الحياة المبكرة والتعليم
ولد جورج كيوورث الثاني في أورانج، كاليفورنيا. حصل على درجة البكالوريوس في الفيزياء من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا عام 1961، ودرجة الدكتوراه في الفيزياء النووية من جامعة ديوك عام 1968. ركزت أبحاثه المبكرة على الفيزياء النووية النظرية، وتحديداً على تفاعلات النيوترونات مع الأنوية الذرية.
المسيرة المهنية المبكرة
بعد حصوله على درجة الدكتوراه، انضم كيوورث إلى مختبر لوس ألاموس الوطني كباحث علمي. شغل مناصب قيادية في المختبر، وأصبح في النهاية رئيس قسم الفيزياء. خلال فترة عمله في لوس ألاموس، قام كيوورث بإجراء أبحاث على نطاق واسع في مجالات مختلفة، بما في ذلك أسلحة نووية وأبحاث الطاقة.
المستشار العلمي للرئيس
في عام 1981، عُين كيوورث مستشارًا علميًا للرئيس رونالد ريغان ومديرًا لمكتب سياسة العلوم والتكنولوجيا (OSTP). كان هذا المنصب بمثابة مستشار الرئيس في القضايا العلمية والتقنية. خلال فترة عمله، كان كيوورث مسؤولاً عن تقديم المشورة للرئيس بشأن مجموعة واسعة من القضايا، بما في ذلك أبحاث الفضاء والدفاع الوطني والطاقة والبيئة. لعب دورًا محوريًا في دعم مبادرة الدفاع الاستراتيجي (SDI)، والمعروفة أيضًا باسم “حرب النجوم”، وهي برنامج دفاع صاروخي مقترح يهدف إلى حماية الولايات المتحدة من الهجمات الصاروخية النووية. ومع ذلك، أثارت خطته جدلاً واسعًا، وشكك الكثيرون في جدواها وتكلفتها.
مبادرة الدفاع الاستراتيجي (SDI)
كان دعم كيوورث لمبادرة الدفاع الاستراتيجي (SDI) مثيرًا للجدل. جادل مؤيدو البرنامج بأنه سيعزز الأمن القومي من خلال توفير درع ضد الهجمات الصاروخية النووية. ومع ذلك، انتقد المعارضون البرنامج، مشيرين إلى أنه مكلف للغاية، وغير قابل للتطبيق من الناحية التكنولوجية، ومن المحتمل أن يؤدي إلى سباق تسلح جديد. أثارت طبيعة البرنامج المعقدة والمتطورة باستمرار نقاشات واسعة حول جدواه وتأثيراته المحتملة على الأمن العالمي. علاوة على ذلك، تم انتقاد كيوورث بسبب تضارب المصالح المحتمل، حيث كان لديه علاقات مع شركات الدفاع التي كانت ستستفيد من برنامج SDI. على الرغم من هذه الانتقادات، بقي كيوورث ملتزمًا بدعم البرنامج، معتقدًا أنه سيوفر حماية حيوية للولايات المتحدة وحلفائها.
سياسات العلوم والتكنولوجيا
بصفته مستشارًا علميًا للرئيس، لعب كيوورث دورًا مهمًا في تشكيل سياسات العلوم والتكنولوجيا في الولايات المتحدة. دافع عن زيادة التمويل للبحث والتطوير، وأيد التعاون بين الحكومة والصناعة والأوساط الأكاديمية. أدرك كيوورث أهمية العلم والتكنولوجيا في تعزيز النمو الاقتصادي والأمن القومي. كان يعتقد أن الاستثمار في العلوم والتكنولوجيا أمر ضروري للحفاظ على القدرة التنافسية للولايات المتحدة في العالم. في هذا السياق، عمل كيوورث على تعزيز بيئة مواتية للابتكار، من خلال تسهيل الشراكات بين القطاعين العام والخاص.
الجدل والخلاف
خلال فترة عمله في منصب المستشار العلمي للرئيس، واجه كيوورث عددًا من الخلافات. أثار سلوكه وجاذبيته الشخصية إعجاب الكثيرين، بينما أزعج آخرين. على وجه الخصوص، تعرض كيوورث لانتقادات بسبب تعامله مع بعض القضايا، بما في ذلك مبادرة الدفاع الاستراتيجي. اتُهم كيوورث بتجاوز سلطاته والتأثير على عملية صنع القرار في البيت الأبيض. علاوة على ذلك، كان يُنظر إليه على أنه مؤيد متحمس جدًا للبحث العلمي، مما أدى إلى اتهامه بتفضيل مشاريع بحثية معينة على غيرها. ومع ذلك، استمر كيوورث في الدفاع عن وجهات نظره، معتقدًا أنه كان يتصرف بما يخدم مصلحة الأمة.
السنوات اللاحقة
بعد مغادرته البيت الأبيض، عمل كيوورث في عدد من المناصب الاستشارية في القطاعين العام والخاص. كان عضوًا في مجلس إدارة العديد من الشركات، وقدم المشورة بشأن قضايا العلوم والتكنولوجيا. كما شارك في العديد من المنظمات العلمية، وكتب على نطاق واسع حول مجموعة متنوعة من الموضوعات. واصل كيوورث المساهمة في النقاش حول سياسات العلوم والتكنولوجيا، حيث قدم وجهات نظره حول مجموعة متنوعة من القضايا.
إرث
يُذكر كيوورث كشخصية مؤثرة في مجال العلوم والتكنولوجيا في الولايات المتحدة. ترك بصمة دائمة على سياسات العلوم والتكنولوجيا، وأثرت آراؤه على صانعي السياسات والباحثين على حد سواء. كان كيوورث مدافعًا قويًا عن أهمية العلم والتكنولوجيا في المجتمع، وعمل على تعزيز البحث والتطوير والابتكار. على الرغم من الجدل المحيط به، إلا أن إرثه يكمن في دوره في تشكيل سياسات العلوم والتكنولوجيا في الولايات المتحدة، ودعمه لمجتمع البحث والتطوير.
مجالات الاهتمام
تميزت مسيرة كيوورث بالاهتمام بمجموعة واسعة من القضايا، بما في ذلك:
- الفيزياء النووية.
- سياسات العلوم والتكنولوجيا.
- الأمن القومي.
- أبحاث الفضاء.
- الطاقة والبيئة.
الجوائز والتكريمات
خلال مسيرته المهنية، حصل كيوورث على عدد من الجوائز والتكريمات، بما في ذلك:
- زمالة في الجمعية الأمريكية لتقدم العلوم.
- العديد من شهادات الدكتوراه الفخرية.
خاتمة
كان جورج أ. كيوورث الثاني شخصية بارزة في عالم العلوم والتكنولوجيا والسياسة الأمريكية. بصفته مستشارًا علميًا للرئيس رونالد ريغان، لعب دورًا حاسمًا في تشكيل سياسات العلوم والتكنولوجيا. دعم مبادرة الدفاع الاستراتيجي وأيد زيادة التمويل للبحث والتطوير. على الرغم من الجدل المحيط به، ترك كيوورث إرثًا دائمًا في مجال العلوم والتكنولوجيا، وأثرت آراؤه على صانعي السياسات والباحثين على حد سواء.
المراجع
“`