تاريخ التصنيف العشري الكوري
بدأ تطوير التصنيف العشري الكوري في أوائل الستينيات، حيث ظهرت الحاجة إلى نظام تصنيف خاص بالمكتبات الكورية. اعتمد هذا النظام في البداية على التصنيف العشري العالمي (UDC) والتصنيف العشري لـ Dewey (DDC) كمرجعين أساسيين، مع إجراء تعديلات كبيرة لتناسب الثقافة الكورية واللغة الكورية. شهد التصنيف العشري الكوري عدة مراجعات وتحديثات منذ إنشائه، بهدف مواكبة التطورات في المعرفة والمجتمع الكوري.
تم إصدار الطبعة الأولى من التصنيف العشري الكوري في عام 1964، وكانت تتألف من قسمين رئيسيين. في عام 1990، تم إصدار الطبعة الرابعة المنقحة، والتي تعتبر النسخة الأكثر استخدامًا على نطاق واسع. منذ ذلك الحين، استمرت عملية التحديث والتطوير، مع التركيز على إضافة موضوعات جديدة، وتحديث الفئات القديمة، وتحسين تنظيم المعلومات. يشرف على تحديثات هذا النظام المعهد الكوري للمعلومات والبحث (KISTI).
هيكل التصنيف العشري الكوري
يعتمد التصنيف العشري الكوري على نظام عشري رئيسي، مشابه للتصنيف العشري لـ Dewey، ولكنه مصمم خصيصًا لتلبية الاحتياجات الكورية. ينقسم النظام إلى عشر فئات رئيسية، كل منها ممثلة برقم من 0 إلى 9. كل فئة من هذه الفئات مقسمة إلى فئات فرعية، والتي تنقسم بدورها إلى فئات فرعية أخرى، وهكذا، مما يسمح بتصنيف دقيق للمعلومات.
الفئات الرئيسية في التصنيف العشري الكوري هي:
- 000: المعرفة العامة، الكمبيوتر، العلوم الاجتماعية
- 100: الفلسفة
- 200: الدين
- 300: العلوم الاجتماعية
- 400: اللغة
- 500: العلوم الطبيعية
- 600: التكنولوجيا (العلوم التطبيقية)
- 700: الفنون والترفيه
- 800: الأدب
- 900: التاريخ والجغرافيا
كل فئة من هذه الفئات الرئيسية مقسمة إلى فئات فرعية. على سبيل المثال، الفئة 300 (العلوم الاجتماعية) مقسمة إلى فئات مثل: علم الاجتماع، الاقتصاد، القانون، العلوم السياسية، إلخ. كل فئة فرعية يمكن أن تنقسم بدورها إلى فئات فرعية أكثر تحديدًا. يسمح هذا الهيكل الهرمي بالتصنيف التفصيلي للمواد المكتبية.
خصائص التصنيف العشري الكوري
يتميز التصنيف العشري الكوري بعدة خصائص تجعله مناسبًا للمكتبات الكورية. أحد أهم هذه الخصائص هو تركيزه على الثقافة الكورية. يتم تخصيص مساحة كبيرة من التصنيف للموضوعات المتعلقة بكوريا، مثل التاريخ الكوري، الأدب الكوري، الفنون الكورية، إلخ. هذا يضمن أن المواد المتعلقة بكوريا يتم تصنيفها بشكل دقيق وسهل الوصول إليها.
بالإضافة إلى ذلك، يأخذ التصنيف العشري الكوري في الاعتبار اللغة الكورية. يتم توفير ترجمات كورية للعديد من المصطلحات والمفاهيم المستخدمة في التصنيف، مما يسهل على المستفيدين من المكتبات الكورية فهم النظام واستخدامه. يتم أيضًا تضمين فئات لغوية كورية مفصلة لتصنيف المواد اللغوية الكورية.
أهم ميزات التصنيف العشري الكوري تشمل:
- التركيز على الثقافة الكورية: يوفر تصنيفًا تفصيليًا للموضوعات المتعلقة بكوريا.
