تاريخ التكوين والسنوات الأولى
تأسست فرقة بينما كانت السماء تبكي في عام 1989 على يد توم فيشر (Tom Phillips)، الذي كان العقل المدبر الرئيسي للفرقة طوال تاريخها. انضم إليه في البداية أصدقاء من المدرسة الثانوية، وبدأوا في العزف بأسلوب متأثر بفرق مثل Candlemass و Trouble، وهما من الرواد في موسيقى الدوم ميتال. أصدرت الفرقة عدة تسجيلات تجريبية في بداية مشوارها، والتي ساعدت في صقل أسلوبها وتحديد هويتها الموسيقية.
شهدت السنوات الأولى للفرقة العديد من التغييرات في التشكيلة، ولكن فيشر ظل الشخصية الثابتة. استقرت التشكيلة مع عازف الجيتار الرئيس ريتشارد وونغ (Richard Wong)، وعازف الطبول جيمس راسيل (James Russell)، والمغني آرون أوبراين (Aaron O’Brien). هذه التشكيلة قامت بتسجيل أول ألبوم استوديو للفرقة.
الألبومات الأساسية وتطور الأسلوب
أصدرت فرقة بينما كانت السماء تبكي ألبومها الأول بعنوان “Loves of the Dying” في عام 1998. كان الألبوم بمثابة إعلان عن وصول فرقة جديدة إلى الساحة الموسيقية، حيث قدمت مزيجًا من موسيقى الدوم ميتال مع لمحات من موسيقى البروجريسيف ميتال. تميز الألبوم باستخدام الكلمات الشعرية المعقدة، والتي أصبحت علامة مميزة للفرقة. كما ظهرت فيه مقطوعات طويلة ومتطورة، مما أظهر مهارات الفرقة الموسيقية.
تبع ذلك ألبوم “Of Empires and Elephants” في عام 2002، والذي يعتبره الكثيرون بمثابة ذروة إبداع الفرقة. أخذ هذا الألبوم أسلوب الفرقة إلى مستوى جديد، حيث قدم مقطوعات أطول وأكثر تعقيدًا، بالإضافة إلى المزيد من التنوع في الأصوات. أظهر الألبوم قدرة فيشر على الكتابة الموسيقية، حيث جمع بين عناصر الدوم ميتال الثقيلة واللحنية مع الترتيبات الأوركسترالية. كما أظهر الألبوم تطورًا في صوت المغني آرون أوبراين.
بعد فترة هدوء نسبي، عادت الفرقة بألبوم “Vagrant Gods” في عام 2011. حافظ الألبوم على نفس مستوى الجودة العالية الذي اشتهرت به الفرقة، وقدم المزيد من التنوع في الأسلوب. تضمن الألبوم بعضًا من أطول وأكثر المقطوعات طموحًا للفرقة. كما استمرت الفرقة في استكشاف مواضيع مثل الموت، والحزن، والأساطير، والتي كانت سمة أساسية في أغانيها.
أسلوب الموسيقى والسمات المميزة
تميزت فرقة بينما كانت السماء تبكي بأسلوب موسيقي فريد من نوعه. يمكن تلخيص أبرز سماته فيما يلي:
- موسيقى الدوم ميتال الملحمية: قامت الفرقة بدمج عناصر من موسيقى الدوم ميتال مع عناصر من موسيقى البروجريسيف ميتال، مما أدى إلى إنشاء صوت فريد من نوعه.
- الأغاني الطويلة: غالبًا ما كانت أغاني الفرقة طويلة، مع مقطوعات تتجاوز العشر دقائق في بعض الأحيان. سمح هذا للفرقة بتطوير الأفكار الموسيقية بشكل كامل واستكشاف مجموعة متنوعة من المشاعر.
- الكلمات الشعرية: كانت كلمات الفرقة شعرية ومعقدة، وغالبًا ما تناولت مواضيع مثل الحزن، والفقد، والأساطير.
- التوزيعات الأوركسترالية: استخدمت الفرقة التوزيعات الأوركسترالية في بعض الأحيان لإضافة عمق وتعقيد إلى موسيقاها.
- التغيرات الديناميكية: عرفت الفرقة باستخدامها للتغيرات الديناميكية، والانتقال من مقاطع هادئة وناعمة إلى مقاطع صاخبة وثقيلة.
التأثير والإرث
تركت فرقة بينما كانت السماء تبكي تأثيرًا كبيرًا على مشهد موسيقى الدوم ميتال. ألهمت الفرقة العديد من الفرق الموسيقية الأخرى، وساعدت في نشر موسيقى الدوم ميتال الملحمية. ساهمت الفرقة في رفع مستوى المعايير الإبداعية في هذا النوع من الموسيقى، وأظهرت إمكانية الجمع بين العناصر الموسيقية المختلفة لإنشاء صوت فريد ومميز. أصبحت الفرقة مثالاً يحتذى به في الجودة الفنية والالتزام بالموسيقى.
على الرغم من صعوبة تحديد الفرق الأكثر تأثيرًا، إلا أن فرقة بينما كانت السماء تبكي تعتبر من بين أفضل الفرق في تاريخ موسيقى الدوم ميتال. ساعدت الفرقة في تحديد معالم هذا النوع الموسيقي، ووضعت معايير عالية للإبداع الموسيقي والإنتاج. لا يزال تأثيرهم محسوسًا حتى اليوم، حيث يستمر المعجبون والفرق الموسيقية الأخرى في تقدير موسيقاهم.
