نشأته وتعليمه
وُلد ويليام أشميد-بارتليت في 20 يناير 1851 في مدينة لندن. كان الابن غير الشرعي لإنجليزي وأمريكية. في وقت لاحق، ورث ثروة كبيرة من زوجته، أنجيلا بيرديت-كوتس، التي كانت وريثة عائلة مصرفية ثرية. تلقى تعليمه في كلية مارلبورو قبل أن ينتقل إلى جامعة كامبريدج، حيث درس العلوم الطبيعية. على الرغم من اهتمامه المبكر بالعلوم، إلا أنه وجد نفسه مهتمًا بشكل متزايد بالشؤون الاجتماعية والسياسية.
حياته المهنية
بدأ بيرديت-كوتس مسيرته المهنية في الصحافة، حيث عمل كمراسل لصحيفة “ذي تايمز”. استخدم هذه المنصة للتعبير عن آرائه حول مجموعة واسعة من القضايا الاجتماعية. في عام 1885، انتخب عضوًا في البرلمان عن دائرة ويستمنستر، وظل في منصبه حتى وفاته. في البرلمان، كان صوته مسموعًا في قضايا مثل الإسكان والصحة العامة والتعليم. كان مؤيدًا قويًا للإصلاح الاجتماعي، وعمل بلا كلل لتحسين حياة الفقراء والمهمشين.
مساهماته في مجال الإسكان
كان بيرديت-كوتس مدافعًا قويًا عن تحسين الإسكان للطبقات العاملة. أدرك أن الظروف المعيشية السيئة في الأحياء الفقيرة تساهم في انتشار الأمراض والفقر والجريمة. لذلك، استثمر بكثافة في بناء مساكن ميسورة التكلفة في لندن. من بين مشاريع الإسكان الأكثر شهرة التي قام بها:
- مساكن كولومبيا ماركيت: وهو مشروع سكني واسع النطاق في شرق لندن، صُمم لتوفير سكن صحي ونظيف للعمال.
- مساكن كوتس: سلسلة من المنازل التي بناها بيرديت-كوتس في أماكن مختلفة في لندن، مع التركيز على توفير شقق نظيفة وبأسعار معقولة للعائلات ذات الدخل المنخفض.
كانت جهوده في مجال الإسكان رائدة في وقتها، وساعدت في تغيير الطريقة التي تفكر بها الحكومة والقطاع الخاص في معالجة مشكلة السكن غير الصحي.
مساهماته في مجال الصحة العامة
بالإضافة إلى عمله في مجال الإسكان، كان بيرديت-كوتس ملتزمًا بتحسين الصحة العامة. أدرك العلاقة بين الظروف المعيشية السيئة والصحة السيئة، وعمل على معالجة هذه المشكلة من خلال مجموعة متنوعة من المبادرات.
من بين أبرز مساهماته في مجال الصحة العامة:
- دعم المستشفيات: تبرع بيرديت-كوتس بسخاء للمستشفيات والمؤسسات الطبية الأخرى، وساعد في تمويل بناء مستشفيات جديدة وتوسيع المستشفيات القائمة.
- مكافحة الأمراض المعدية: كان مؤيدًا قويًا لتدابير الصحة العامة التي تهدف إلى منع انتشار الأمراض المعدية. دعم حملات التطعيم، وعمل على تحسين الصرف الصحي، وتوفير المياه النظيفة.
كانت جهود بيرديت-كوتس في مجال الصحة العامة حاسمة في تحسين صحة سكان لندن والحد من انتشار الأمراض المميتة.
علاقته بالصحافة والإعلام
كان بيرديت-كوتس ذكيًا في استخدامه للصحافة والإعلام لدعم أهدافه السياسية والاجتماعية. استخدم عمله كصحفي في “ذي تايمز” للتعبير عن آرائه حول مجموعة واسعة من القضايا. كما استخدم الصحافة للترويج لمشاريع الإسكان الخاصة به، ولزيادة الوعي حول قضايا الصحة العامة. كان يعرف كيفية استخدام وسائل الإعلام للتأثير على الرأي العام ودعم أجندته.
زواجه وعائلته
تزوج ويليام بيرديت-كوتس من أنجيلا بيرديت-كوتس في عام 1881. كانت أنجيلا وريثة ثروة مصرفية كبيرة، وكانت معروفة بأعمالها الخيرية. تبنى الزوجان عددًا من الأطفال. على الرغم من أن الزواج لم يسفر عن أطفال بيولوجيين، إلا أنهما شكلا شراكة قوية في الأعمال الخيرية والإصلاح الاجتماعي. توفيت أنجيلا في عام 1906.
إرثه
ترك ويليام بيرديت-كوتس إرثًا دائمًا في بريطانيا. كان له دور فعال في تحسين الظروف المعيشية للفقراء والمهمشين، وعمل بلا كلل في مجالات الإسكان والصحة العامة والتعليم. كانت جهوده في مجال الإسكان رائدة في وقتها، وساعدت في تغيير الطريقة التي تفكر بها الحكومة والقطاع الخاص في معالجة مشكلة السكن غير الصحي. كانت مساهماته في مجال الصحة العامة حاسمة في تحسين صحة سكان لندن والحد من انتشار الأمراض المميتة. بالإضافة إلى ذلك، كان بيرديت-كوتس رائدًا في استخدامه للصحافة والإعلام لدعم أهدافه السياسية والاجتماعية.
وفاته
توفي ويليام بيرديت-كوتس في 28 يوليو 1921، عن عمر يناهز السبعين عامًا. دفن في كنيسة القديس يوحنا، ويستمنستر. لا يزال إرثه حيًا، وتُذكر إنجازاته في مجال الإصلاح الاجتماعي والإنساني حتى يومنا هذا.
خاتمة
كان ويليام بيرديت-كوتس شخصية بارزة في بريطانيا الفيكتورية. بصفته سياسيًا، ورجل أعمال، وفاعل خير، أحدث تأثيرًا كبيرًا في مجالات الإسكان والصحة العامة. من خلال جهوده الدؤوبة، ساعد في تحسين حياة الفقراء والمهمشين، وترك إرثًا دائمًا في تاريخ بريطانيا. لقد أظهر كيف يمكن للعمل الجاد والتفاني أن يحدثا فرقًا حقيقيًا في المجتمع.
المراجع
- Parliament UK: William Burdett-Coutts
- Wikipedia: William Burdett-Coutts
- Encyclopaedia Britannica: William Burdett-Coutts
- London Remembers: William Burdett-Coutts
“`