تاريخ البناء والتشغيل
بدأ بناء إتش إم إس ديفندر في 21 يوليو 2006 في حوض بناء السفن في غلاسكو، اسكتلندا. تم إطلاقها في 21 نوفمبر 2009، ودخلت الخدمة في البحرية الملكية في 21 مارس 2013. مثلت عملية بناء ديفندر تحديًا هندسيًا كبيرًا بسبب التكنولوجيا المعقدة المستخدمة فيها، لكنها في النهاية أصبحت إضافة قيمة للأسطول البريطاني.
بعد دخولها الخدمة، شاركت ديفندر في عدد من التدريبات والعمليات العسكرية حول العالم. قامت بزيارات إلى موانئ في مختلف القارات، وعملت جنبًا إلى جنب مع قوات بحرية أخرى في مهام مشتركة. هذه العمليات ساهمت في تعزيز العلاقات الدبلوماسية والعسكرية لبريطانيا.
التصميم والمواصفات
يتميز تصميم إتش إم إس ديفندر بالعديد من الميزات المتقدمة. يبلغ طولها الإجمالي حوالي 152.4 مترًا وعرضها 21.2 مترًا، مما يجعلها سفينة كبيرة وقادرة على الإبحار في مختلف الظروف الجوية. يبلغ وزن الإزاحة الكامل لها حوالي 8,500 طن.
تتميز ديفندر بنظام دفع متكامل يعمل بالكهرباء، مما يوفر كفاءة عالية في استهلاك الوقود ويقلل من الانبعاثات. يمكن للسفينة الإبحار بسرعة تصل إلى 29 عقدة (حوالي 54 كم/ساعة). لديها طاقم مكون من حوالي 190 فردًا، بما في ذلك الضباط والبحارة.
التسليح والقدرات
تعتبر إتش إم إس ديفندر سفينة متخصصة في الدفاع الجوي، وهي مسلحة بنظام صاروخي متكامل للدفاع الجوي يسمى “باستر” (PAAMS)، والذي يتكون من صواريخ أستر 15 وأستر 30. يمكن لهذه الصواريخ اعتراض مجموعة واسعة من التهديدات الجوية، بما في ذلك الطائرات والصواريخ الباليستية.
بالإضافة إلى نظام الصواريخ، تحمل ديفندر مدفعًا بحريًا من عيار 4.5 بوصة، بالإضافة إلى مدافع رشاشة أوتوماتيكية من عيار 30 ملم. كما أنها مجهزة بمروحية من طراز ويلز (Wildcat) أو مروحية من طراز ميرلين (Merlin) لتعزيز قدراتها في الاستطلاع والعمليات المضادة للغواصات.
تتمتع ديفندر أيضًا بقدرات متقدمة في الحرب الإلكترونية وأنظمة الاستشعار، بما في ذلك الرادار ونظام السونار، مما يمكنها من اكتشاف وتتبع التهديدات في محيطها.
الدوريات والعمليات
شاركت إتش إم إس ديفندر في عدد من العمليات والتدريبات حول العالم. قامت بدوريات في مناطق مختلفة، بما في ذلك المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط والخليج العربي. ساهمت في حماية المصالح البريطانية وتعزيز الأمن البحري.
شاركت في عمليات مكافحة القرصنة في خليج عدن، وعملت جنبًا إلى جنب مع القوات البحرية الأخرى في مكافحة الأنشطة الإجرامية في البحر. كما شاركت في تدريبات عسكرية مشتركة مع حلفاء بريطانيا، مثل الولايات المتحدة وفرنسا ودول أخرى.
الحوادث والجدل
شهدت إتش إم إس ديفندر بعض الحوادث والجدل خلال فترة خدمتها. في عام 2021، تعرضت السفينة لانتقادات بعد حادثة في البحر الأسود، حيث زعمت روسيا أنها أطلقت طلقات تحذيرية على السفينة. وقد نفت بريطانيا هذه المزاعم وأصرت على أن السفينة كانت تبحر في المياه الدولية.
أثارت هذه الحادثة توترات بين بريطانيا وروسيا، وأدت إلى نقاش حول حرية الملاحة في البحر الأسود. بالإضافة إلى ذلك، خضعت ديفندر لعمليات صيانة وتحديث دورية للحفاظ على قدراتها القتالية.
التحديثات والصيانة
تخضع إتش إم إس ديفندر لعمليات تحديث وصيانة مستمرة لضمان بقائها فعالة في الخدمة. تهدف هذه التحديثات إلى تحسين قدراتها القتالية، وتحديث أنظمتها الإلكترونية، وتحسين كفاءتها في استهلاك الوقود.
تشمل عمليات الصيانة الدورية فحص الهيكل والمحركات والأنظمة الأخرى في السفينة. يتم إجراء هذه الصيانة في أحواض بناء السفن المتخصصة لضمان أن السفينة في حالة جيدة وجاهزة للعمليات.
الأهمية الاستراتيجية
تعتبر إتش إم إس ديفندر جزءًا حيويًا من القوة البحرية الملكية البريطانية، وتساهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المناطق التي تعمل فيها. بفضل قدراتها الدفاعية الجوية المتقدمة، يمكنها حماية السفن الأخرى والقوات البرية من التهديدات الجوية والصاروخية.
تساعد ديفندر أيضًا في تعزيز العلاقات الدبلوماسية والعسكرية لبريطانيا من خلال المشاركة في التدريبات والعمليات المشتركة مع الحلفاء. يعتبر وجودها في المناطق الاستراتيجية بمثابة رسالة ردع للخصوم المحتملين.
المستقبل
من المتوقع أن تظل إتش إم إس ديفندر في الخدمة لسنوات عديدة قادمة. ستستمر في المشاركة في العمليات والتدريبات، وستخضع لعمليات تحديث وصيانة لضمان بقائها فعالة.
من الممكن أن يتم دمج تقنيات جديدة في السفينة لتعزيز قدراتها، مثل أنظمة أسلحة جديدة أو تحسينات في نظام الاستشعار. مستقبل ديفندر يعتمد على قدرتها على التكيف مع التهديدات المتغيرة والحفاظ على قدرتها على المساهمة في الأمن البحري.
الخلاصة
إتش إم إس ديفندر هي مدمرة دفاع جوي متطورة تمثل جزءًا حيويًا من الأسطول البريطاني. تتميز بتصميم متقدم وتسليح قوي وقدرات استشعار متطورة. شاركت السفينة في عدد من العمليات والتدريبات حول العالم، وساهمت في حماية المصالح البريطانية وتعزيز الأمن البحري. على الرغم من بعض الحوادث والجدل، تظل ديفندر سفينة مهمة وستظل في الخدمة لسنوات عديدة قادمة، مع تحديثات مستمرة للحفاظ على قدراتها القتالية.