أعضاء الفرقة الرئيسيون
شهدت الفرقة تغييرات عديدة في تشكيلتها على مر السنين، ولكن بعض الأعضاء كانوا أساسيين في نجاحها. من بين الأعضاء الرئيسيين:
- توم فيشر (Tom Phillips): العازف الرئيسي وكاتب الأغاني الرئيسي للفرقة. كان فيشر مسؤولاً عن تحديد اتجاه الفرقة الموسيقي ووضع الألحان.
- آرون أوبراين (Aaron O’Brien): المغني الرئيسي، والذي تميز بصوته القوي والعاطفي.
- ريتشارد وونغ (Richard Wong): عازف الجيتار، والذي ساهم بعزفه الماهر في إنشاء الألحان المعقدة للفرقة.
- جيمس راسيل (James Russell): عازف الطبول، الذي قدم الإيقاعات الثقيلة التي شكلت أساس موسيقى الفرقة.
ألبومات أخرى
بالإضافة إلى الألبومات الرئيسية التي تم ذكرها أعلاه، أصدرت فرقة بينما كانت السماء تبكي عددًا من التسجيلات الأخرى، بما في ذلك:
- “The Gathering” (2000) – EP
- “The God of Forgotten Dreams” (2009) – EP
- “Live at the Oakland Metro” (2015) – ألبوم حي
التفكك والنشاط اللاحق
بعد سنوات من النشاط، أعلنت فرقة بينما كانت السماء تبكي عن التفكك في عام 2015. على الرغم من ذلك، استمر توم فيشر في العمل على مشاريع موسيقية أخرى. في عام 2023، أعلنت الفرقة عن لم شمل غير رسمي مع بعض الأعضاء السابقين لإحياء بعض الأغاني في حفلات معينة، مما أثار حماسًا كبيرًا بين المعجبين.
الفرق الموسيقية المتأثرة
أثرت فرقة بينما كانت السماء تبكي على عدد كبير من الفرق الموسيقية في مجال الدوم ميتال وأنواع الموسيقى الأخرى. يمكن إيجاد تأثير الفرقة في أعمال فرق مثل:
- Pallbearer
- Warning
- Solitude Aeturnus
- Doom:VS
هذه الفرق وغيرها، استلهمت من أسلوب الفرقة في الكتابة الموسيقية، والكلمات الشعرية، والتركيز على المواضيع العميقة. هذا يظهر الإرث الدائم لفرقة بينما كانت السماء تبكي في عالم الموسيقى.
التقنيات المستخدمة في التسجيل
استخدمت فرقة بينما كانت السماء تبكي تقنيات متطورة في تسجيل موسيقاها لتحقيق صوتها المميز. من أبرز هذه التقنيات:
- التسجيل متعدد المسارات: سمح هذا للفرقة بتسجيل كل آلة على حدة، مما ساعد في تحسين جودة الصوت وإنشاء طبقات صوتية معقدة.
- الخلط والإتقان: تم استخدام تقنيات متقدمة في الخلط والإتقان لإنشاء صوت متوازن ومحكم.
- المؤثرات الصوتية: تم استخدام مجموعة متنوعة من المؤثرات الصوتية، مثل الصدى والتشويه، لإضافة عمق وتعقيد إلى الموسيقى.
- الآلات الموسيقية: استخدمت الفرقة مجموعة متنوعة من الآلات الموسيقية، بما في ذلك الجيتارات الكهربائية، والقيثارات الصوتية، ولوحات المفاتيح، لإنشاء صوت غني ومتنوع.
التأثيرات الموسيقية
استوحت فرقة بينما كانت السماء تبكي من مجموعة متنوعة من التأثيرات الموسيقية، بما في ذلك:
- فرق الدوم ميتال: مثل Candlemass و Trouble، اللتان تعتبران من الرواد في هذا النوع من الموسيقى.
- فرق البروجريسيف ميتال: مثل Fates Warning و Dream Theater، اللتان ألهمتا الفرقة في استخدامها للألحان المعقدة والتوزيعات المتنوعة.
- الموسيقى الكلاسيكية: تم دمج بعض عناصر الموسيقى الكلاسيكية في موسيقى الفرقة، مما أضاف عمقًا وتعقيدًا.
- الموسيقى الشعبية: تأثرت الفرقة أيضًا ببعض عناصر الموسيقى الشعبية، مما أضاف لمسة من الحساسية إلى موسيقاها.
خاتمة
بينما كانت السماء تبكي هي فرقة أمريكية أسطورية في موسيقى الدوم ميتال، تركت بصمة لا تمحى في هذا النوع. بفضل أسلوبها الموسيقي الفريد، والكلمات الشعرية، والأداء المتميز، أصبحت الفرقة مثالاً يحتذى به في الجودة الفنية والابتكار الموسيقي. على الرغم من تفككها، يستمر إرث الفرقة في التأثير على الفرق الموسيقية الأخرى والمعجبين في جميع أنحاء العالم.
المراجع
- Metal Archives – While Heaven Wept
- Last.fm – While Heaven Wept
- While Heaven Wept – “The Furthest Shore” (Official Music Video)
- AllMusic – While Heaven Wept Biography
“`