نشأتها وتصميمها
بدأ بناء يو إس إس روبرت إتش. مكارد في حوض بناء السفن في شركة بيثلييم ستيل في كوينسي، ماساتشوستس. تم وضع العارضة في 20 يناير 1945، وتم إطلاقها في 24 يونيو 1945. تم تكليف السفينة رسميًا في 29 أكتوبر 1945.
صُممت مدمرات فئة ألين إم. سمر لتكون أكثر قوة وتطورًا من المدمرات السابقة في الحرب العالمية الثانية. كان طول السفينة يبلغ حوالي 390 قدمًا (118.9 مترًا)، وعرضها 41 قدمًا (12.5 مترًا)، وإزاحتها حوالي 2200 طن. كانت مسلحة بـ 6 مدافع عيار 5 بوصات (127 ملم)، بالإضافة إلى أسلحة مضادة للطائرات، بما في ذلك مدافع عيار 40 ملم و 20 ملم. كان لديها أيضًا أنابيب طوربيد وثلاثة أنابيب طوربيد عيار 21 بوصة (533 ملم) لزيادة قدرتها على الهجوم.
الخدمة في الحرب الباردة
بعد الانتهاء من التكليف، بدأت يو إس إس روبرت إتش. مكارد خدمتها في المحيط الأطلسي. شاركت في مناورات وتدريبات مختلفة، وساهمت في الحفاظ على الاستعداد القتالي للولايات المتحدة خلال فترة الحرب الباردة. قامت السفينة بزيارات إلى العديد من الموانئ في جميع أنحاء العالم، وعملت كرمز للقوة الأمريكية وحضورها في البحار.
خلال الحرب الباردة، قامت يو إس إس روبرت إتش. مكارد بدوريات في المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط. قامت بمرافقة السفن، وشاركت في عمليات البحث والإنقاذ، وقدمت الدعم اللوجستي للعمليات العسكرية. كان على متنها طاقم من الضباط والبحارة المتفانين الذين عملوا بجد للحفاظ على السفينة في حالة جيدة وضمان جاهزيتها.
الخدمة في حرب فيتنام
في فترة لاحقة، تم إرسال يو إس إس روبرت إتش. مكارد إلى مسرح العمليات في حرب فيتنام. شاركت في عدد من العمليات الحربية، وقدمت الدعم الناري للقوات البرية، ورافقت السفن الحربية الأخرى. كانت هذه فترة صعبة ومكثفة للبحارة الذين خدموا على متن السفينة. شهدت السفينة العديد من المهام الخطيرة والمخاطر، بما في ذلك الهجمات الجوية والاشتباكات مع القوات المعادية.
خلال حرب فيتنام، قامت يو إس إس روبرت إتش. مكارد بتقديم الدعم الناري للقوات البرية الأمريكية والفيتنامية الجنوبية. استخدمت مدافعها عيار 5 بوصات لقصف مواقع العدو والقضاء على الأهداف الاستراتيجية. بالإضافة إلى ذلك، رافقت السفن الحربية الأخرى وشاركت في عمليات البحث والإنقاذ في منطقة القتال.
أثناء تواجدها في فيتنام، تعرضت يو إس إس روبرت إتش. مكارد لخطر كبير بسبب البيئة القتالية المكثفة. تعرضت السفينة للهجمات الجوية، وتعرضت للهجوم من قبل القوات المعادية، وتطلب من طاقمها الحفاظ على اليقظة والاستعداد الدائمين.
التعديلات والتحسينات
خضعت يو إس إس روبرت إتش. مكارد لعدة تعديلات وتحسينات على مر السنين. تم تحديث أسلحتها وأنظمتها الإلكترونية لتعزيز قدراتها القتالية. تم تركيب رادارات وسونارات جديدة لتعزيز قدراتها على الكشف عن الأهداف وتعقبها. كما تم إجراء تحسينات على الإقامة والراحة للطاقم لتحسين معنوياتهم.
تم تجهيز يو إس إس روبرت إتش. مكارد بتقنيات اتصالات متطورة لتمكينها من التنسيق مع السفن الأخرى والطائرات والقوات البرية. تم تركيب نظام إدارة قتال حديث لتعزيز قدرتها على اتخاذ القرارات بسرعة ودقة.
