راندولف بريسنيك (Randolph Bresnik)

نشأته وبداية مسيرته المهنية

ولد راندولف بريسنيك في فورت بيلفور، فيرجينيا. نشأ في سانتا مونيكا، كاليفورنيا، وتخرج من مدرسة سانتا مونيكا الثانوية عام 1985. حصل على درجة البكالوريوس في الرياضيات من جامعة كاليفورنيا في سانتا باربرا عام 1989. انضم بريسنيك إلى مشاة البحرية الأمريكية في عام 1990. بعد الانتهاء من تدريبه، تم تعيينه طيارًا مقاتلًا، حيث طار بطائرة “إف/إيه-18 هورنيت”. خلال خدمته في مشاة البحرية، جمع بريسنيك أكثر من 1,900 ساعة طيران في 40 طائرة مختلفة.

مسيرته في وكالة ناسا

في عام 2004، تم اختيار بريسنيك كمرشح لرائد فضاء من قبل وكالة ناسا. أكمل تدريبه لمدة عامين وأصبح مؤهلاً للقيام بمهام فضائية. شارك بريسنيك في مهمتين فضائيتين رئيسيتين، مما ترك بصمة كبيرة في استكشاف الفضاء.

مهمة STS-129

كانت مهمة STS-129، التي انطلقت في نوفمبر 2009، أول رحلة فضائية لبريسنيك. خلال هذه المهمة، عمل بريسنيك كأخصائي مهمة. هدفت المهمة إلى توصيل معدات وأجهزة إلى محطة الفضاء الدولية. قام بريسنيك وثلاثة رواد فضاء آخرين بثلاث عمليات سير في الفضاء لإجراء إصلاحات وصيانة خارج المركبة. استمرت المهمة لمدة 11 يومًا، وشهدت إنجاز العديد من المهام العلمية والفنية.

مهمة إكسبيديشن 52/53

في عام 2017، انطلق بريسنيك في مهمته الثانية إلى الفضاء، وهي مهمة إكسبيديشن 52/53 إلى محطة الفضاء الدولية. عمل كمهندس طيران في البداية، ثم أصبح قائدًا للمحطة. خلال هذه المهمة، أمضى بريسنيك أكثر من 139 يومًا في الفضاء. أجرى بريسنيك وفريقه العديد من التجارب العلمية والبحثية في بيئة الجاذبية الصغرى، بما في ذلك دراسات حول تأثيرات الفضاء على جسم الإنسان والبيئة الدقيقة داخل محطة الفضاء الدولية. كما شارك في عمليات سير في الفضاء لصيانة وإصلاح المعدات خارج المحطة. خلال مهمة إكسبيديشن 52/53، شهد بريسنيك لحظات تاريخية، بما في ذلك الاحتفال بالذكرى السنوية العشرين لوجود البشرية المستمر في الفضاء.

مساهماته في العلوم والتكنولوجيا

ساهم راندولف بريسنيك بشكل كبير في تقدم العلوم والتكنولوجيا من خلال عمله في الفضاء. أجرى تجارب علمية متنوعة، بدءًا من دراسة تأثيرات الجاذبية الصغرى على جسم الإنسان وحتى تطوير تقنيات جديدة لاستكشاف الفضاء. بالإضافة إلى ذلك، ساعد بريسنيك في نشر الوعي العام بأهمية استكشاف الفضاء من خلال مشاركة صوره وفيديوهاته من الفضاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي. سمحت هذه المشاركة للجمهور برؤية الحياة في الفضاء من منظور رائد فضاء، مما ألهم أجيالًا جديدة من العلماء والمهندسين.

أهمية عمل بريسنيك

تكمن أهمية عمل راندولف بريسنيك في مساهمته في توسيع المعرفة الإنسانية بالفضاء، وإلهام الأجيال القادمة، وفتح الباب أمام تقنيات جديدة. لقد أظهرت مهماته التفاني والشجاعة والقدرة على العمل في ظروف قاسية. كما أنه بمثابة مثال يحتذى به للشباب الطامحين في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM).

الحياة الشخصية

متزوج من ريبيكا بيلي، ولديهما طفلان. يحب بريسنيك قضاء الوقت مع عائلته، وممارسة الرياضة، والقراءة. يعتبر بريسنيك أيضًا متحدثًا عامًا نشطًا، حيث يشارك تجاربه في الفضاء لإلهام الآخرين.

الجوائز والتكريمات

حصل بريسنيك على العديد من الجوائز والتكريمات خلال مسيرته المهنية، بما في ذلك وسام الخدمة المتميزة في مشاة البحرية، وميدالية الخدمة الجديرة بالتقدير، وميدالية الإنجاز الجوي. كما حصل على وسام ناسا للخدمة الاستثنائية.

