نشأة وتأسيس الجماعة
شهدت بلجيكا في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين صعودًا لتيارات اليمين المتطرف. كان هناك عدد من الجماعات الناشطة التي تبنت أفكارًا قومية متطرفة. في عام 2004، انشقت مجموعة من الناشطين عن هذه الجماعات، وشكلوا “دم، أرض، شرف وولاء”. أراد هؤلاء الناشطون تأسيس مجموعة أكثر راديكالية وتشددًا في مواقفها، تعتمد بشكل صريح على الأيديولوجية النازية.
شكلت “BBET” من البداية جزءًا من المشهد النيو-نازي الدولي. تواصلت مع جماعات مماثلة في دول أخرى، وتبادلت الأفكار والمعلومات. استلهمت المجموعة من الحركات النازية القديمة، واقتبست منها رموزًا وشعارات. كان الهدف الرئيسي هو نشر أيديولوجية النازية في فلاندرز، وتجنيد أعضاء جدد.
الأيديولوجية والأهداف
تبنت “BBET” أيديولوجية نازية متطرفة، ارتكزت على عدد من المبادئ الأساسية. أولًا، العنصرية: آمنت الجماعة بالتفوق العرقي للبيض، واعتبرت الأعراق الأخرى أدنى. ثانيًا، معاداة السامية: كانت الجماعة معادية للسامية بشدة، واتهمت اليهود بالسيطرة على العالم والتآمر ضد العرق الآري. ثالثًا، القومية المتطرفة: دعت الجماعة إلى استقلال فلاندرز، وتأسيس دولة فلامنكية عرقية خالصة. رابعًا، معاداة الديمقراطية: رفضت الجماعة النظام الديمقراطي، ودعت إلى نظام شمولي يحكم فيه القادة الأقوياء.
بالإضافة إلى هذه المبادئ، تبنت “BBET” أيضًا أفكارًا أخرى مثل إنكار المحرقة، والتشكيك في الحقائق التاريخية. ركزت الجماعة على نشر دعايتها من خلال الإنترنت، وعبر تنظيم فعاليات عامة، وعبر توزيع المنشورات والمواد الدعائية.
الأنشطة والعمليات
مارست “BBET” مجموعة متنوعة من الأنشطة. أولًا، التجنيد: سعت الجماعة إلى تجنيد أعضاء جدد، خاصة من الشباب. ثانيًا، الدعاية: استخدمت الجماعة الإنترنت والمواد المطبوعة لنشر أفكارها. ثالثًا، تنظيم الفعاليات: قامت الجماعة بتنظيم مسيرات ومظاهرات واجتماعات عامة. رابعًا، العنف: تورط بعض أعضاء الجماعة في أعمال عنف ضد الأقليات العرقية والدينية، وضد المعارضين السياسيين. خامسًا، التعاون الدولي: تواصلت الجماعة مع جماعات نازية جديدة أخرى في دول مختلفة.
ركزت الجماعة على استخدام الرموز والشعارات النازية. استخدمت الصليب المعقوف، والرايات النازية، وشعارات النازية الجديدة. كما استخدمت الجماعة رموزًا أخرى مرتبطة بالقومية الفلامنكية.
التأثير والتطور
لم تتمكن “BBET” من تحقيق أي تأثير سياسي كبير. ومع ذلك، فقد تركت بصمة في المشهد اليميني المتطرف في بلجيكا. ساهمت الجماعة في تطرف بعض الشباب، وفي نشر أفكار عنصرية ومعادية للسامية. كما أنها لعبت دورًا في تطبيع العنف السياسي. تعرضت الجماعة لملاحقات قضائية من قبل السلطات البلجيكية، وتم اعتقال عدد من أعضائها. أُجبرت الجماعة على التراجع، وتوقفت عن النشاط العلني.
على الرغم من زوالها، فقد تركت “BBET” إرثًا سلبيًا. ساهمت الجماعة في تعزيز خطاب الكراهية، وفي نشر أفكار عنصرية ومتطرفة. كما أنها أظهرت أن الأيديولوجية النازية لا تزال قادرة على إلهام بعض الأفراد والجماعات في القرن الحادي والعشرين.
العلاقة مع الحركات الأخرى
كانت “BBET” جزءًا من شبكة واسعة من الجماعات النازية الجديدة في أوروبا والعالم. تعاونت الجماعة مع جماعات مثل “التحالف الوطني” في إيطاليا، و”الحركة البريطانية” في بريطانيا. تبادلت الجماعات الأفكار والمعلومات، ونظمت فعاليات مشتركة. كان هذا التعاون يهدف إلى تعزيز الأيديولوجية النازية، وإلى بناء حركة دولية قوية.
بالإضافة إلى ذلك، أقامت “BBET” علاقات مع جماعات فلامنكية قومية أخرى. على الرغم من أن هذه الجماعات لم تكن نازية بالضرورة، إلا أنها تشاطرت مع “BBET” بعض الأهداف، مثل استقلال فلاندرز. ساعد هذا التعاون على تطبيع أفكار اليمين المتطرف، وعلى تعزيز خطاب الكراهية.
