نشأته وبداياته
ولد بي. سي. شيخار في الهند، وتلقى تعليمه في الهند والمملكة المتحدة. حصل على درجة البكالوريوس في الكيمياء والفيزياء من جامعة مدراس في عام 1949. ثم حصل على درجة الماجستير في الكيمياء الفيزيائية من جامعة مانشستر في عام 1953، ودرجة الدكتوراه في الكيمياء الفيزيائية من نفس الجامعة في عام 1956. خلال فترة دراسته، أظهر شيخار اهتمامًا كبيرًا بالعلوم والتكنولوجيا، مما مهد الطريق لمسيرته المهنية في مجال المطاط.
مسيرته المهنية في ماليزيا
بدأ شيخار مسيرته المهنية في ماليزيا في عام 1957، حيث انضم إلى معهد بحوث المطاط الماليزي (RRIM). في البداية، عمل كباحث، لكنه سرعان ما ارتقى في المناصب القيادية. أصبح مديرًا للمعهد في عام 1974، وهو المنصب الذي شغله لمدة عشر سنوات. خلال فترة توليه منصب المدير، أحدث شيخار تغييرات جذرية في المعهد، مما أدى إلى تحويله إلى مركز عالمي للتميز في بحوث المطاط وتطويره.
إسهاماته في تحديث صناعة المطاط
كان شيخار رائدًا في تطوير التقنيات الحديثة في إنتاج المطاط ومعالجته. كان له دور فعال في تطوير نظام الجودة القياسي للمطاط الماليزي (SIR)، والذي أصبح معيارًا عالميًا لجودة المطاط. كما ساهم في تطوير طرق جديدة لتحسين إنتاجية أشجار المطاط وجودة المطاط الناتج. من أبرز إسهاماته:
- تطوير نظام الجودة القياسي للمطاط الماليزي (SIR): وضع شيخار هذا النظام لضمان جودة المطاط المنتج في ماليزيا، وأصبح هذا النظام معيارًا عالميًا للجودة.
- تحسين طرق إنتاج المطاط: قام شيخار بتطوير تقنيات جديدة لتحسين عملية استخراج المطاط ومعالجته، مما أدى إلى زيادة الإنتاجية وخفض التكاليف.
- البحث والتطوير: دعم شيخار البحث والتطوير في مجال المطاط، مما أدى إلى اكتشافات جديدة في هذا المجال.
- نشر المعرفة: ساهم في نشر المعرفة حول المطاط وتقنيات إنتاجه من خلال كتابة المقالات والمشاركة في المؤتمرات والندوات.
ريادته وتأثيره العالمي
لم تقتصر إسهامات شيخار على ماليزيا وحدها، بل امتدت لتشمل صناعة المطاط العالمية. عمل شيخار مع العديد من المنظمات الدولية، مثل منظمة التجارة العالمية (WTO) والاتحاد الدولي لمصنعي المطاط (IRSG). كما كان له دور فعال في تعزيز التعاون بين الدول المنتجة للمطاط. كان شيخار يتمتع بشخصية قيادية قوية، وكان معروفًا بقدرته على الإلهام والتحفيز. كان يؤمن بأهمية البحث والتطوير في تحقيق التقدم في صناعة المطاط.
الجوائز والتكريمات
حصل بي. سي. شيخار على العديد من الجوائز والتكريمات تقديراً لإسهاماته في صناعة المطاط. حصل على وسام الدولة الماليزية “بينغاليما سري ماهكوتا” (PSM)، وهو أعلى وسام مدني في ماليزيا. كما حصل على العديد من الجوائز الدولية، بما في ذلك جائزة “تشارلز جودير” من جمعية الكيميائيين في صناعة المطاط (ACS Rubber Division) في الولايات المتحدة الأمريكية.
إرثه
ترك بي. سي. شيخار إرثًا دائمًا في صناعة المطاط. فقد ساهم في تحديث صناعة المطاط في ماليزيا، ووضع معايير الجودة العالمية للمطاط. كما ألهم العديد من الباحثين والمهندسين في هذا المجال. لا يزال عمله يؤثر في صناعة المطاط حتى اليوم، حيث تستمر التقنيات التي طورها في تحسين إنتاجية المطاط وجودته. يُذكر شيخار كشخصية بارزة في تاريخ صناعة المطاط، وقد أسهمت رؤيته وجهوده في تطوير هذا المجال بشكل كبير.