- المرونة: يمكن تعديله وتحديثه ليناسب التغيرات في المعرفة والمجتمع.
- السهولة في الاستخدام: يوفر ترجمات كورية للمصطلحات، مما يسهل على المستخدمين.
- التسلسل الهرمي: يسمح بالتصنيف التفصيلي للمواد المكتبية.
مقارنة التصنيف العشري الكوري مع أنظمة التصنيف الأخرى
على الرغم من أن التصنيف العشري الكوري يعتمد على أنظمة تصنيف أخرى مثل التصنيف العشري لـ Dewey، إلا أنه يختلف عنها في عدة جوانب رئيسية. الفرق الرئيسي يكمن في التركيز على الثقافة واللغة الكورية. بينما يغطي التصنيف العشري لـ Dewey نطاقًا عالميًا، يركز التصنيف العشري الكوري بشكل خاص على احتياجات المكتبات الكورية والمجتمع الكوري.
بالمقارنة مع التصنيف العشري العالمي (UDC)، يعتبر التصنيف العشري الكوري أكثر تفصيلاً في تغطية الموضوعات الكورية. كما أن هيكله أبسط وأكثر سهولة في الاستخدام للمستخدمين الكوريين. يختلف التصنيف العشري الكوري أيضًا في ترتيب الفئات الفرعية، مما يعكس الأولويات الثقافية الكورية.
أوجه التشابه والاختلاف بين التصنيف العشري الكوري وأنظمة التصنيف الأخرى:
- التشابه: يعتمد على نظام عشري رئيسي مشابه للتصنيف العشري لـ Dewey و UDC.
- الاختلاف: يركز على الثقافة واللغة الكورية، ويوفر تصنيفًا تفصيليًا للموضوعات الكورية.
- الاختلاف: يختلف في ترتيب الفئات الفرعية ليعكس الأولويات الثقافية الكورية.
أهمية التصنيف العشري الكوري في المكتبات
يلعب التصنيف العشري الكوري دورًا حيويًا في تنظيم المعلومات في المكتبات الكورية. يساعد هذا النظام على تسهيل عملية البحث عن المعلومات، مما يسمح للمستفيدين بالعثور على المواد التي يحتاجونها بسرعة وسهولة. من خلال تصنيف المواد بشكل دقيق، يضمن التصنيف العشري الكوري أن يتمكن الباحثون والطلاب من الوصول إلى مجموعة واسعة من المصادر ذات الصلة.
بالإضافة إلى ذلك، يساعد التصنيف العشري الكوري على الحفاظ على التراث الثقافي الكوري. من خلال تخصيص مساحة كبيرة للموضوعات الكورية، يضمن النظام أن يتم توثيق وحفظ المعلومات المتعلقة بتاريخ وثقافة وشعب كوريا. هذا مهم بشكل خاص في عصر الرقمنة، حيث يتطلب الحفاظ على التراث الثقافي جهودًا مستمرة لتنظيم المعلومات وتسهيل الوصول إليها.
أهمية التصنيف العشري الكوري في المكتبات تشمل:
- تنظيم المعلومات: يسهل العثور على المواد.
- الحفاظ على التراث الثقافي: يوفر تصنيفًا تفصيليًا للموضوعات الكورية.
- سهولة الوصول إلى المعلومات: يضمن الوصول إلى مجموعة واسعة من المصادر.
استخدام التصنيف العشري الكوري في المؤسسات الأخرى
لا يقتصر استخدام التصنيف العشري الكوري على المكتبات. يتم استخدامه أيضًا في المؤسسات الأخرى التي تتعامل مع المعلومات، مثل الأرشيفات والمتاحف ومراكز المعلومات. في هذه المؤسسات، يساعد التصنيف العشري الكوري على تنظيم المعلومات وتسهيل البحث عن المواد ذات الصلة. هذا يساعد الباحثين والطلاب والجمهور العام على الوصول إلى المعلومات التي يحتاجونها بسهولة.