استخدام وسائل الإعلام والإنترنت
اعتمدت “BBET” بشكل كبير على وسائل الإعلام والإنترنت لنشر أفكارها وتجنيد أعضاء جدد. أولًا، المواقع الإلكترونية: أنشأت الجماعة مواقع إلكترونية لنشر مقالات، وصور، ومقاطع فيديو دعائية. ثانيًا، المنتديات: شارك أعضاء الجماعة في منتديات على الإنترنت، لمناقشة الأفكار النازية، وتجنيد الأعضاء. ثالثًا، وسائل التواصل الاجتماعي: استخدمت الجماعة وسائل التواصل الاجتماعي، مثل فيسبوك وتويتر، لنشر الرسائل، والتواصل مع المؤيدين. رابعًا، توزيع المواد الدعائية: قامت الجماعة بتوزيع منشورات وملصقات في الأماكن العامة.
ساعدت وسائل الإعلام والإنترنت “BBET” على الوصول إلى جمهور واسع، وعلى تجاوز الرقابة الحكومية. كما أنها ساهمت في تطبيع أفكار اليمين المتطرف، وفي نشر خطاب الكراهية.
الأحداث البارزة والاعتقالات
شهدت “BBET” عددًا من الأحداث البارزة والاعتقالات. أولًا، المظاهرات والمسيرات: قامت الجماعة بتنظيم عدد من المظاهرات والمسيرات في فلاندرز، والتي غالبًا ما شهدت مواجهات مع المتظاهرين المعارضين. ثانيًا، أعمال العنف: تورط بعض أعضاء الجماعة في أعمال عنف ضد الأقليات العرقية والدينية، وضد المعارضين السياسيين. ثالثًا، الاعتقالات: اعتقلت الشرطة البلجيكية عددًا من أعضاء الجماعة، بتهم تتعلق بالعنصرية، ومعاداة السامية، والتحريض على العنف. رابعًا، المحاكمات: حوكم عدد من أعضاء الجماعة أمام المحاكم البلجيكية، وحُكم عليهم بالسجن.
كانت هذه الأحداث بمثابة ضربة للجماعة، وأضعفت قدرتها على العمل. كما أنها أظهرت أن السلطات البلجيكية تأخذ تهديد النازية الجديدة على محمل الجد.
التحديات والمستقبل
واجهت “BBET” عددًا من التحديات. أولًا، الرقابة الحكومية: قامت الحكومة البلجيكية بمراقبة أنشطة الجماعة، وحظرت بعض فعالياتها، وضيقت الخناق على نشاطها على الإنترنت. ثانيًا، المعارضة الشعبية: واجهت الجماعة معارضة شعبية قوية من قبل منظمات المجتمع المدني، والحركات المناهضة للعنصرية، والأحزاب السياسية. ثالثًا، الانقسامات الداخلية: شهدت الجماعة انقسامات داخلية، أدت إلى ضعفها. رابعًا، تراجع الدعم المالي: واجهت الجماعة صعوبة في الحصول على الدعم المالي.
بالنظر إلى هذه التحديات، يبدو مستقبل “BBET” قاتمًا. من المرجح أن تستمر الجماعة في التراجع، وأن تفقد المزيد من الأعضاء. ومع ذلك، من المهم أن نراقب عن كثب تطورات اليمين المتطرف في بلجيكا، والتأكد من عدم ظهور جماعات مماثلة في المستقبل.
الرموز والشعارات
استخدمت “BBET” مجموعة متنوعة من الرموز والشعارات النازية. أولًا، الصليب المعقوف: كان الصليب المعقوف رمزًا أساسيًا للجماعة، ويُستخدم لتمثيل النازية. ثانيًا، الرايات النازية: استخدمت الجماعة الرايات النازية، والتي تحمل الصليب المعقوف، للدلالة على هويتها النازية. ثالثًا، الشعارات النازية: استخدمت الجماعة شعارات نازية، مثل “الدم والأرض”، و”الانتصار”. رابعًا، الرموز الفلامنكية: استخدمت الجماعة بعض الرموز الفلامنكية، مثل علم فلاندرز، لتعزيز أجندتها القومية. خامسًا، الرموز العنصرية: استخدمت الجماعة رموزًا عنصرية، مثل صور الأشخاص البيض المتفوقين.
كان استخدام هذه الرموز والشعارات يهدف إلى تعزيز الأيديولوجية النازية، وإلى تجنيد الأعضاء الجدد، وإلى إرسال رسالة واضحة إلى المعارضين.
خاتمة
كانت “BBET” جماعة نازية جديدة متطرفة نشأت في فلاندرز. تبنت الجماعة أيديولوجية نازية متطرفة، ودعت إلى العنصرية، ومعاداة السامية، وإلى إقامة فلامنكا مستقلة عرقياً. مارست الجماعة مجموعة متنوعة من الأنشطة، بما في ذلك التجنيد، والدعاية، وتنظيم الفعاليات، والعنف. تعرضت الجماعة لملاحقات قضائية من قبل السلطات البلجيكية، وتوقفت عن النشاط العلني. على الرغم من زوالها، فقد تركت “BBET” إرثًا سلبيًا ساهم في تعزيز خطاب الكراهية ونشر أفكار عنصرية ومتطرفة.
المراجع
“`