<![CDATA[
نشأته وتعليمه
ولد ديفيد ستوري في ويكفيلد، ويست يوركشاير، وهو الابن الثالث لفرانك ريتشموند ستوري (عامل منجم فحم) و ليليان (ني تومسون). تلقى تعليمه في مدرسة كوين إليزابيث النحوية، ويكفيلد، ثم التحق بمدرسة سليد للفنون الجميلة التابعة لكلية لندن الجامعية.
على الرغم من حصوله على مكان في مدرسة سليد للفنون الجميلة، إلا أنه لم يذهب إليها مباشرة. بدلاً من ذلك، عمل كعامل منجم فحم بدوام جزئي لمدة ستة أشهر في منجم فحم نورمانتون في ويكفيلد لتوفير المال لتعليمه. كانت هذه التجربة بمثابة أساس لكثير من أعماله اللاحقة، حيث استمد منها رؤى عميقة حول حياة الطبقة العاملة.
درس ستوري في مدرسة سليد للفنون الجميلة من عام 1953 إلى عام 1955. خلال هذه الفترة، استمر في لعب دوري الرجبي بشكل احترافي لفريق ليدز، مما ساعده على تمويل دراسته وتوفير مصدر دخل إضافي. هذه الفترة المزدوجة من حياته – كفنان ولاعب رياضي – أثرت بشكل كبير على نظرته للعالم وفنه.
مسيرته الرياضية
لعب ستوري دوري الرجبي بشكل احترافي لفريق ليدز بين عامي 1952 و 1956. كان يلعب في مركز الظهير، واشتهر بسرعته ومهاراته. سمحت له مسيرته الرياضية بتجربة ثقافة مختلفة، والتعرف على مجموعة متنوعة من الأشخاص، وفهم ديناميكيات الفريق والمنافسة.
على الرغم من أن مسيرته الرياضية كانت قصيرة نسبيًا، إلا أنها كانت مؤثرة. لم توفر له الدخل فحسب، بل زودته أيضًا بمادة قيمة لكتاباته. العديد من شخصياته تعكس القوة البدنية والعقلية التي اكتسبها من خلال الرياضة، فضلاً عن التحديات والصراعات التي واجهها الرياضيون المحترفون.
مسيرته الأدبية
بدأ ستوري مسيرته الأدبية في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، وسرعان ما اكتسب تقديرًا لرواياته ومسرحياته الواقعية والقوية. غالبًا ما استكشفت أعماله موضوعات مثل الطبقة العاملة، والحياة العائلية، والصراع بين الفرد والمجتمع.
رواياته:
- This Sporting Life (1960): روايته الأولى، وتستند إلى تجاربه كلاعب دوري الرجبي. تحكي قصة آرثر ماتشين، وهو لاعب رجبي شاب يصعد بسرعة إلى الشهرة، لكنه يواجه أيضًا صعوبات شخصية ومهنية. تم تحويل الرواية إلى فيلم ناجح عام 1963.
- Flight into Camden (1960): تتبع الرواية قصة فتاة شابة من الطبقة العاملة تهرب إلى لندن مع عشيقها، وتستكشف موضوعات مثل الحب والحرية والقيود الاجتماعية.
- Radcliffe (1963): رواية معقدة وغنية بالشخصيات، تتناول موضوعات مثل الهوية الجنسية والصراع الطبقي.
- Pasmore (1972): تصور الرواية حياة ليونارد بازمور، وهو أستاذ جامعي يعاني من أزمة منتصف العمر، ويواجه تحديات في زواجه وحياته المهنية.
- Saville (1976): فازت بجائزة مان بوكر الأدبية، وتحكي قصة كولين سافيل، وهو شاب من الطبقة العاملة يكافح من أجل تحقيق طموحاته في مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية.
- A Prodigal Child (1982): تستكشف الرواية موضوعات مثل الفن والعبقرية والجنون، من خلال قصة فنان موهوب ولكنه مضطرب.
- Present Times (1984): تصور الرواية حياة عائلة إنجليزية في العصر الحديث، وتتناول موضوعات مثل التغير الاجتماعي والتكنولوجيا وتأثيرها على العلاقات الإنسانية.
- Storey’s Lives (1992): رواية شبه سيرة ذاتية، تستكشف حياة ديفيد ستوري نفسه، وتتناول موضوعات مثل الفن والرياضة والكتابة والعلاقات الشخصية.
مسرحياته:
- The Restoration of Arnold Middleton (1967): مسرحية كوميدية سوداء، تصور حياة مدرس يعاني من أزمة منتصف العمر، ويحاول استعادة شبابه.
