت الكنيسة نطاق خدمتها لتشمل قضايا العدالة الاجتماعية، وحماية البيئة، وحقوق الإنسان.
خاتمة
تشكل عقيدة الأدفنتست الأخروية نظامًا معقدًا من المعتقدات التي تؤثر على كل جانب من جوانب حياة الأدفنتست السبعة اليوم. من خلال التركيز على العودة الثانية للمسيح، والتحقيق القضائي، والحفاظ على السبت، وحالة الموتى، والصراع العظيم، والأرض الجديدة، تقدم هذه العقيدة إطارًا لفهم التاريخ، ومعنى الحياة، والأمل في المستقبل. على الرغم من بعض الانتقادات، لا تزال عقيدة الأدفنتست الأخروية حجر الزاوية في إيمانهم، وتحفزهم على العيش حياة مقدسة، والتبشير بالإنجيل، والمشاركة في خدمة الآخرين. تواجه هذه العقيدة تحديات في العصر الحديث، لكنها تتكيف باستمرار، وتواصل التأثير على حياة ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم.
المراجع
- The 28 Fundamental Beliefs of the Seventh-day Adventist Church
- Ellen G. White, The Great Controversy
- Eschatology and the Seventh-day Adventists
- Seventh-day Adventist Eschatology: A Synthesis of History and Thought
“`