نشأتها وبنائها
تم بناء يو إس إس روان في حوض بناء السفن التابع لشركة بيت لحم للصلب في كوينسي، ماساتشوستس. بدأ العمل عليها في 15 مارس 1944، وتم إطلاقها في 28 يوليو 1944، ورعيتها السيدة ج. هيو بويد. تم تكليفها في 14 أكتوبر 1944، بقيادة القائد إدوارد إم. هيوز.
التصميم والمواصفات
كانت يو إس إس روان من فئة المدمرات “ألين إم. سامنر”. تميزت هذه الفئة بتصميمها المحسّن و قدرتها على تحمل أعباء أكثر مقارنة بالفئات السابقة. بلغ طول السفينة الإجمالي 376 قدمًا و 6 بوصات (114.7 مترًا)، وعرضها 40 قدمًا و 10 بوصات (12.4 مترًا)، وغاطسها الأقصى 19 قدمًا (5.8 مترًا). بلغ إزاحتها القياسية 2200 طن، وعند التحميل الكامل وصلت إلى 3300 طن. تم تجهيزها بأربعة غلايات تنتج البخار الذي يشغل مجموعتين من التوربينات البخارية، والتي تدفع مروحتين، مما يوفر سرعة قصوى تزيد عن 34 عقدة (63 كم/ساعة). كان طاقم السفينة يتكون من 336 ضابطًا وبحارًا.
تم تسليح يو إس إس روان بستة مدافع عيار 5 بوصات / 38 كال (في ثلاثة أبراج)، واثني عشر مدفعًا مضادًا للطائرات عيار 40 ملم (في ثلاثة منصات رباعية)، وعشرة مدافع مضادة للطائرات عيار 20 ملم، وعشرة أنابيب طوربيد عيار 21 بوصة (بأربعة أجهزة إطلاق). تم تجهيزها أيضًا بمدفع هاون مضاد للغواصات ومسارات لقنابل الأعماق.
الخدمة في الحرب العالمية الثانية
بعد الانتهاء من التدريب الأولي، انضمت يو إس إس روان إلى أسطول المحيط الهادئ في أواخر عام 1944. شاركت في العديد من العمليات خلال الأشهر الأخيرة من الحرب العالمية الثانية. شملت مهامها مرافقة السفن الحربية، وتوفير الدعم المدفعي لعمليات الإنزال البرمائي، والقيام بدوريات لمكافحة الغواصات.
شاركت يو إس إس روان في معركة أوكيناوا في ربيع عام 1945، حيث لعبت دورًا حيويًا في توفير الدفاع الجوي، وتقديم الدعم المدفعي للقوات البرية، وإنقاذ الطيارين الذين تحطمت طائراتهم. عانت السفينة من هجمات الكاميكازي (الطائرات الانتحارية اليابانية)، ولكنها تمكنت من البقاء في الخدمة. كان أداء طاقمها بطوليًا في التصدي للهجمات اليابانية.
بعد انتهاء الحرب، شاركت يو إس إس روان في عمليات الاحتلال في اليابان. عادت إلى الولايات المتحدة في أوائل عام 1946 وخضعت لعمليات صيانة وتحديث.
الخدمة في الحرب الكورية
مع اندلاع الحرب الكورية في عام 1950، أعيد تنشيط يو إس إس روان وإرسالها إلى المياه الكورية. خدمت في عدد من الأدوار، بما في ذلك مرافقة السفن الحربية، والقيام بدوريات، وتوفير الدعم المدفعي للقوات البرية. شاركت في العديد من العمليات القتالية، بما في ذلك معركة إنتشون وعمليات شرق كوريا.
خلال الحرب الكورية، قدمت يو إس إس روان دعمًا حاسمًا للقوات الأممية على الأرض. ساعدت مدفعيتها في صد الهجمات المعادية، وتقديم الدعم الناري الحيوي للقوات المحاصرة. كما شاركت في عمليات إنزال بحرية ودوريات على طول الساحل الكوري.
عادت يو إس إس روان إلى الولايات المتحدة في عام 1953 بعد انتهاء الأعمال العدائية في الحرب الكورية.
الخدمة في فترة ما بعد الحرب
بعد الحرب الكورية، استمرت يو إس إس روان في الخدمة مع البحرية الأمريكية. شاركت في تدريبات وتمارين في جميع أنحاء المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط. قامت بزيارات ودية إلى العديد من الموانئ الأجنبية.
في عام 1960، خضعت يو إس إس روان لتحديث في حوض بناء السفن. شملت التغييرات تحسينات في الرادار والسونار وأنظمة التحكم في الحرائق.
