نشأته وبداية حياته
وُلد ديوسقورس هاغوس منديفيرا في عام 1935 في منديفيرا، إريتريا. تلقى تعليمه الديني في سن مبكرة، حيث بدأ دراسة الكتاب المقدس والطقوس الكنسية في الكنيسة المحلية. أظهر منذ صغره اهتمامًا كبيرًا بالشؤون الدينية، مما قاده إلى التوجه نحو الحياة الرهبانية.
بعد فترة من الدراسة والتدريب، رُسم ديوسقورس كاهنًا. بدأ خدمته في عدة كنائس في إريتريا، واكتسب سمعة طيبة كواعظ ومربي. تميز بأسلوبه الودود وتفانيه في خدمة المؤمنين. أدى تفانيه في خدمة الكنيسة والمجتمع إلى ترقيته في المناصب الكنسية.
مسيرته الكهنوتية
تدرج ديوسقورس في المناصب الكنسية، حيث شغل مناصب مختلفة في الكنيسة الأرثوذكسية التوحيدية الإريترية. شغل منصب رئيس الدير في أحد الأديرة الهامة في إريتريا. خلال هذه الفترة، قام بتنفيذ العديد من المشاريع التنموية في الدير، وساهم في تطوير الخدمات التعليمية والصحية للمجتمع المحلي.
كان ديوسقورس معروفًا بكونه رجل دين ملتزمًا، ومدافعًا عن قيم الإيمان والأخلاق. لعب دورًا مهمًا في الحفاظ على التراث الديني والثقافي للإريتريين. كما كان له دور في تعزيز الوحدة الوطنية في البلاد، من خلال دعمه للحوار والتسامح بين مختلف الفئات المجتمعية.
انتخابه بطريركًا
في عام 2004، انتُخب ديوسقورس بطريركًا للكنيسة الأرثوذكسية التوحيدية الإريترية. جاء انتخابه في فترة حرجة، حيث كانت الكنيسة تواجه تحديات داخلية وخارجية. تولى البطريرك الجديد مهمة قيادة الكنيسة بروح من الحكمة والمسؤولية.
أثناء فترة ولايته كبطريرك، واجه ديوسقورس العديد من التحديات، بما في ذلك التدخل الحكومي في شؤون الكنيسة. ومع ذلك، تمسك بموقفه كراعٍ روحي، وحاول الحفاظ على استقلالية الكنيسة وحماية حقوق المؤمنين. عمل على تعزيز العلاقات بين الكنيسة والمجتمع، وقام بتشجيع الأنشطة الاجتماعية والثقافية.
إنجازاته ومساهماته
خلال فترة قيادته للكنيسة، قام ديوسقورس بالعديد من المبادرات والإنجازات. قام بتأسيس العديد من المدارس والمعاهد الدينية لتعليم الشباب. كما عمل على تطوير البنية التحتية للكنيسة، من خلال بناء وترميم الكنائس والأديرة.
أطلق ديوسقورس العديد من المشاريع الاجتماعية، بهدف مساعدة الفقراء والمحتاجين. دعم برامج الإغاثة الإنسانية في المناطق المتضررة من الحروب والكوارث. كما شارك في الحوار بين الأديان، بهدف تعزيز السلام والتسامح في المجتمع.
كان له دور هام في الحفاظ على التراث الثقافي للإريتريين، من خلال دعم الفنون والحرف التقليدية. شجع على نشر الوعي بأهمية التراث الوطني، والعمل على الحفاظ عليه للأجيال القادمة.
تحدياته
واجه ديوسقورس خلال فترة ولايته العديد من التحديات. كان من أبرزها التدخل الحكومي في شؤون الكنيسة، مما أثر على استقلالية الكنيسة وقدرتها على أداء رسالتها بحرية. تعرض لانتقادات من بعض الجهات بسبب مواقفه السياسية.
شهدت الكنيسة في عهده بعض الانقسامات الداخلية، بسبب الخلافات حول القيادة والسياسات. حاول ديوسقورس معالجة هذه الخلافات من خلال الحوار والتفاوض، لكنه لم ينجح دائمًا في تحقيق الوحدة الكاملة.
بالإضافة إلى ذلك، واجه ديوسقورس تحديات صحية في سنواته الأخيرة، مما أثر على قدرته على ممارسة مهامه كبطريرك. ومع ذلك، استمر في أداء واجبه بكل تفانٍ، حتى وفاته.
وفاته وإرثه
توفي أبونا ديوسقورس في 21 ديسمبر 2015، تاركًا وراءه إرثًا من التفاني في خدمة الكنيسة والمجتمع. أقيمت له جنازة رسمية حضرها الآلاف من المؤمنين، الذين عبروا عن تقديرهم لخدماته وتضحياته.
يُذكر ديوسقورس كشخصية دينية بارزة، لعبت دورًا هامًا في تاريخ إريتريا. ترك بصمة واضحة في الكنيسة الأرثوذكسية التوحيدية الإريترية، من خلال إنجازاته ومساهماته في مجالات التعليم والتنمية الاجتماعية والثقافة.
يعتبر إرثه مصدر إلهام للكثيرين، ويُحتفى به كرمز للتفاني في خدمة الإيمان والمجتمع. يُنظر إليه كشخصية دينية حكيمة، قادرة على مواجهة التحديات بشجاعة وصبر.
خاتمة
كان أبونا ديوسقورس شخصية محورية في تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية التوحيدية الإريترية. من خلال مسيرته الطويلة في الكهنوت، قاد الكنيسة في فترة صعبة، وترك بصمة لا تُمحى في المجتمع الإريتري. على الرغم من التحديات التي واجهها، فقد ظل ملتزمًا بقيمه الدينية، وعمل على تعزيز السلام والوحدة والتنمية في إريتريا. يُعتبر إرثه مصدر إلهام للأجيال القادمة.
المراجع
- Abune Dioskoros – Wikipedia
- Eritrea: Patriarch Abune Dioskoros dies – ECADF
- Eritrea: Patriarch Abune Dioskoros dies – Africanews
- Eritrea’s Orthodox patriarch dies – BBC News
“`