تأسيس وتشكيل لواء المشاة 145
تأسس لواء المشاة 145 في عام 1908 كجزء من القوات الإقليمية البريطانية. كان يمثل وحدة تدريب وتنظيم في زمن السلم، وتحول إلى وحدة قتالية عند اندلاع الحرب. تغيرت تشكيلة اللواء على مر السنين، لكنه في البداية، تألف من كتائب المشاة من مناطق معينة في المملكة المتحدة. هذا التشكيل الأولي وفر الأساس للوحدة لكي تتطور وتتكيف مع متطلبات الحروب التي شاركت فيها.
في بداية الحرب العالمية الأولى، كان اللواء جزءًا من الفرقة 49 (West Riding)، وتم نشره في مسرح العمليات الغربي. تضمن التشكيل الأولي للواء عادةً أربع كتائب مشاة، بالإضافة إلى وحدات دعم مثل المدفعية، والمهندسين، والخدمات الطبية. كان لهذه الوحدات دور حاسم في توفير الدعم اللازم للمشاة في القتال.
الحرب العالمية الأولى: مسرح العمليات الغربي
شهد لواء المشاة 145 خدمة قتالية مكثفة خلال الحرب العالمية الأولى، وتحديدًا في مسرح العمليات الغربي. شارك اللواء في عدد من المعارك الرئيسية، بما في ذلك معركة السوم ومعركة يبرز. خلال هذه المعارك، واجه الجنود ظروفًا قاسية، بما في ذلك القتال في الخنادق، والتعرض للقصف المدفعي المستمر، والقتال وجهاً لوجه مع العدو. كان أداء اللواء في هذه المعارك يعكس شجاعة وبسالة الجنود البريطانيين.
معركة السوم، التي دارت رحاها في عام 1916، كانت واحدة من أطول وأكثر المعارك دموية في الحرب العالمية الأولى. شارك لواء المشاة 145 في عدة هجمات، وعانى خسائر فادحة. ومع ذلك، أظهر الجنود تصميمًا وشجاعة كبيرين، وقاتلوا بشراسة في مواجهة نيران العدو. ساهمت مشاركة اللواء في معركة السوم في تحقيق بعض المكاسب الإقليمية، على الرغم من التكلفة الباهظة.
في معركة يبرز، التي استمرت على مدى عدة سنوات، لعب لواء المشاة 145 دورًا حاسمًا في الدفاع عن المواقع البريطانية. تعرضت القوات البريطانية، بما في ذلك لواء المشاة 145، لهجمات مستمرة من قبل القوات الألمانية. على الرغم من ذلك، تمكن اللواء من الحفاظ على مواقعه، وصد الهجمات المعادية، مما ساهم في إبقاء الخطوط الأمامية مستقرة.
خلال الحرب العالمية الأولى، حصل العديد من أفراد لواء المشاة 145 على أوسمة وشارات الشجاعة، اعترافًا بشجاعتهم وتضحياتهم. تذكر هذه الأوسمة والجوائز حتى يومنا هذا كشهادة على التفاني والبطولة التي أظهرها الجنود البريطانيون في ساحة المعركة.
فترة ما بين الحربين
بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، أعيد تنظيم الجيش البريطاني، وتم تخفيض عدد الوحدات. تم حل لواء المشاة 145 لفترة قصيرة، لكنه أعيد تشكيله في وقت لاحق كجزء من القوات الإقليمية. خلال فترة ما بين الحربين، ركز اللواء على التدريب والتمرين للحفاظ على الاستعداد القتالي. كان هذا التدريب ضروريًا للحفاظ على مهارات الجنود، وتجهيزهم للتهديدات المحتملة في المستقبل.
شهدت فترة ما بين الحربين تطورات كبيرة في التكنولوجيا العسكرية، بما في ذلك ظهور الدبابات والطائرات. تبنى لواء المشاة 145 هذه التطورات من خلال دمجها في تدريباته وعملياته. هذا التكيف سمح للواء بالحفاظ على قدرته القتالية في مواجهة التحديات الجديدة.
الحرب العالمية الثانية: مسرح العمليات
عند اندلاع الحرب العالمية الثانية، تم تفعيل لواء المشاة 145 مرة أخرى، وتم نشره في مسارح عمليات مختلفة. شارك اللواء في معارك في فرنسا وشمال إفريقيا وإيطاليا. أظهر اللواء مرة أخرى قدرته على التكيف، وتفوق في مختلف الظروف القتالية.
في فرنسا، شارك لواء المشاة 145 في القتال في بداية الحرب، وواجه القوات الألمانية المتقدمة. على الرغم من التحديات، قاتل الجنود بشجاعة، وقدموا تضحيات كبيرة لإبطاء تقدم العدو. ساهمت مشاركة اللواء في فرنسا في تأخير الهجوم الألماني، مما سمح للقوات البريطانية الأخرى بالإجلاء إلى بر الأمان.
في شمال إفريقيا، شارك لواء المشاة 145 في حملة الصحراء الغربية، وواجه القوات الألمانية والإيطالية في معارك مثل العلمين. كانت هذه المعارك صعبة للغاية، حيث قاتل الجنود في ظروف قاسية، بما في ذلك الحرارة الشديدة والرمال المتحركة. تميز أداء اللواء في شمال إفريقيا بالشجاعة والتصميم.
