الحياة المبكرة والتعليم
ولدت كاثرين ميغان مكارثر في هونولولو، هاواي، ونشأت في كاليفورنيا. حصلت على درجة البكالوريوس في هندسة الفضاء الجوي من جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس في عام 1993، ثم حصلت على درجة الدكتوراه في علم المحيطات من جامعة كاليفورنيا، سان دييغو في عام 2003. تخصصت في دراسة عمليات نقل الموائع في المحيطات، وخصوصًا في استخدام النماذج العددية لدراسة الاضطرابات في المحيطات.
خلال دراستها في جامعة كاليفورنيا، سان دييغو، عملت مكارثر كباحثة في معهد سكريبس لعلوم المحيطات. شاركت في عدة بعثات بحثية في المحيط الهادئ، حيث درست تأثيرات ظاهرة النينيو على التيارات المحيطية. بالإضافة إلى ذلك، طورت مكارثر فهمًا عميقًا للعمليات الفيزيائية التي تحرك المحيطات، وهو ما كان له دور كبير في إعدادها لمسيرتها في وكالة ناسا.
مسيرتها في وكالة ناسا
تم اختيار مكارثر كمرشحة لبرنامج رواد الفضاء التابع لوكالة ناسا في عام 2000. بدأت تدريبها في أغسطس 2000، وأكملت تدريبها في عام 2002. وشمل التدريب تقييمًا طبيًا مكثفًا، وتدريبًا على الطيران، والتعرف على أنظمة محطة الفضاء الدولية، وتدريبًا على البقاء على قيد الحياة في المياه والظروف القاسية. بعد الانتهاء من التدريب، تم تعيين مكارثر في مكتب رواد الفضاء، حيث عملت في عدة مهام فنية لدعم العمليات الفضائية.
شاركت مكارثر في بعثة المكوك الفضائي أتلانتس (STS-125) في عام 2009، وكانت مهمتها الرئيسية هي إجراء إصلاحات وصيانة لتلسكوب هابل الفضائي. كانت مكارثر أخصائية مهمة في هذه البعثة، وشاركت في عدة عمليات سير في الفضاء. تضمنت مهمة STS-125 خمس عمليات سير في الفضاء، واستغرقت البعثة ما يقرب من 13 يومًا. خلال هذه المهمة، أظهرت مكارثر مهارات عالية في التعامل مع الأجهزة والأدوات، والعمل بفعالية في بيئة الفضاء الصعبة.
في عام 2021، أطلقت مكارثر إلى محطة الفضاء الدولية كجزء من مهمة سبيس إكس كرو 2 (SpaceX Crew-2) كمهندسة رحلة. انطلقت المهمة في أبريل 2021 وعادت إلى الأرض في نوفمبر 2021، بعد أن أمضت ما يقرب من ستة أشهر في الفضاء. وخلال هذه المهمة، أجرت مكارثر عددًا من التجارب العلمية، وساهمت في صيانة محطة الفضاء الدولية. بالإضافة إلى ذلك، شاركت في عدد من الأنشطة خارج المركبة (EVA)، مما يدل على قدرتها على التكيف والعمل في ظروف انعدام الجاذبية.
مساهماتها العلمية والتقنية
ساهمت مكارثر بشكل كبير في مجالات علوم المحيطات وهندسة الفضاء. كعالمة محيطات، ساعدت في تحسين فهمنا لعمليات نقل الموائع في المحيطات وتأثيرات ظاهرة النينيو. عملها في هذا المجال أثرى فهمنا للتغيرات المناخية وكيفية تأثيرها على البيئة البحرية.
كمهندسة ورائدة فضاء، ساهمت مكارثر في تطوير وصيانة تلسكوب هابل الفضائي، وهو أحد أهم الأدوات العلمية في تاريخ البشرية. كما ساهمت في العديد من التجارب العلمية على متن محطة الفضاء الدولية، والتي وسعت معرفتنا بالكون والظواهر الفيزيائية في الفضاء. مشاركتها في مهام الفضاء، سواء داخل المركبة أو خارجها، أظهرت قدرتها على التعامل مع التحديات التقنية والعمل في بيئات معقدة.
بالإضافة إلى مساهماتها العلمية والتقنية، تعتبر مكارثر نموذجًا يحتذى به للنساء في العلوم والهندسة. ألهمت العديد من الشابات لمتابعة مسيرات مهنية في هذه المجالات. كما ساهمت في تعزيز التنوع والشمولية في وكالة ناسا، مما يجعلها منظمة أكثر انفتاحًا وابتكارًا.
التدريب والإعداد
مرت مكارثر بتدريب مكثف للإعداد لمهام الفضاء. وشمل هذا التدريب:
- التدريب البدني: يتضمن التدريب البدني المكثف تمارين القلب والأوعية الدموية وتمارين القوة لزيادة اللياقة البدنية والقدرة على التحمل.