يستخدم التصنيف العشري الكوري أيضًا في بعض المكتبات الرقمية. هذا يسمح للمستخدمين بالبحث عن المواد الرقمية بطريقة منظمة وفعالة. مع تزايد أهمية المعلومات الرقمية، أصبح التصنيف العشري الكوري أداة أساسية لتنظيم هذه المعلومات وتسهيل الوصول إليها.
استخدامات التصنيف العشري الكوري تشمل:
- المكتبات: الاستخدام الأساسي لتنظيم مجموعات الكتب.
- الأرشيفات والمتاحف: لتنظيم الوثائق والمواد التاريخية.
- المكتبات الرقمية: لتسهيل البحث عن المواد الرقمية.
التحديات المستقبلية للتصنيف العشري الكوري
تواجه التصنيف العشري الكوري تحديات في المستقبل، خاصة في ظل التغيرات التكنولوجية السريعة والتطورات في مجال المعلومات. أحد هذه التحديات هو مواكبة التطورات في المعرفة والمجتمع الكوري. يتطلب ذلك إجراء تحديثات مستمرة للنظام، وإضافة فئات جديدة، وتعديل الفئات القديمة.
التحدي الآخر هو التعامل مع المعلومات الرقمية. مع تزايد أهمية المعلومات الرقمية، يجب على التصنيف العشري الكوري أن يتكيف مع هذه التغيرات. يتطلب ذلك تطوير طرق جديدة لتصنيف المواد الرقمية، وتكامل التصنيف مع التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي.
التحديات المستقبلية للتصنيف العشري الكوري تشمل:
- مواكبة التطورات: تحديث النظام باستمرار.
- التعامل مع المعلومات الرقمية: تطوير طرق جديدة لتصنيف المواد الرقمية.
- التكامل مع التقنيات الحديثة: استخدام الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي.
أهمية التدريب والتأهيل
لضمان الاستخدام الفعال للتصنيف العشري الكوري، من الضروري توفير التدريب والتأهيل للمكتبيين وغيرهم من المتخصصين في مجال المعلومات. يجب أن يكون المكتبيون على دراية بهيكل النظام، وكيفية استخدامه، وكيفية تطبيق التصنيف على المواد المختلفة. هذا يساعد على ضمان أن يتم تصنيف المواد بشكل دقيق ومتسق.
بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يتم تدريب المستخدمين على كيفية استخدام التصنيف العشري الكوري للبحث عن المعلومات. يمكن أن يشمل ذلك تقديم ورش عمل ودروس تعليمية، وتوفير مواد تعليمية مثل الكتيبات والأدلة. هذا يساعد المستخدمين على الاستفادة القصوى من النظام.
أهمية التدريب والتأهيل تشمل:
- التدريب للمكتبيين: لضمان التصنيف الدقيق والمتسق.
- التدريب للمستخدمين: لتمكينهم من البحث عن المعلومات بفعالية.
خاتمة
التصنيف العشري الكوري (KDC) هو نظام تصنيف مهم للمكتبات والمؤسسات الكورية. تم تطوير هذا النظام لتلبية الاحتياجات المحددة للمكتبات الكورية، مع التركيز على الثقافة واللغة الكورية. على الرغم من أنه يعتمد على أنظمة تصنيف أخرى، إلا أنه يختلف في تركيزه على الموضوعات الكورية وفي هيكله المصمم خصيصًا للمستخدمين الكوريين. يلعب التصنيف العشري الكوري دورًا حيويًا في تنظيم المعلومات وتسهيل الوصول إليها، ويساعد على الحفاظ على التراث الثقافي الكوري. ومع التطورات التكنولوجية وتغيرات المجتمع، يجب على النظام أن يستمر في التكيف والتطور لضمان استمرار فعاليته.
المراجع
- ويكيبيديا – التصنيف العشري الكوري
- المكتبة الوطنية لكوريا – معلومات عن التصنيف العشري الكوري
- المعهد الكوري للمعلومات والبحث (KISTI)
- الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات (IFLA) – التصنيف العشري الكوري
“`