أعماله ومؤلفاته
بالإضافة إلى مساهماته في تطوير صناعة المطاط، كتب شيخار العديد من المقالات العلمية والتقارير الفنية. كما شارك في تأليف العديد من الكتب والمقالات حول المطاط الطبيعي. كان شيخار يحرص على نشر المعرفة وتبادل الخبرات مع الآخرين، مما ساهم في تطوير صناعة المطاط على نطاق واسع.
التحديات التي واجهها
واجه شيخار العديد من التحديات خلال مسيرته المهنية. كان عليه أن يتعامل مع التغيرات في السوق العالمية للمطاط، والمنافسة المتزايدة من المطاط الصناعي. كما كان عليه أن يواجه بعض المعارضة من بعض الجهات التي كانت تعارض التغيير والتطوير. ومع ذلك، استطاع شيخار التغلب على هذه التحديات بفضل رؤيته القيادية والتزامه بالتميز.
مساهمته في الاستدامة
أدرك شيخار أهمية الاستدامة في صناعة المطاط. عمل على تطوير تقنيات جديدة لزراعة المطاط وإنتاجه بطرق صديقة للبيئة. كما شجع على استخدام المواد الخام المستدامة في صناعة المطاط. كان شيخار يؤمن بأهمية الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية، وعمل على دمج هذه القيم في صناعة المطاط.
رؤيته للمستقبل
كان شيخار يتمتع برؤية واضحة لمستقبل صناعة المطاط. كان يعتقد أن هذه الصناعة ستستمر في النمو والازدهار، ولكنها ستواجه أيضًا العديد من التحديات. كان يرى أن التكنولوجيا والابتكار هما مفتاح النجاح في المستقبل. كما كان يؤمن بأهمية التعاون الدولي في مواجهة التحديات المشتركة. كان شيخار يتطلع إلى مستقبل مشرق لصناعة المطاط، وكان يهدف إلى ترك إرث دائم في هذا المجال.
أثره على التعليم والتدريب
بالإضافة إلى مساهماته في البحث والتطوير، كان شيخار مهتمًا بالتعليم والتدريب. عمل على تطوير برامج تدريبية للعاملين في صناعة المطاط. كما شجع على تعليم الشباب في هذا المجال. كان شيخار يؤمن بأهمية بناء القدرات وتعزيز المعرفة في صناعة المطاط. وقد ترك أثراً إيجابياً على التعليم والتدريب في هذا المجال.
وفاته
توفي بي. سي. شيخار في 6 سبتمبر 2006، عن عمر يناهز 76 عامًا. ترك وراءه إرثًا غنيًا من الإنجازات في صناعة المطاط. فقد كان شخصية رائدة ومؤثرة في هذا المجال، وقد ساهمت جهوده في تطوير صناعة المطاط وتحسينها على مستوى العالم. سيظل اسمه محفورًا في ذاكرة صناعة المطاط إلى الأبد.
خاتمة
يعتبر بي. سي. شيخار شخصية محورية في تاريخ صناعة المطاط الطبيعي. من خلال عمله الدؤوب ورؤيته الثاقبة، تمكن من تحديث هذه الصناعة في ماليزيا وترك بصمة عالمية. إن إسهاماته في تطوير معايير الجودة، وتحسين طرق الإنتاج، ودعم البحث والتطوير، قد أثرت بشكل كبير على صناعة المطاط في جميع أنحاء العالم. كان شيخار قائدًا استثنائيًا، وسيظل إرثه ملهمًا للأجيال القادمة من العلماء والمهندسين في مجال المطاط.
المراجع
- Obituary: Dr B.C. Shekhar
- Obituary: Pioneering rubber scientist B.C. Shekhar
- BC Shekhar, the pioneer of Malaysian rubber industry
- BC Shekhar: A Tireless Contributor to the Rubber Industry
“`