- البقاء على قيد الحياة: التدريب على البقاء على قيد الحياة في ظروف مختلفة، مثل الغابات والمياه الباردة والصحراء، لضمان القدرة على النجاة في حالات الطوارئ.
- التدريب على الطيران: التدريب على الطيران في طائرات تي-38، مما يساعد رواد الفضاء على تطوير المهارات اللازمة للتعامل مع المركبات الفضائية.
- التدريب على أنظمة المركبات الفضائية: يشمل التدريب على أنظمة المركبات الفضائية، مثل أنظمة الاتصالات والدعم البيئي، والتعرف على كيفية تشغيلها وصيانتها.
- التدريب على العمليات خارج المركبة (EVA): تدريب على العمل في الفضاء الخارجي، بما في ذلك استخدام البدلات الفضائية وإجراء الإصلاحات والصيانة على محطة الفضاء الدولية أو المركبات الفضائية.
- التدريب اللغوي: تعلم اللغة الروسية، نظرًا لأهميتها في التعاون مع وكالة الفضاء الروسية في محطة الفضاء الدولية.
هذا التدريب المكثف يضمن أن رواد الفضاء، مثل مكارثر، مستعدون للتعامل مع التحديات الجسدية والتقنية والعلمية لمهام الفضاء.
الحياة الشخصية
متزوجة من روبرت إس. كيمبروغ، وهو رائد فضاء سابق في وكالة ناسا، وقد شارك في مهمتين فضائيتين. يعتبر زواجهم مثالًا على الشراكة والتعاون داخل مجتمع رواد الفضاء. مكارثر مهتمة بالقراءة والركض والمشي لمسافات طويلة، وتحب قضاء الوقت مع عائلتها. تجمعها علاقات قوية مع زملائها رواد الفضاء، وتدعم بقوة التعليم والعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) لجيل الشباب.
تحظى مكارثر بشعبية واحترام كبيرين في مجتمع الفضاء. إنها تعتبر شخصية ملهمة للعديد من الشباب، وخاصة الفتيات اللواتي يطمحن إلى مسيرة مهنية في العلوم والتكنولوجيا. ساهمت في إلهام الأجيال القادمة لتحقيق أحلامهم والمساهمة في استكشاف الفضاء.
الجوائز والتكريمات
حصلت كاثرين ميغان مكارثر على العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لعملها وإنجازاتها. هذه الجوائز تشمل:
- ميدالية الخدمة المتميزة لوكالة ناسا: تقديرًا لمساهماتها البارزة في مهام الفضاء.
- وسام الإنجاز الخاص بناسا: تقديرًا لخدمتها المتميزة وإنجازاتها في مجال الفضاء.
- العديد من شهادات التقدير والجوائز الأخرى: تقديرًا لعملها في مشاريع مختلفة، بما في ذلك مشاركتها في تلسكوب هابل ومحطة الفضاء الدولية.
تعتبر هذه الجوائز بمثابة اعتراف رسمي بإسهاماتها القيمة في مجال الفضاء، وتعكس تفانيها والتزامها بالتميز.
التأثير والإرث
تعتبر كاثرين ميغان مكارثر شخصية مؤثرة في مجال استكشاف الفضاء. مساهماتها في العلوم والهندسة والإلهام الذي قدمته للأجيال القادمة يجعلها نموذجًا يحتذى به. من خلال عملها في استكشاف الفضاء، ساعدت مكارثر في تعزيز التقدم العلمي والتقني، وألهمت الآخرين على السعي وراء أحلامهم. إنها جزء لا يتجزأ من تاريخ استكشاف الفضاء، وسيكون لها تأثير دائم على الأجيال القادمة.
مستقبل مسيرتها المهنية
من المتوقع أن تواصل كاثرين ميغان مكارثر مسيرتها المهنية في وكالة ناسا، والمساهمة في استكشاف الفضاء والبحث العلمي. نظرًا لخبرتها الواسعة ومهاراتها المتنوعة، من المرجح أن تشارك في مهام مستقبلية. بالإضافة إلى ذلك، من المحتمل أن تستمر في دعم برامج التعليم والتدريب، ومشاركة خبراتها مع الجيل القادم من رواد الفضاء والعلماء.
خاتمة
كاثرين ميغان مكارثر هي رائدة فضاء أمريكية متميزة، عالمة محيطات، ومهندسة. تركت بصمة واضحة في مجال الفضاء من خلال عملها في تلسكوب هابل الفضائي ومحطة الفضاء الدولية. إنها شخصية ملهمة، ساهمت في تقدم العلوم والتكنولوجيا، وألهمت الأجيال القادمة من العلماء والمهندسين. مسيرتها المهنية الحافلة بالإنجازات تعتبر مصدر إلهام للكثيرين، وتؤكد على أهمية التفاني والعمل الجاد في تحقيق الأحلام.