تاريخ الهجرة الويلزية إلى أمريكا
بدأت الهجرة الويلزية إلى أمريكا الشمالية في القرن السابع عشر، حيث سعى الويلزيون إلى فرص اقتصادية ودينية. كانت الموجة الأولى من المهاجرين تتألف بشكل أساسي من الكويكرز الويلزيين الذين فروا من الاضطهاد الديني في ويلز. استقر هؤلاء الكويكرز بشكل أساسي في ولاية بنسلفانيا، حيث أسسوا مجتمعات قوية حافظت على ثقافتهم ولغتهم الويلزية لعدة أجيال.
في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، استمرت الهجرة الويلزية إلى أمريكا في الازدياد، مدفوعة بعوامل مثل الفقر والبطالة في ويلز، بالإضافة إلى الفرص الاقتصادية المتزايدة في الولايات المتحدة. عمل العديد من المهاجرين الويلزيين في صناعات مثل التعدين والصلب، خاصة في ولايات بنسلفانيا وأوهايو وإلينوي.
كما ساهم الويلزيون بشكل كبير في التنمية الثقافية والسياسية للولايات المتحدة. لعب العديد من الويلزيين دورًا هامًا في الثورة الأمريكية، بينما شغل آخرون مناصب بارزة في الحكومة والأعمال والتعليم.
المجتمعات الويلزية في أمريكا
تاريخيًا، تركزت المجتمعات الويلزية في الولايات المتحدة في ولايات بنسلفانيا وأوهايو ونيويورك. ومع ذلك، توجد مجتمعات ويلزية أيضًا في ولايات أخرى مثل كاليفورنيا وفلوريدا وتكساس. غالبًا ما تحافظ هذه المجتمعات على هويتها الثقافية من خلال المنظمات والجمعيات الثقافية والكنائس الويلزية.
تعد بنسلفانيا موطنًا لأكبر عدد من الأمريكيين الويلزيين، وتشتهر المنطقة المحيطة بمدينة فيلادلفيا بتاريخها الويلزي الغني. تأسست العديد من المدن والبلدات في بنسلفانيا على يد الويلزيين، ولا تزال تحمل أسماء ويلزية حتى اليوم.
تشمل المجتمعات الويلزية البارزة الأخرى في الولايات المتحدة:
- مجتمع جاكسون بولاية أوهايو، والذي يشتهر بمهرجانه السنوي “إستيدفود” الويلزي.
- مجتمع نيويورك، الذي يضم عددًا كبيرًا من المغتربين الويلزيين والمنظمات الثقافية الويلزية.
- المجتمعات الويلزية في كاليفورنيا، والتي تشمل عددًا متزايدًا من الأشخاص المهتمين بالثقافة والتراث الويلزي.
الثقافة والتراث الويلزي
حافظ الأمريكيون الويلزيون على العديد من جوانب ثقافتهم وتراثهم الويلزي، بما في ذلك اللغة والموسيقى والأدب والتقاليد. على الرغم من أن اللغة الويلزية لم تعد مستخدمة على نطاق واسع في الولايات المتحدة، إلا أن هناك جهودًا للحفاظ عليها وتعليمها للأجيال الشابة.
تلعب الموسيقى الويلزية دورًا هامًا في الثقافة الويلزية الأمريكية. تشتهر الفرق الموسيقية الويلزية وغناء الترانيم الويلزية بأصواتها القوية وتناغمها الجميل. تُقام العديد من المهرجانات والاحتفالات الموسيقية الويلزية في جميع أنحاء الولايات المتحدة كل عام.
يشمل الأدب الويلزي مجموعة واسعة من الأعمال، من الشعر والقصص القصيرة إلى الروايات والمسرحيات. ساهم العديد من الكتاب الويلزيين في الأدب الإنجليزي والأمريكي، واستكشفوا موضوعات مثل الهوية والوطن والشتات.
تشمل التقاليد الويلزية الأخرى التي لا تزال تمارس في الولايات المتحدة:
- الاحتفال بعيد القديس ديفيد، وهو شفيع ويلز.
- تقديم كعكة الحب الويلزية، وهي حلوى تقليدية مصنوعة من الزبدة والسكر والتوابل.
- لعب لعبة “تاو باو” الويلزية، وهي لعبة كرة قدم تقليدية.
مساهمات الويلزيين الأمريكيين
ساهم الويلزيون الأمريكيون في مجموعة واسعة من المجالات، بما في ذلك السياسة والأعمال والعلوم والفنون. شغل العديد من الويلزيين مناصب بارزة في الحكومة الأمريكية، بما في ذلك الرؤساء توماس جيفرسون وجون آدامز وجون كوينسي آدامز وأبراهام لينكولن. على الرغم من أن انتماءاتهم العرقية ليست مؤكدة بنسبة 100%، إلا أن الأبحاث تشير إلى احتمال وجود أصول ويلزية لديهم.
كما حقق العديد من الويلزيين نجاحًا كبيرًا في مجال الأعمال. أسس جون بييربونت مورجان، وهو مصرفي وصناعي أمريكي بارز، شركة J.P. Morgan & Co. كان فرانك لويد رايت، المهندس المعماري الشهير، معروفًا بتصاميمه المبتكرة. إلون ماسك، رجل الأعمال البارز، لديه أيضًا أصول ويلزية من خلال والدته.
في مجال العلوم، ساهم الويلزيون الأمريكيون في مجموعة متنوعة من المجالات، بما في ذلك الطب والهندسة والفيزياء. على سبيل المثال، كان ديفيد ريس، عالم الفيزياء، له دور فعال في تطوير القنبلة الذرية خلال الحرب العالمية الثانية.
في مجال الفنون، حقق الويلزيون الأمريكيون نجاحًا كبيرًا في الموسيقى والأدب والتمثيل. إليزابيث تايلور، الممثلة الشهيرة، كانت معروفة بجمالها وموهبتها. أنتوني هوبكنز، الممثل الحائز على جائزة الأوسكار، معروف بأدواره المتنوعة والمقنعة.
الويلزيون الأمريكيون اليوم
اليوم، يواصل الأمريكيون الويلزيون المساهمة في المجتمع الأمريكي في مجموعة متنوعة من المجالات. على الرغم من أن اللغة الويلزية لم تعد مستخدمة على نطاق واسع، إلا أن هناك اهتمامًا متزايدًا بالحفاظ على الثقافة والتراث الويلزي. تساهم المنظمات والجمعيات الثقافية الويلزية في تعزيز الهوية الويلزية ودعم المجتمعات الويلزية في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
يحتفل العديد من الأمريكيين الويلزيين بتراثهم من خلال حضور المهرجانات والاحتفالات الويلزية، والمشاركة في المنظمات الثقافية الويلزية، وتعلم اللغة الويلزية. كما أنهم يبحثون عن سبل للاتصال بوطن أجدادهم من خلال السفر إلى ويلز والتواصل مع الويلزيين في جميع أنحاء العالم.
خاتمة
الويلزيون الأمريكيون هم مجموعة عرقية أمريكية متنوعة وغنية بالتاريخ والثقافة. على الرغم من أنهم قد اندمجوا في المجتمع الأمريكي، إلا أنهم حافظوا على العديد من جوانب ثقافتهم وتراثهم الويلزي. ساهم الويلزيون الأمريكيون بشكل كبير في المجتمع الأمريكي في مجموعة واسعة من المجالات، وسيستمرون في لعب دور هام في مستقبل الولايات المتحدة.