خدمتها في حرب فيتنام
في عام 1965، أُمرت يو إس إس روان بالانضمام إلى العمليات في حرب فيتنام. خدمت في المنطقة حتى عام 1970. خلال هذا الوقت، شاركت في مجموعة متنوعة من المهام، بما في ذلك مرافقة السفن الحربية، وتوفير الدعم المدفعي للقوات البرية في فيتنام الجنوبية، والقيام بدوريات في خليج تونكين.
شاركت يو إس إس روان في العديد من العمليات القتالية خلال حرب فيتنام. قدمت دعمًا ناريًا كبيرًا للقوات البرية الأمريكية وحلفائها، وشاركت في عمليات قصف ساحلية. كما شاركت في عمليات إنقاذ جوي وبحري.
في عام 1970، عادت يو إس إس روان إلى الولايات المتحدة، حيث تم إيقاف تشغيلها في 15 أكتوبر 1971، في فيلادلفيا.
الميزات والابتكارات
تميزت يو إس إس روان بتصميمها المتين وقدرتها على تحمل الظروف القاسية. كانت مجهزة بتكنولوجيا رادارية متقدمة في ذلك الوقت، مما سمح لها بتتبع السفن والطائرات المعادية. كان لديها أيضًا نظام فعال للتحكم في الحرائق يسمح لها بإطلاق النار بدقة على أهدافها. كان طاقمها مدربًا تدريبًا عاليًا ومستعدًا لأداء مجموعة متنوعة من المهام.
ساهمت يو إس إس روان في تطوير التكتيكات البحرية. استخدمت السفينة تقنيات جديدة في الحرب المضادة للغواصات، وشاركت في التجارب التي أدت إلى تطوير أنظمة أسلحة جديدة.
التكريم والجوائز
حصلت يو إس إس روان على العديد من الأوسمة والجوائز لخدمتها في الحرب العالمية الثانية والحرب الكورية وحرب فيتنام. حصل طاقمها على التقدير لشجاعتهم وتفانيهم في أداء الواجب.
حصلت يو إس إس روان على نجمة المعركة عن مشاركتها في حملة أوكيناوا. كما حصلت على العديد من نجوم المعركة عن خدمتها في الحرب الكورية وفيتنام.
مصير السفينة
تم بيع يو إس إس روان للخردة في عام 1974. تم تفكيكها في نفس العام. على الرغم من ذلك، لا يزال إرثها كـ “مدمرة محاربة” يتردد صداه في تاريخ البحرية الأمريكية.
على الرغم من أن يو إس إس روان لم تعد موجودة، إلا أن ذكراها لا تزال حية. يكرّم اسمها وخدمتها من خلال العديد من النصب التذكارية والتقارير التاريخية.
تأثيرها وأهميتها
كانت يو إس إس روان سفينة مهمة في تاريخ البحرية الأمريكية. شاركت في العديد من العمليات خلال الحرب العالمية الثانية والحرب الكورية وحرب فيتنام. قدمت دعمًا حيويًا للقوات الأمريكية وحلفائها، وساهمت في الانتصار في هذه الصراعات. كما أنها ساهمت في تطوير التكتيكات البحرية والتقنيات العسكرية.
مثلت يو إس إس روان رمزًا للشجاعة والتضحية والالتزام بالواجب. كان طاقمها من الرجال والنساء الذين ضحوا بحياتهم من أجل وطنهم.
التراث
تعد يو إس إس روان جزءًا من التراث البحري الأمريكي. يمثل اسمها إرثًا من الشجاعة والخدمة والتفاني. سيظل تذكر السفينة وطاقمها يلهم الأجيال القادمة.
أُطلق اسم يو إس إس روان على عدة سفن في تاريخ البحرية الأمريكية، مما يعكس أهمية اسم روان في تاريخ البحرية. كانت هذه السفن جزءًا من أساطيل مختلفة وشاركت في العديد من الحروب والمعارك.
خاتمة
كانت يو إس إس روان (DD-782) مدمرة بارزة في تاريخ البحرية الأمريكية، حيث خدمت في الحرب العالمية الثانية والحرب الكورية وحرب فيتنام. قدمت دعمًا حيويًا للقوات الأمريكية وحلفائها، وحصلت على العديد من الأوسمة والجوائز. يمثل إرثها الشجاعة والتضحية والالتزام بالواجب، وستظل ذكراها حية في تاريخ البحرية الأمريكية.
المراجع
- Naval History and Heritage Command
- Wikipedia – USS Rowan (DD-782)
- NavSource Online: Destroyer Photo Archive – DD-782 Rowan
- U.S. Naval Institute – Warfare Underway: Lessons from the DD-782 Rowan
“`