- In Celebration (1969): مسرحية مؤثرة، تصور لم شمل ثلاثة أشقاء في منزلهم العائلي، وتستكشف ديناميكيات العائلة والصراعات الداخلية.
- The Contractor (1969): مسرحية واقعية، تصور إقامة حفل زفاف في حديقة، وتكشف عن التوترات الاجتماعية والاقتصادية الكامنة وراء المظاهر الاحتفالية.
- Home (1970): مسرحية تدور أحداثها في مستشفى للأمراض النفسية، وتستكشف موضوعات مثل العزلة والجنون والبحث عن المعنى.
- The Changing Room (1971): مسرحية تدور أحداثها في غرفة تبديل ملابس فريق دوري الرجبي، وتصور حياة اللاعبين وعلاقاتهم وتحدياتهم.
- Life Class (1974): مسرحية تدور أحداثها في فصل للرسم، وتستكشف موضوعات مثل الفن والحياة والعلاقات الإنسانية.
- Mother’s Day (1976): مسرحية كوميدية سوداء، تصور يوم الأم في عائلة مضطربة، وتكشف عن التوترات والخلافات الكامنة.
- Early Days (1980): مسرحية تصور حياة سياسي متقاعد، يعاني من الخرف، ويتذكر ماضيه وحياته المهنية.
- The March on Russia (1989): مسرحية تصور حياة زوجين مسنين، يستعدان لرحلة إلى روسيا، وتستكشف موضوعات مثل الشيخوخة والذاكرة والحب.
أسلوبه وموضوعاته
يتميز أسلوب ستوري بالواقعية والصدق والعمق النفسي. غالبًا ما استكشفت أعماله موضوعات مثل الطبقة العاملة، والحياة العائلية، والصراع بين الفرد والمجتمع، والهوية، والذاكرة، والشيخوخة. كان ستوري مهتمًا بتصوير حياة الأشخاص العاديين، وكشف عن التحديات والصراعات التي يواجهونها في حياتهم اليومية. كان لديه أيضًا اهتمام خاص بتصوير العلاقات الإنسانية المعقدة، وكشف عن التوترات والخلافات الكامنة وراء المظاهر السطحية.
غالبًا ما استخدم ستوري تجربته الخاصة كلاعب دوري الرجبي وعامل منجم فحم كمصدر إلهام لأعماله. كان لديه فهم عميق لحياة الطبقة العاملة، وكان قادرًا على تصويرها بدقة وتعاطف. كان أيضًا فنانًا موهوبًا، مما ساعده على تطوير رؤية بصرية قوية، واستخدام الصور والرموز بشكل فعال في كتاباته.
تعتبر أعمال ستوري جزءًا مهمًا من الأدب الإنجليزي الحديث. لقد ساهم بشكل كبير في تطوير المسرح الواقعي، وقدم رؤى قيمة حول حياة الطبقة العاملة والمجتمع الإنجليزي في القرن العشرين. لا تزال أعماله تحظى بالتقدير والاحترام من قبل القراء والنقاد على حد سواء.
الجوائز والتكريمات
حصل ديفيد ستوري على العديد من الجوائز والتكريمات طوال حياته المهنية، بما في ذلك:
- جائزة جون ليويلين ريس عن روايته “This Sporting Life” (1960)
- جائزة إيفيننج ستاندرد لأفضل مسرحية عن مسرحية “The Contractor” (1970)
- جائزة نيويورك دراما كريتيكس سيركل لأفضل مسرحية أجنبية عن مسرحية “Home” (1971)
- جائزة مان بوكر الأدبية عن روايته “Saville” (1976)
- جائزة لورنس أوليفييه لأفضل مسرحية جديدة عن مسرحية “Early Days” (1980)
حياته الشخصية
تزوج ديفيد ستوري من باربرا برينتون في عام 1956، وأنجبا ثلاثة أبناء وابنتين. توفي في لندن في 27 مارس 2017، عن عمر يناهز 83 عامًا.
خاتمة
كان ديفيد ستوري شخصية بارزة في الأدب والمسرح الإنجليزي الحديث. من خلال رواياته ومسرحياته وسيناريوهاته، استكشف بعمق جوانب الحياة الإنسانية، مع التركيز بشكل خاص على الطبقة العاملة والتحديات الاجتماعية. أسلوبه الواقعي وصوته الفريد جعلاه شخصية مؤثرة، ولا تزال أعماله تُقرأ وتُدرس حتى اليوم. فوزه بجائزة مان بوكر الأدبية وتلقيه العديد من الجوائز الأخرى يبرز الأثر الدائم الذي تركه في عالم الأدب والفن.