نشأته وبداية حياته
ولد ألفونس ماريا ستيكلر في مدينة نويشتادتل، النمسا (الآن نوف ميستو، جمهورية التشيك). نشأ في عائلة متدينة. دخل ستيكلر إلى مجتمع السالسيان في عام 1929، وألقى نذوره الأولى في عام 1930. درس الفلسفة واللاهوت في جامعة تورينو، وحصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة عام 1935. رُسم كاهنًا في 27 مايو 1939.
مسيرته الكهنوتية المبكرة
بعد رسامته، عمل ستيكلر كأستاذ في مجتمع السالسيان. درّس القانون الكنسي والتاريخ الكنسي في كلية البابوية للدراسات الساليسية في تورينو من عام 1940 إلى عام 1958. في عام 1958، أصبح عميدًا للكلية. خلال هذه الفترة، كتب العديد من المقالات والكتب حول مواضيع قانونية ولاهوتية.
المشاركة في المجمع الفاتيكاني الثاني
شارك ستيكلر في المجمع الفاتيكاني الثاني (1962-1965) كمستشار لعدة أساقفة. لعب دورًا هامًا في صياغة بعض وثائق المجمع، خاصة تلك المتعلقة بالتعليم الكاثوليكي. كان مؤيدًا قويًا لتجديد الكنيسة، لكنه في الوقت نفسه حافظ على التزام قوي بالتقاليد الكاثوليكية.
العمل في روما
في عام 1968، انتقل ستيكلر إلى روما، حيث بدأ العمل في الكوريا الرومانية. شغل منصبًا في مجمع عقيدة الإيمان. في عام 1971، عُين رئيسًا لجامعة العلوم التربوية البابوية، والتي كانت تابعة للسالسيان. شغل هذا المنصب حتى عام 1985. خلال فترة عمله في الجامعة، ساهم في تطوير مناهج تعليمية جديدة وتحديث أساليب التدريس.
أمين مكتبة الفاتيكان السرية وأرشيفي الفاتيكان
في عام 1985، عُين ستيكلر أمينًا لمكتبة الفاتيكان السرية. وفي عام 1988، أُضيف إليه منصب أرشيفي الفاتيكان. كان هذا المنصبان من أهم المناصب في الفاتيكان، حيث كان مسؤولًا عن الحفاظ على مجموعة واسعة من الوثائق التاريخية والكتب القيمة. أشرف على ترميم العديد من المخطوطات والوثائق القديمة. كما قام بتوسيع نطاق المكتبة والأرشيف وجعلهما أكثر إتاحة للباحثين.
الترقية إلى منصب الكاردينال
في 28 يونيو 1985، عينه البابا يوحنا بولس الثاني كاردينالًا شماسًا لـ”سان جورجيو إن فيلابرو”. هذا الارتفاع في الرتبة يمثل تقديرًا لعمله الطويل في خدمة الكنيسة. ككاردينال، كان له دور في انتخاب الباباوات، وشارك في العديد من اللجان والمؤتمرات الكنسية.
آراؤه وتأثيره
كان ستيكلر معروفًا بآرائه المحافظة في القضايا اللاهوتية والأخلاقية. كان مدافعًا عن التعليم الكاثوليكي التقليدي وعارض العديد من التغييرات التي حدثت في الكنيسة بعد المجمع الفاتيكاني الثاني. كان له تأثير كبير على العديد من الكاثوليكيين المحافظين حول العالم. دافع عن أهمية القداس اللاتيني التقليدي وعارض التغييرات التي أدخلت على الليتورجيا بعد المجمع الفاتيكاني الثاني. كان يعتقد أن هذه التغييرات قد أضعفت الإيمان الكاثوليكي.
مواقفه حول القضايا الأخلاقية
بالإضافة إلى مواقفه الليتورجية، كان ستيكلر يمتلك وجهات نظر محافظة حول القضايا الأخلاقية. كان يعارض الإجهاض وتحديد النسل، وكان يدعو إلى الحفاظ على القيم العائلية التقليدية. كان يؤمن بأهمية الطاعة لسلطة الكنيسة.
أعماله ومؤلفاته
كتب ستيكلر العديد من الكتب والمقالات حول مواضيع قانونية ولاهوتية وتاريخية. من بين أشهر أعماله: “الفقه القانوني للكنيسة” و “القداس اللاتيني: تاريخه ومعناه”. قدم مساهمات كبيرة في الفكر الكاثوليكي الحديث. كان له تأثير كبير على العديد من الكاثوليكيين حول العالم من خلال كتاباته ومحاضراته.
تقاعده ووفاته
تقاعد ستيكلر من منصب أمين مكتبة الفاتيكان السرية وأرشيفي الفاتيكان في عام 1991. ومع ذلك، ظل نشطًا في الحياة الكنسية حتى وفاته. توفي في روما في 12 ديسمبر 2007، عن عمر يناهز 97 عامًا. ترك إرثًا كبيرًا كعالم ولاهوتي وكاردينال.
إرثه
يُعتبر ألفونس ماريا ستيكلر شخصية بارزة في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية. أثرت كتاباته وآراؤه على العديد من الكاثوليكيين المحافظين في جميع أنحاء العالم. أسهم في الحفاظ على التقاليد الكاثوليكية الكلاسيكية. يذكره الكثيرون كشخصية مهمة في صون التراث الكاثوليكي.
أعماله البارزة
- الفقه القانوني للكنيسة: عمل شامل في القانون الكنسي.
- القداس اللاتيني: تاريخه ومعناه: دراسة عميقة للقداس اللاتيني.
- مقالات في مجالات القانون واللاهوت: مجموعة مقالات متنوعة.
تأثيره على الكنيسة
كان لستيكلر تأثير كبير على الكنيسة الكاثوليكية. كان مدافعًا عن التقليد، ولعب دورًا في الحفاظ على الإرث الكاثوليكي. كانت آراؤه محل احترام وتقدير بين العديد من المحافظين في الكنيسة. ساهم في تشكيل فهم أعمق للتقاليد الكاثوليكية.
مساهماته في الفكر الكاثوليكي
بالإضافة إلى عمله كإداري في الفاتيكان، كان ستيكلر مفكرًا لاهوتيًا نشطًا. دافع عن أهمية دراسة اللاهوت الكلاسيكي والعودة إلى مصادر الإيمان. ساهم في تطوير الفكر الكاثوليكي في مجالات القانون الكنسي والتاريخ والليتورجيا. تركت كتاباته تأثيرًا دائمًا على الفكر الكاثوليكي.
التقدير والشهرة
حاز ستيكلر على تقدير كبير من قبل العديد من الكاثوليكيين، خاصة أولئك الذين يتبنون وجهات نظر محافظة. كان يُنظر إليه على أنه مدافع عن الحقيقة الكاثوليكية. استمر في التعبير عن آرائه حتى في شيخوخته، مما جعله شخصية محترمة ومؤثرة.
خاتمة
كان ألفونس ماريا ستيكلر شخصية بارزة في الكنيسة الكاثوليكية في القرن العشرين وأوائل القرن الحادي والعشرين. كرس حياته للحفاظ على التقاليد الكاثوليكية الكلاسيكية، وعمل كأمين لمكتبة الفاتيكان السرية وكأرشيفي الفاتيكان. ترك إرثًا كبيرًا كعالم ولاهوتي وكاردينال. كان تأثيره محسوسًا على العديد من الكاثوليكيين المحافظين حول العالم، ولا تزال آراؤه محل احترام وتقدير.