تقاعدها ومصيرها
بعد سنوات طويلة من الخدمة المتميزة، تم إيقاف تشغيل يو إس إس روبرت إتش. مكارد في عام 1973. تم بيعها في وقت لاحق إلى اليونان، حيث أعيدت تسميتها باسم “إيلي” (Hellas) وخدمت في البحرية اليونانية لعدة سنوات. في نهاية المطاف، تم سحب السفينة من الخدمة وتم تفكيكها.
كانت يو إس إس روبرت إتش. مكارد سفينة ذات تاريخ غني ومثير للإعجاب. تركت بصمة كبيرة في تاريخ البحرية الأمريكية، وساهمت في الأمن والاستقرار العالمي. لقد كان أفراد الطاقم الذين خدموا على متن السفينة أبطالًا يستحقون التقدير على تفانيهم وشجاعتهم.
إرثها
تركت يو إس إس روبرت إتش. مكارد إرثًا دائمًا في تاريخ البحرية الأمريكية. كانت مثالاً للخدمة والتفاني والشجاعة. خدمت السفينة في العديد من العمليات المهمة، وقدمت الدعم للقوات الأمريكية وحلفائها. تذكر كواحدة من السفن الأكثر شهرة في فئتها.
يُذكر أفراد الطاقم الذين خدموا على متن يو إس إس روبرت إتش. مكارد لشجاعتهم وتفانيهم. لقد خاطروا بحياتهم في خدمة وطنهم، وعملوا بجد للحفاظ على السفينة في حالة جيدة وضمان جاهزيتها. تُعتبر يو إس إس روبرت إتش. مكارد رمزًا للقوة الأمريكية والتزامها بالأمن العالمي.
أهمية التسمية
اسم يو إس إس روبرت إتش. مكارد يحمل أهمية خاصة. فقد سُميت على اسم الرقيب المدفعي في مشاة البحرية الأمريكية روبرت إتش. مكارد، الذي قُتل في معركة إيو جيما خلال الحرب العالمية الثانية. كان مكارد بطلاً حصل على وسام الشرف لشجاعته الاستثنائية وتضحيته بالنفس. يعكس هذا الاسم التزام البحرية الأمريكية بتكريم قدامى المحاربين وشجاعتهم.
تم اختيار اسم يو إس إس روبرت إتش. مكارد ليكون بمثابة تذكير بالتضحيات التي قدمها الجنود الأمريكيون في سبيل الحرية والديمقراطية. يمثل الاسم أيضًا قيم الشجاعة والإخلاص والتفاني التي تميز مشاة البحرية الأمريكية.
التكنولوجيا والابتكار
شهدت يو إس إس روبرت إتش. مكارد تطورات تكنولوجية كبيرة خلال فترة خدمتها. كانت السفينة مجهزة بتقنيات رادار وسونار متطورة ساهمت في تعزيز قدرتها على الكشف عن الأهداف وتعقبها. كما تم تركيب نظام إدارة قتال حديث لتعزيز قدرتها على اتخاذ القرارات بسرعة ودقة. كما خضعت السفينة لتعديلات وتحسينات على مر السنين، مما ساهم في تحسين أدائها وقدرتها على البقاء في الخدمة.
الفرقاطات الشقيقة
كانت يو إس إس روبرت إتش. مكارد واحدة من العديد من السفن في فئة مدمرات ألين إم. سمر. تضمنت هذه الفئة سفنًا أخرى مثل يو إس إس سيمبسون (USS Simpson)، ويو إس إس كوان (USS Cone)، ويو إس إس أندرسون (USS Anderson). شاركت هذه السفن في العديد من العمليات خلال الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة وحرب فيتنام. لقد لعبت هذه السفن دورًا حاسمًا في تعزيز الأمن والاستقرار العالمي.
الخاتمة
يو إس إس روبرت إتش. مكارد كانت مدمرة أمريكية متميزة، خدمت بكل فخر خلال فترة الحرب الباردة وحرب فيتنام. لعبت دورًا حيويًا في دعم العمليات العسكرية، والمشاركة في التدريبات، والمساهمة في الأمن البحري. سُميت السفينة على اسم بطل مشاة البحرية، وكانت رمزًا للشجاعة والتفاني. على الرغم من تقاعدها، إلا أن إرثها لا يزال حيًا، وتُذكر كواحدة من السفن الأكثر تأثيرًا في تاريخ البحرية الأمريكية.