في إيطاليا، شارك لواء المشاة 145 في حملة إيطاليا، وشارك في عمليات مثل معركة مونتي كاسينو. كانت هذه المعارك عنيفة، حيث واجه الجنود مقاومة شرسة من القوات الألمانية. أظهر الجنود مرة أخرى شجاعة وبسالة، وقاتلوا لتحقيق أهدافهم العسكرية. ساهمت مشاركة اللواء في إيطاليا في تحرير البلاد من الاحتلال الفاشي.
خلال الحرب العالمية الثانية، حصل العديد من أفراد لواء المشاة 145 على أوسمة وشارات الشجاعة، اعترافًا بتضحياتهم وشجاعتهم. تذكر هذه الأوسمة والجوائز حتى يومنا هذا كشهادة على التفاني والبطولة التي أظهرها الجنود البريطانيون.
التشكيلات والوحدات التابعة
تغيرت التشكيلات والوحدات التابعة للواء المشاة 145 على مر السنين، اعتمادًا على متطلبات العمليات العسكرية. في كل من الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية، كان اللواء يتكون عادةً من أربع كتائب مشاة، بالإضافة إلى وحدات دعم مختلفة.
- كتائب المشاة: كانت كتائب المشاة هي العمود الفقري للواء. كانت هذه الكتائب مسؤولة عن القتال المباشر مع العدو، وتنفيذ الهجمات، والدفاع عن المواقع. تكونت كل كتيبة عادة من عدة سرايا، وكل سرية من عدة فصائل.
- وحدات المدفعية: قدمت وحدات المدفعية الدعم الناري للواء. كانت هذه الوحدات مجهزة بالمدافع والهاونات، واستخدمت لقصف مواقع العدو، وتوفير الدعم للمشاة.
- وحدات المهندسين: كانت وحدات المهندسين مسؤولة عن بناء الجسور، وحفر الخنادق، وإزالة الألغام. لعبت هذه الوحدات دورًا حاسمًا في دعم العمليات العسكرية، وتسهيل حركة القوات.
- وحدات الخدمات الطبية: قدمت وحدات الخدمات الطبية الرعاية الطبية للجرحى والمرضى. كانت هذه الوحدات مسؤولة عن إخلاء الجرحى من ساحة المعركة، وتقديم العلاج الطبي، وضمان الحفاظ على معنويات الجنود.
كان التنسيق الفعال بين هذه الوحدات أمرًا حيويًا لنجاح العمليات العسكرية. عملت جميع الوحدات معًا كفريق واحد، مما سمح للواء بتحقيق أهدافه.
الإرث والتأثير
ترك لواء المشاة 145 إرثًا دائمًا في تاريخ الجيش البريطاني. ساهم اللواء في الانتصار في كل من الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية، وقدم تضحيات كبيرة في سبيل الحرية. كان للواء تأثير كبير على مسار الحربين، وأعماله ساعدت في تحقيق النصر.
تم تكريم ذكرى لواء المشاة 145 من خلال النصب التذكارية والاحتفالات. هذه النصب التذكارية تذكر الجنود الذين ضحوا بأرواحهم في الخدمة، وتذكر شجاعتهم وتفانيهم. تساهم هذه الاحتفالات في الحفاظ على الذاكرة التاريخية للواء، وتكريم إسهاماته.
يعتبر لواء المشاة 145 رمزًا للشجاعة والتضحية في الجيش البريطاني. كان الجنود الذين خدموا في اللواء من جميع أنحاء المملكة المتحدة، ومن جميع الخلفيات. اتحدوا جميعًا في هدف واحد، وهو الدفاع عن بلادهم، وتحقيق النصر. يمثل اللواء قيمًا مثل الشجاعة، والالتزام، والتفاني، والتي لا تزال تلهم الأجيال القادمة.
الأهمية التاريخية
لواء المشاة 145 مهم تاريخيًا لأسباب عديدة. أولاً، شارك اللواء في بعض من أهم المعارك في الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية. ثانيًا، قدم اللواء تضحيات كبيرة، وأظهر جنوده شجاعة وبسالة استثنائيتين. ثالثًا، ترك اللواء إرثًا دائمًا، ولا يزال يمثل رمزًا للشجاعة والتضحية في الجيش البريطاني.
إن دراسة تاريخ لواء المشاة 145 توفر لنا فهمًا أعمق لتجارب الجنود البريطانيين في الحرب، وتأثير الحرب على المجتمع. من خلال دراسة تاريخ اللواء، يمكننا أن نتعلم عن أهمية الشجاعة، والتضحية، والتفاني في سبيل تحقيق النصر. كما يمكننا أن نتعلم عن تأثير الحرب على الأفراد والمجتمعات.
لواء المشاة 145 هو جزء حيوي من تاريخ الجيش البريطاني، وإرثه يجب أن يتم تقديره والحفاظ عليه للأجيال القادمة. من خلال تذكر مساهمات اللواء، يمكننا أن نكرم الجنود الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل الحرية، وأن نضمن أن تظل تضحياتهم حية في الذاكرة التاريخية.
خاتمة
لواء المشاة 145 كان وحدة عسكرية بريطانية هامة، خدمت بشجاعة وتفانٍ في كل من الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية. من خلال مشاركته في معارك رئيسية مثل السوم ويبرز في الحرب العالمية الأولى، وحملات في فرنسا وشمال إفريقيا وإيطاليا في الحرب العالمية الثانية، أظهر اللواء قدرة على التكيف وبطولة استثنائيتين. الإرث الذي تركه اللواء يمثل قيم الشجاعة والتضحية والالتزام، وهو ما يجعله جزءًا لا يتجزأ من تاريخ الجيش البريطاني.