التحديات التي واجهها

واجه بريسنيك العديد من التحديات خلال مسيرته المهنية، بما في ذلك التدريب المكثف لرواد الفضاء، والعمل في بيئة الفضاء القاسية، والتعامل مع المهام المعقدة. ومع ذلك، فقد تغلب على هذه التحديات من خلال التفاني والعمل الجاد والتعاون مع زملائه. أظهر بريسنيك القدرة على التكيف مع المواقف المتغيرة واتخاذ القرارات الحاسمة في ظل الضغط الشديد.

نظرة مستقبلية

بعد تقاعده من وكالة ناسا، يواصل بريسنيك المساهمة في استكشاف الفضاء من خلال مشاركته في مبادرات تعليمية وتوعوية. يهدف إلى إلهام الجيل القادم من العلماء والمهندسين، ومشاركة خبراته لتشجيع المزيد من الناس على الانخراط في استكشاف الفضاء. يرى بريسنيك مستقبلًا مشرقًا لاستكشاف الفضاء، مع إمكانية إقامة مستوطنات بشرية على القمر والمريخ، وتوسيع نطاق المعرفة الإنسانية.

العلاقة مع مشاة البحرية الأمريكية

ارتبطت مسيرة بريسنيك المهنية ارتباطًا وثيقًا بمشاة البحرية الأمريكية. لقد بدأ مسيرته العسكرية كطيار مقاتل، واكتسب خبرة قيمة في الطيران والقيادة. ساهمت هذه الخبرة في إعداده ليصبح رائد فضاء ناجحًا. يمثل بريسنيك مثالًا للجمع بين التفوق العسكري والإنجاز العلمي. يظل بريسنيك فخورًا بخدمته في مشاة البحرية، ويحافظ على علاقات قوية مع زملائه السابقين.

الرؤية والإلهام

يعتبر راندولف بريسنيك مصدر إلهام للعديد من الأشخاص حول العالم. من خلال مشاركة تجاربه في الفضاء، ألهم الآخرين على تحقيق أحلامهم والتغلب على العقبات. رؤيته لاستكشاف الفضاء لا تقتصر على الإنجازات العلمية والتقنية فحسب، بل تشمل أيضًا تعزيز التعاون الدولي والوحدة الإنسانية. يرى بريسنيك الفضاء كمجال للتعاون والسلام، حيث يمكن للبشرية أن تعمل معًا لتحقيق أهداف مشتركة.

التدريب والاستعداد للمهام الفضائية

يتطلب التدريب ليصبح رائد فضاء جهدًا كبيرًا وتفانيًا. يخضع رواد الفضاء لسنوات من التدريب المكثف، بما في ذلك تدريبات على الطيران، وعمليات السير في الفضاء، وإدارة المركبات الفضائية. يتعلمون أيضًا كيفية التعامل مع حالات الطوارئ، والعمل في بيئة الجاذبية الصغرى، وإجراء التجارب العلمية. يشارك بريسنيك في تدريب رواد الفضاء الآخرين، ويساعدهم على الاستعداد للمهام الفضائية.

العمل في محطة الفضاء الدولية

محطة الفضاء الدولية هي مختبر ضخم يدور حول الأرض، حيث يقوم رواد الفضاء بإجراء التجارب العلمية والبحثية في بيئة الجاذبية الصغرى. عمل بريسنيك في محطة الفضاء الدولية كمهندس طيران وقائد، وأشرف على العديد من التجارب والأنشطة. ساهم عمله في محطة الفضاء الدولية في فهمنا للفضاء، وصحة الإنسان، وتقنيات الاستكشاف.

التأثير على المجتمع

أثرت رحلات بريسنيك إلى الفضاء على المجتمع بطرق عديدة. ألهمت الشباب لدراسة العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM)، وألهمت الآخرين لتحقيق أحلامهم. ساهمت صور وفيديوهات بريسنيك من الفضاء في زيادة الوعي العام بأهمية استكشاف الفضاء. يعتبر بريسنيك سفيرًا عالميًا، حيث يمثل الإنسانية في مهمتها لاستكشاف الكون.

التقاعد والأنشطة الحالية

بعد تقاعده من وكالة ناسا، يشارك بريسنيك في العديد من الأنشطة التي تهدف إلى نشر الوعي بأهمية استكشاف الفضاء. يشارك في المؤتمرات والفعاليات، ويتحدث مع الطلاب والجمهور، ويكتب المقالات والكتب. يواصل بريسنيك المساهمة في مجتمع الفضاء، ويشجع الآخرين على الانضمام إليه في رحلة استكشاف الكون.

خاتمة

راندولف بريسنيك هو رائد فضاء بارز وضابط عسكري متقاعد ترك بصمة كبيرة في استكشاف الفضاء. من خلال مشاركته في مهمتي مكوك فضاء وإقامته في محطة الفضاء الدولية، ساهم في تقدم العلوم والتكنولوجيا، وألهم أجيالًا جديدة من العلماء والمهندسين. مسيرته المهنية مثال على التفاني والشجاعة والعمل الجاد. يواصل بريسنيك إلهام الآخرين ومشاركة رؤيته لمستقبل استكشاف الفضاء.

المراجع

“`