نشأته وبداياته
ولد إدموند هابولد في مدينة نورويتش بالمملكة المتحدة. تلقى تعليمه في مدرسة كينجز سكول، ثم التحق بجامعة كامبريدج حيث درس الهندسة. خلال فترة دراسته، أظهر هابولد اهتمامًا كبيرًا بالهندسة الإنشائية، وتحديدًا في كيفية دمج الهندسة مع فن العمارة.
بعد تخرجه، بدأ هابولد مسيرته المهنية في شركة “أوتوب أند بارتنرز” (Ove Arup & Partners)، وهي شركة هندسية بريطانية مرموقة. اكتسب هابولد خبرة قيمة من خلال العمل على مجموعة متنوعة من المشاريع، مما ساعده على تطوير مهاراته ومعرفته في مجال الهندسة الإنشائية.
تأسيس شركة بيرو هابولد
في عام 1976، أسس هابولد شركة “بيرو هابولد” في مدينة باث بالمملكة المتحدة. كانت رؤية هابولد هي إنشاء شركة هندسية تقدم خدمات استشارية مبتكرة وشاملة، مع التركيز على التعاون الوثيق مع المهندسين المعماريين والمصممين. سعى هابولد إلى تطبيق نهج جديد في الهندسة الإنشائية، يعتمد على الإبداع والتعاون والتكامل بين التخصصات المختلفة.
تحت قيادة هابولد، نمت شركة “بيرو هابولد” بسرعة لتصبح واحدة من الشركات الهندسية الرائدة في العالم. توسعت الشركة لتشمل مكاتب في العديد من البلدان، وشاركت في تصميم وتنفيذ مشاريع معمارية وهندسية مرموقة في جميع أنحاء العالم.
أعماله ومساهماته البارزة
اشتهر إدموند هابولد بتصميمه الإنشائي المبتكر للمباني والهياكل المعمارية المعقدة. تعاون مع العديد من المهندسين المعماريين المشهورين، وساهم في تحقيق رؤيتهم الإبداعية من خلال حلول هندسية مبتكرة. من بين أبرز أعماله ومساهماته:
- ملعب ويمبلي (Wembley Stadium): ساهم هابولد في تصميم السقف المقوس المميز لملعب ويمبلي الجديد في لندن، والذي أصبح معلمًا معماريًا بارزًا.
- مركز الألفية (Millennium Dome): كان هابولد المهندس الإنشائي المسؤول عن تصميم القبة الضخمة لمركز الألفية في لندن، وهي منشأة معمارية فريدة من نوعها.
- مكتبة الإسكندرية (Bibliotheca Alexandrina): شارك هابولد في تصميم مكتبة الإسكندرية الجديدة في مصر، والتي تعتبر تحفة معمارية حديثة.
- مباني جامعة كارديف (Cardiff University): عمل هابولد على العديد من المشاريع في جامعة كارديف، بما في ذلك تصميم هياكل مبتكرة لمباني الجامعة.
- التعاون مع المهندسين المعماريين المشهورين: تعاون هابولد مع مهندسين معماريين عالميين مثل ريتشارد روجرز ونورمان فوستر، وساهم في تحقيق رؤاهم المعمارية من خلال حلول هندسية إبداعية.
فلسفته الهندسية
تميزت فلسفة هابولد الهندسية بالتركيز على عدة جوانب أساسية:
- التعاون: آمن هابولد بأهمية التعاون الوثيق بين المهندسين المعماريين والمهندسين الإنشائيين والمصممين، لتحقيق أفضل النتائج في المشاريع المعمارية.
- الإبداع والابتكار: شجع هابولد على التفكير الإبداعي والبحث عن حلول هندسية مبتكرة لتحديات التصميم.
- الاستدامة: أولى هابولد اهتمامًا كبيرًا بالاستدامة البيئية في تصاميمه، وسعى إلى استخدام مواد وتقنيات صديقة للبيئة.
- التكامل: آمن هابولد بأهمية التكامل بين الهندسة والفن والعمارة، لتحقيق تصاميم متوازنة وجميلة.
كان هابولد يؤمن بأن الهندسة يجب أن تكون وسيلة لتحسين نوعية الحياة، وأن المهندسين يجب أن يتحملوا مسؤولية اجتماعية في عملهم.
الجوائز والتكريمات
حصل إدموند هابولد على العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لمساهماته في مجال الهندسة الإنشائية. من بينها:
- وسام الإمبراطورية البريطانية (OBE): حصل على وسام الإمبراطورية البريطانية تقديرًا لخدماته في مجال الهندسة.
- لقب فارس (Sir): حصل على لقب فارس تقديرًا لمساهماته المتميزة في الهندسة.
- الزمالة الفخرية في العديد من المؤسسات الهندسية: حصل على الزمالة الفخرية من العديد من المؤسسات الهندسية المرموقة حول العالم.
إرثه
ترك إدموند هابولد إرثًا دائمًا في مجال الهندسة الإنشائية. استمرت شركة “بيرو هابولد” في الازدهار والنمو بعد وفاته، وحافظت على رؤيته في تقديم خدمات هندسية مبتكرة وشاملة. يعتبر هابولد مصدر إلهام للعديد من المهندسين المعماريين والمهندسين الإنشائيين حول العالم، ولا تزال أعماله تؤثر في تصميم وبناء المباني والهياكل المعمارية.
شجع هابولد على استخدام التقنيات الحديثة في التصميم والبناء، مثل استخدام البرمجيات المتطورة والنمذجة ثلاثية الأبعاد، لتحسين كفاءة التصميم وتقليل التكاليف. كما كان مهتمًا بتطوير مواد بناء جديدة ومستدامة، مثل استخدام الخرسانة عالية الأداء والمواد المركبة.
إضافة إلى مساهماته في مجال الهندسة، كان هابولد ناشطًا في الأوساط الأكاديمية. قام بالتدريس في العديد من الجامعات، وشارك في المؤتمرات والندوات الهندسية. كان يؤمن بأهمية نقل المعرفة والخبرة إلى الأجيال القادمة من المهندسين.
يعتبر إدموند هابولد نموذجًا للمهندس المبدع والمبتكر الذي جمع بين المعرفة الهندسية العميقة والرؤية الفنية. لقد ساهم في تغيير الطريقة التي ننظر بها إلى الهندسة المعمارية، وأظهر كيف يمكن للهندسة أن تكون قوة دافعة للإبداع والابتكار.
خاتمة
كان السير إدموند هابولد مهندسًا إنشائيًا بارزًا، ترك بصمة واضحة في مجال الهندسة المعمارية. من خلال تأسيسه لشركة “بيرو هابولد” ومساهماته في مشاريع عالمية كبرى، أظهر هابولد قدرته على الجمع بين الإبداع والابتكار والتعاون. تميزت فلسفته الهندسية بالتركيز على التعاون، والإبداع، والاستدامة، والتكامل بين الهندسة والفن. يعتبر إرثه مصدر إلهام للمهندسين المعماريين والمهندسين الإنشائيين في جميع أنحاء العالم، ولا تزال أعماله تؤثر في تصميم وبناء المباني والهياكل المعمارية.