نشأته وتعليمه
ولد موران في هايدلبرغ، فيكتوريا، أستراليا. تلقى تعليمه في جامعة ملبورن، حيث حصل على درجة البكالوريوس في الرياضيات عام 1938. خلال الحرب العالمية الثانية، عمل في الجيش الأسترالي، وخدم في سلاح الإشارة. بعد الحرب، حصل على درجة الماجستير من جامعة أكسفورد عام 1946، ثم حصل على درجة الدكتوراه في الإحصاء من جامعة كامبريدج عام 1947. كان أستاذه في كامبريدج هو جيفري توماس، وهو إحصائي بارز آخر.
مسيرته المهنية
بدأ موران مسيرته الأكاديمية في جامعة أكسفورد عام 1947، حيث عمل محاضرًا في الإحصاء. في عام 1952، عاد إلى أستراليا وشغل منصب أستاذ الرياضيات الإحصائية في الجامعة الوطنية الأسترالية في كانبيرا. بقي في هذا المنصب حتى تقاعده في عام 1982. خلال فترة عمله في الجامعة الوطنية الأسترالية، أسس قسمًا قويًا للإحصاء وأشرف على عدد كبير من طلاب الدراسات العليا الذين أصبحوا إحصائيين بارزين. كان موران رئيسًا للجمعية الإحصائية الأسترالية في الفترة من 1962 إلى 1963.
مساهماته العلمية
قدم موران مساهمات كبيرة في مجالات مختلفة من الإحصاء والاحتمالات. من بين أهم أعماله:
- نظرية الاحتمالات والعمليات العشوائية: طور موران نظريات مهمة حول العمليات العشوائية، بما في ذلك دراسة عمليات الولادة والموت، والعمليات الماركوڤية، والعمليات المنتظمة.
- الإحصاء الحيوي: قدم مساهمات قيمة في الإحصاء الحيوي، بما في ذلك تحليل البيانات الوبائية وتحليل السلاسل الزمنية في علم الأحياء.
- اختبارات الإحصائية: طور اختبارات إحصائية جديدة لتحليل البيانات.
- تحليل البيانات: ساهم في تطوير أساليب تحليل البيانات، بما في ذلك تحليل التباين وتحليل الانحدار.
أحد أهم إسهامات موران هو تطويره لاختبار الارتباط المكاني، المعروف باسم “اختبار موران”. يستخدم هذا الاختبار لتقييم ما إذا كانت قيم متغير ما مرتبطة مكانيًا، أي ما إذا كانت القيم في المواقع القريبة تميل إلى أن تكون متشابهة. يعتبر اختبار موران أداة أساسية في مجالات مثل الجغرافيا، وعلم البيئة، وعلم الأوبئة. بالإضافة إلى ذلك، كان موران رائدًا في استخدام الحواسيب في الإحصاء، حيث أدرك إمكانات الحواسيب في تحليل مجموعات البيانات الكبيرة.
أعماله المنشورة
كتب موران العديد من المقالات البحثية والكتب التي أثرت في مجال الإحصاء. من بين أبرز أعماله:
- “العمليات العشوائية في علم الوراثة” (The Statistical Processes of Evolutionary Genetics): نشر في عام 1962، يعتبر هذا الكتاب عملًا كلاسيكيًا في هذا المجال، حيث يدرس العمليات العشوائية في سياق علم الوراثة السكانية.
- “الإحصاء الرياضي” (Mathematical Statistics): وهو كتاب مدرسي شهير يستخدم على نطاق واسع في تدريس الإحصاء.
- العديد من المقالات البحثية: نشر موران العديد من المقالات في مجلات علمية مرموقة، حيث ناقش فيها مجموعة واسعة من الموضوعات الإحصائية.
جوائزه وتكريمه
حصل موران على العديد من الجوائز والتكريمات تقديراً لمساهماته في مجال الإحصاء. انتخب زميلًا في الجمعية الملكية (FRS) في عام 1961، وهو أعلى تكريم يمكن أن يحصل عليه عالم في المملكة المتحدة ودول الكومنولث. كما حصل على زمالة الجمعية الإحصائية الأمريكية. بالإضافة إلى ذلك، مُنح درجة الدكتوراه الفخرية من عدة جامعات.
إرثه
ترك موران إرثًا دائمًا في مجال الإحصاء. أفكاره وأعماله ألهمت أجيالًا من الإحصائيين، ولا تزال أساليبه ونظرياته تستخدم على نطاق واسع في البحث العلمي والتطبيقات العملية. ساهم في تطوير الإحصاء كعلم، وساعد في تعزيز مكانته كأداة أساسية في فهم العالم من حولنا. يعتبر موران رمزًا للإحصاء الأسترالي، وإسهاماته لا تزال تؤثر على مجالات البحث المتنوعة.
توفي موران في 19 سبتمبر 1988، عن عمر يناهز 71 عامًا. على الرغم من وفاته، فإن إرثه مستمر من خلال عمل طلابه وتأثيره على مجال الإحصاء. يذكر اسمه دائمًا في سياق الإسهامات الهامة في علم الإحصاء، خاصةً في تحليل البيانات المكانية والعمليات العشوائية.
خاتمة
كان باتريك ألفريد بيرس موران إحصائيًا بارزًا قدم مساهمات كبيرة في الإحصاء والاحتمالات. اشتهر بعمله في العمليات العشوائية، والإحصاء الحيوي، والاختبارات الإحصائية، وتحليل البيانات. يعتبر إرثه في علم الإحصاء ذا قيمة كبيرة، وأثرت أعماله في العديد من المجالات العلمية. يعتبر اختبار موران للارتباط المكاني أداة أساسية في تحليل البيانات المكانية، ولا تزال أعماله تُلهم الباحثين حتى اليوم.
المراجع
- ويكيبيديا – باتريك ألفريد بيرس موران
- السيرة الذاتية لباتريك ألفريد بيرس موران
- سيرة باتريك موران في موقع تاريخ الرياضيات
- مقال عن باتريك موران في مجلة المجلة الملكية للإحصاء
“`