ديسموند غينيس (Desmond Guinness)

نشأته وبداياته

ولد ديسموند غينيس في لندن لعائلة غينيس الشهيرة، وهي عائلة أيرلندية ذات نفوذ واسع في مجال صناعة الجعة. كان والده، الكولونيل آرتشيبلد غينيس، ضابطًا في الجيش البريطاني، بينما كانت والدته، السيدة بريدجيت غينيس، ابنة إيرل إيفر. تلقى غينيس تعليمه في إيتون كوليدج، وهي مدرسة داخلية مرموقة في إنجلترا، قبل أن يدرس الهندسة المعمارية في كلية ترينيتي في دبلن. ومع ذلك، لم يكمل دراسته في الهندسة المعمارية، وركز بدلًا من ذلك على شغفه بالفن والعمارة.

الحياة المهنية والإنجازات

بدأ غينيس مسيرته المهنية في مجال الحفاظ على التراث في أيرلندا. في عام 1958، أسس جمعية المباني الجورجية في أيرلندا (GBS)، وهي منظمة غير ربحية هدفت إلى إنقاذ وترميم المباني الجورجية في أيرلندا، والتي كانت مهددة في ذلك الوقت بسبب الإهمال والتجاهل. لعبت هذه الجمعية دورًا حاسمًا في الحفاظ على التراث المعماري الأيرلندي. قاد غينيس جهود ترميم العديد من المباني البارزة، بما في ذلك منزل ليونز، وهو قصر ريفي فخم في مقاطعة كيلدير. وقد اشتهر غينيس بقدرته على إلهام الآخرين وتعبئتهم لدعم قضيته، مما ساهم في زيادة الوعي بأهمية الحفاظ على المباني التاريخية.

بالإضافة إلى عمله في الحفاظ على التراث، كان غينيس مؤلفًا غزير الإنتاج. كتب العديد من الكتب والمقالات حول الفن والعمارة الجورجية، والتي ساهمت في نشر المعرفة والتقدير لهذه الفترة الزمنية. من بين أبرز مؤلفاته: “أيرلندا الجورجية” (Georgian Ireland)، والذي يعتبر مرجعًا كلاسيكيًا في هذا المجال. ساهمت كتاباته في إبراز أهمية العمارة الجورجية كجزء حيوي من التراث الثقافي لأيرلندا والمملكة المتحدة.

منزل ليونز

منزل ليونز، الذي يقع في مقاطعة كيلدير، كان بمثابة مشروع حياة لغينيس. اشتراه في عام 1939 وبدأ في ترميمه على الفور، محاولًا استعادة عظمته الأصلية. استغرق الأمر سنوات من العمل الشاق والتفاني لتحويل المنزل من حالة الإهمال إلى تحفة معمارية. كان غينيس يولي اهتمامًا كبيرًا بالتفاصيل، حيث اهتم بكل جانب من جوانب الترميم، من الأثاث إلى الديكور الداخلي. أصبح منزل ليونز رمزًا لعمله في الحفاظ على التراث، واستقطب الزوار من جميع أنحاء العالم. كما استضاف المنزل العديد من الفعاليات الاجتماعية والثقافية، مما ساهم في تعزيز مكانته كمركز ثقافي.

مساهماته في الحفاظ على التراث

كان لغينيس تأثير كبير على الحفاظ على التراث في أيرلندا وعلى نطاق أوسع. من خلال جمعية المباني الجورجية، أنقذ العديد من المباني التاريخية من الدمار وأعادها إلى مجدها السابق. لم يكن عمله يقتصر على ترميم المباني فحسب، بل كان يشمل أيضًا زيادة الوعي بأهمية الحفاظ على التراث الثقافي وتثقيف الجمهور حول هذا الموضوع. لعب غينيس دورًا حاسمًا في تغيير المواقف تجاه المباني التاريخية، حيث ساهم في إدراك قيمتها الثقافية والتاريخية.

ساهمت كتابات غينيس في نشر المعرفة حول العمارة الجورجية والفن، مما ساعد على تعزيز تقدير هذه الفترة الزمنية. قدمت كتبه رؤى قيمة حول تاريخ العمارة والتصميم، وألهمت العديد من الأشخاص ليصبحوا مهتمين بالحفاظ على التراث. لم تكن مساهماته تقتصر على أيرلندا فقط، بل امتدت لتشمل المملكة المتحدة وأماكن أخرى، مما جعله شخصية عالمية في مجال الحفاظ على التراث.

الحياة الشخصية

تزوج ديسموند غينيس مرتين. تزوج أولاً من ماريون فورستر في عام 1954، وأنجبا طفلين. انفصلا في عام 1981. في عام 1984، تزوج من بيني ماركيز دي لا مورا. على الرغم من انشغاله بعمله، إلا أنه كان يتمتع بحياة شخصية غنية. كان لديه اهتمامات متنوعة، بما في ذلك جمع التحف والفنون، وحب السفر. كان معروفًا بشخصيته الجذابة وحبه للمحادثة، مما جعله صديقًا محبوبًا للعديد من الأشخاص.

الإرث

ترك ديسموند غينيس إرثًا دائمًا في مجال الحفاظ على التراث. كان رائدًا في عمله، وألهم الآخرين لمواصلة جهوده في الحفاظ على المباني التاريخية. استمرت جمعية المباني الجورجية في أيرلندا في العمل حتى يومنا هذا، مما يضمن استمرار عمله وتأثيره. يعتبر غينيس شخصية رئيسية في تاريخ الحفاظ على التراث في أيرلندا والعالم. عمله وكتاباته ساهمت في الحفاظ على الذاكرة الثقافية والتاريخية للأجيال القادمة.

خاتمة

كان ديسموند غينيس شخصية بارزة في مجال الحفاظ على التراث، وقد ترك إرثًا دائمًا من خلال عمله في ترميم المباني التاريخية وكتاباته الغزيرة. أسس جمعية المباني الجورجية في أيرلندا، وأسهم في إنقاذ العديد من المباني الجورجية من الدمار. كان شغفه بالفن والعمارة الجورجية واضحًا في عمله وكتاباته، مما ساهم في زيادة الوعي بأهمية الحفاظ على التراث الثقافي. يعتبر ديسموند غينيس شخصية محورية في تاريخ الحفاظ على التراث، وسيظل إرثه يلهم الأجيال القادمة.

المراجع

“`