<![CDATA[
التاريخ والتأسيس
تأسس السرب رقم 12 في 6 سبتمبر 1939 في ملبورن، فيكتوريا. كان الغرض الأولي من السرب هو توفير وحدة قادرة على القيام بمهام القصف العام والاستطلاع. تم تجهيزه في البداية بطائرات “أنسون” (Anson) البريطانية، وهي طائرات متعددة المهام قادرة على القيام بمهام الاستطلاع والقصف الخفيف. كانت الحرب العالمية الثانية على وشك الاندلاع، وكانت أستراليا تستعد للمساهمة في المجهود الحربي للحلفاء.
في بداية الحرب، تمركز السرب رقم 12 في قواعد مختلفة في جنوب شرق أستراليا، حيث قام بمهام تدريب واستعداد قتالي. ومع تصاعد التهديد الياباني في المحيط الهادئ، تم نقل السرب شمالًا للمشاركة في الدفاع عن أستراليا.
الحرب العالمية الثانية
خلال الحرب العالمية الثانية، لعب السرب رقم 12 دورًا حيويًا في العمليات ضد القوات اليابانية في منطقة جنوب غرب المحيط الهادئ. شارك السرب في مجموعة متنوعة من المهام، بما في ذلك:
- عمليات القصف: استهدف السرب قواعد ومنشآت يابانية في غينيا الجديدة وجزر أخرى، بهدف تعطيل الإمدادات وتقليل القدرة القتالية للعدو.
- الاستطلاع: قام السرب بمهام استطلاعية لجمع معلومات استخباراتية حول تحركات القوات اليابانية ومواقعها.
- الدعم الجوي القريب: قدم السرب دعمًا جويًا للقوات البرية الأسترالية المتحاربة في غينيا الجديدة.
- مكافحة الغواصات: قام السرب بدوريات بحرية للكشف عن الغواصات اليابانية ومهاجمتها.
خلال هذه الفترة، تم تجهيز السرب بأنواع مختلفة من الطائرات، بما في ذلك طائرات “بوفرت” (Beaufort) و “بومبر” (Bomber)، وهي طائرات قصف أكثر قوة من طائرات “أنسون”. عانى السرب من خسائر فادحة خلال الحرب، لكنه استمر في الخدمة بتميز حتى نهاية الحرب.
فترة ما بعد الحرب
بعد الحرب العالمية الثانية، تم حل السرب رقم 12 لفترة وجيزة، ثم أعيد تشكيله في عام 1948 كوحدة نقل. تم تجهيز السرب بطائرات “داكوتا” (Dakota) واستخدم لنقل الأفراد والإمدادات إلى جميع أنحاء أستراليا ومنطقة المحيط الهادئ.
في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، شارك السرب رقم 12 في العديد من العمليات الإنسانية وعمليات حفظ السلام. على سبيل المثال، قدم السرب المساعدة في حالات الكوارث الطبيعية في جميع أنحاء منطقة المحيط الهادئ، وشارك في عمليات حفظ السلام في كشمير.
في عام 1967، تم تغيير دور السرب مرة أخرى، ليصبح وحدة طائرات عمودية. تم تجهيز السرب بطائرات “إيروكوي” (Iroquois) العمودية واستخدم في مجموعة متنوعة من المهام، بما في ذلك البحث والإنقاذ، والدعم الجوي للقوات البرية، والنقل العام.
العمليات الحديثة
في العقود الأخيرة من وجوده، شارك السرب رقم 12 في العديد من العمليات الهامة، بما في ذلك:
- عملية “بوميرانج”: قدم السرب الدعم الجوي لجهود الإغاثة من الفيضانات في ولاية كوينزلاند في عام 2011.
- عملية “التحالف”: شارك السرب في عمليات الإغاثة الإنسانية في أعقاب زلزال وتسونامي توهوكو عام 2011 في اليابان.
- عملية “أكويلا”: قدم السرب الدعم اللوجستي للقوات الأسترالية العاملة في تيمور الشرقية.
في عام 2018، تم حل السرب رقم 12 نهائيًا كجزء من إعادة هيكلة أوسع لسلاح الجو الملكي الأسترالي. على الرغم من حله، سيظل السرب رقم 12 في الذاكرة لخدمته المتميزة والتزامه تجاه أستراليا.
أنواع الطائرات التي استخدمها السرب رقم 12
على مر السنين، استخدم السرب رقم 12 مجموعة متنوعة من الطائرات، مما يعكس التغييرات في دوره واحتياجات سلاح الجو الملكي الأسترالي. تشمل بعض الطائرات البارزة التي استخدمها السرب:
- أفرومان أنسون (Avro Anson): طائرة متعددة المهام استخدمت في البداية لمهام الاستطلاع والقصف الخفيف.
- بريستول بوفورت (Bristol Beaufort): طائرة قصف أكثر قوة استخدمت خلال الحرب العالمية الثانية.
- دوجلاس داكوتا (Douglas Dakota): طائرة نقل استخدمت لنقل الأفراد والإمدادات.
- بيل يو إتش-1 إيروكوي (Bell UH-1 Iroquois): طائرة عمودية استخدمت في مجموعة متنوعة من المهام، بما في ذلك البحث والإنقاذ والدعم الجوي.
التراث والإرث
يُعد السرب رقم 12 جزءًا هامًا من تاريخ سلاح الجو الملكي الأسترالي. خدم أعضاء السرب بتميز في مجموعة متنوعة من العمليات، وقدموا مساهمة كبيرة في الدفاع عن أستراليا. يظل إرث السرب مصدر إلهام لأجيال من طياري سلاح الجو الملكي الأسترالي.
خاتمة
السرب رقم 12 (RAAF) يمثل قصة تفانٍ وخدمة متميزة في تاريخ سلاح الجو الملكي الأسترالي. منذ تأسيسه في عام 1939، لعب السرب أدوارًا حيوية في الحرب العالمية الثانية، وعمليات النقل، ومهام الطائرات العمودية، وتقديم الدعم الإنساني. على الرغم من حله في عام 2018، سيظل السرب في الذاكرة كرمز للتفاني والاحتراف في خدمة الوطن.